لم يكتف الشعراء القدامى في قصائدهم بوصف العشق والهيام بل كانت الذكرى لديهم تشكل هاجساً كبيراً إذ إن أغلب قصائدهم تحاكي ذكرياتهم في عشقهم وهيامهم وفي فرحهم وحزنهم، ولعل مايميز قصائدهم ذكرياتهم الغرامية والغزلية التي طالما أرقتهم كونهم عاشوا فترة الحب والهيام بشكلها الحقيقي التي تُعبر عن صدقهم، ولذلك فإن العلاقة بين الإحساس والذكرى لديهم هي بحد ذاتها تشكيل حقيقي لإبداعهم الشعري الذي قرأناه لهم في دواوينهم الشعرية القديمة. ومن الطبيعي أن يظل هاجس الذكرى لديهم هو الأكثر أهمية عند الكتابة بإحساس يصل بهم إلى عالم من البعد الوجداني ويظل كذلك طالما هم من يريدون وصف تلك الذكريات التي يمرون بها في حياتهم الاجتماعية لأن الغالبية العظمى من الشعراء يستمتعون بسرد الذكريات في قصائدهم لإحساسهم باللذة الممزوجة بالوجد والتوجد الذي يعيشونه خصوصاً في قصائدهم العاطفية التي بها يهيمون كثيراً ويصورون فيها عشقهم. ومن طبيعة الشعراء قديماً أنهم لم يكونوا ذا تكلف صياغي في مفردات القصيدة وغموضها ولكنهم أبدعوا في الصياغة والمعنى والوصف الرائع والمعاناه العذبة التي بها وصلنا لهم وعرفنا احساسهم الجميل في كتابة القصيدة الشعبية، ولذلك فإن مانقرؤه لهم الآن هو بمثابة إحساس جميل وصور جمالية تعكس واقعهم البسيط وعشقهم الجميل ومعاناتهم التي عاشوها في وقتهم الذي يعتبر لهم شيئاً جميلاً بالرغم من صعوبة العيش، ولذلك رأيناهم وهم يتألقون في إحساسهم الصادق الذي يمثل روح المعاناة. من كل ذلك نجد أن هناك عملية ربط حقيقية بين الشاعر والذكرى يتم تصويرها في مفردات شعرية منتقاة لتصبح قصيدة رائعة تصف وتصور روح تلك الذكرى ومابها من جوانب متعددة سواء معاناة من فراق وحزن على غياب أو فراق وبشكل عام هي الذكرى تلك التي دائماً يصفها الشعراء في قصائدهم. أخيراً: للحب في قلبي تواريخ وأرقام لامن ذكرته هل دمعٍ حزيني أذكرك في همس الليالي والأحلام يوم أنت حلمي والحقيقة بعيني
مشاركة :