أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم (السبت) اكتشاف أجزاء من معبد "خنوم" بمدينة إسنا في محافظة الأقصر جنوب القاهرة من بينها بقايا مقصورة ومخزن للسلاح والحراسة وحمام روماني. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري إن "البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بمعبد إسنا بمحافظة الأقصر اكتشفت بقايا مقصورة من العصر البطلمي وحمام من العصر الروماني وعدد من القطع الأثرية من عصور تاريخية مختلفة"، بحسب بيان لوزارة السياحة والآثار. ويمتد العصر البطلمي في مصر القديمة من العام 332 إلى 30 قبل الميلاد، بينما يمتد العصر الروماني من العام 30 قبل الميلاد إلى العام 395 ميلاديا. وأوضح وزيري أن "أعمال الحفائر تمت في المنطقة الواقعة خلف معبد إسنا، حيث عثرت البعثة على بقايا مقصورة من الحجر الرملي تعتبر امتدادا للمعبد في العصور الأقدم، بالإضافة إلى بقايا مبنى دائري الشكل من الطوب الأحمر المجوف وبقايا مبنى آخر أساساته مصنوعة من الحجر وجدرانه من الطوب اللبن وبه بقايا عناصر معمارية من أعمدة صغيرة تشكل بوابة أو مدخل". كما عثرت البعثة على "مجموعة من الأواني الفخارية غير المكتملة وأجزاء من القنابل اليدوية الفخارية ومجموعة من الغليون غير المكتملة ذات أشكال ومقاسات وخامات مختلفة"، وفقا لوزيري. وأضاف أن "البعثة كشفت أيضا عن أطلال مبنى للجباخانة (مخزن للسلاح والحراسة) تم بناؤها بمدينة إسنا خلال عصر محمد علي من الطوب الآجر (الأحمر) والطوب اللبن وفواصل خشبية من جزوع النخل والخشب، بالإضافة إلى بعض الأحجار التي أعيد استخدامها من بعض الآثار الرومانية والمصرية القديمة الموجودة بالمنطقة". من جهته قال محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا إن "الجانب الشمالي تم العثور به على حمام روماني به أحواض للاستحمام يوجد أسفلها ممرات للهواء الساخن وممرات لوصول المياه إلى الأحواض". وأشار إلى أن الحمام الروماني "عبارة عن مستويين، المستوى العلوي به أرضيات من الطوب الأحمر تضم جزءا مستديرا من الحجر الرملي ربما كان جزءا من مقاعد الاستحمام، يتوسطها مجرى للمياه أسفله ممر تم العثور به على تاج لعمود من الحجر الرملي". وتابع أنه "في الجانب الشمالي الغربي تم الكشف عن درج من الحجر الرملي تتوسطه جدران من الطوب الأحمر عليه طبقة من الملاط الملون وزخارف نباتية وهندسية". بدوره أكد الدكتور مصطفي الصغير مدير عام آثار الكرنك أهمية هذا الكشف الأثري الذي قال إنه "يساعد علي التعرف علي أنماط الحياة القديمة التي يفتح بعضها الباب أمام إعادة كتابة التاريخ". وأضاف الصغير لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "مثل هذه الاكتشافات تمد الباحثين والعلماء بالمادة العلمية اللازمة لدراساتهم وتساعدهم في الوصول إلى نتائج ربما تكون جديدة للحضارة بشكل عام". ويرجع اكتشاف معبد "خنوم"، الذى يعرف أيضا باسم معبد إسنا، إلى عام 1843 بعد سنوات من زيارة عالم الآثار الفرنسي جان فرانسوا شامبليون لموقع المعبد فى عام 1828، حيث أكد أنه رأى نقوشا تحمل اسم الملك تحتمس الثالث، وفقا لمصطفى الصغير. وأوضح أن معبد "خنوم" أقيم على أطلال معبد قديم يرجع إلى عصر الأسرة الـ 18 من عصر الدولة الحديثة في عهد المصريين القدماء، حيث تم العثور على نقوش تحمل اسم الملك تحتمس الثالث. وأشار إلى أن معبد "خنوم" يعد واحدا من أجمل المعابد المصرية التي تعود إلى العصرين اليوناني والروماني، ويقع في قلب مدينة إسنا بمحافظة الأقصر. وأردف أن أهم ما يميز معبد "خنوم" هو صالة الأعمدة التي يحمل سقفها 24 عمودا أسطوانيا يصل ارتفاع كل عمود منها إلى أكثر من خمسة أمتار، ويعلو كل عامود تاج ذو زخارف نباتية متنوعة تحمل مزيجا من الفن المصري القديم واليوناني. وتابع "كما أن معظم جدران المعبد مسجل عليها مناظر ونصوص دينية، وقد استغرق بناء المعبد 400 عام تقريبا وبدأ تشييده في العصر البطلمي في العام 181 قبل الميلاد وتم الانتهاء من العمل به في العصر الروماني في العام 250 ميلاديا، وكان مخصصا لعبادة خنوم ونيت ومنحيت". وختم أن أغلب المناظر الداخلية في المعبد تتعلق بالديانة فى تلك الفترة وتتكون من نصوص دينية عن خلق العالم وأصل الحياة.
مشاركة :