باسم يوسف يطالب بالإفصاح عن مصير المختفين قسرياً، ومعارضوه ينتقدون تجاهله شهداء الجيش والشرطة، وهو يرد: «شهداء الجيش على دماغنا، بس إيه علاقة ده بناس مخطوفة ومحتجزة ظلماً؟». إبراهيم عيسى يوجه أجهزة الدولة إلى تركيز اهتمامها على الإرهاب المنظم الذي يستهدف الدولة، وكذلك الإرهاب العشوائي من قبل بعض الشباب من المغيبين الذين يتملكهم الانتقام. ويوبخهم قائلاً: «اتهدوا شوية. مافيش حد هينزل يوم 25 يناير». أحمد موسى يصرح بأن 25 كانون الثاني (يناير) هو عيد الشرطة، وأن من يود أن ينزل للاحتفال بعيد الشرطة فأهلاً وسهلاً، أما من ينزل من أجل التخريب والتظاهر فمكانه السجن، ولو معه سلاح فالقتل مصيره. عمرو أديب يؤكد أن زيارة رئيس الاستخبارات الأميركية لمصر هذه الأيام ليست «محبة» بل إن الغرض منها تقويم الأوضاع قبل ذكرى الثورة. أما خالد تليمة فيقول إنه طالما هناك من يرى أن من حقه أن يقول «25 خسائر» (يناير) فإن من حقه (تليمة) أن «يهزأه» (يهينه). تصريحات سياسية لمقدمي البرامج تملأ صفحات السياسة وتجد طريقها إلى الصفحات الرئيسية للمواقع الإخبارية حيث تتبوأ «الأكثر قراءة» أو «الأكثر تشاركاً» أو «الأكثر تعليقاً». الغريب أن الإعلاميين لم يعودوا مجرد مذيعين أو حتى محللين، بل أصبحوا مصادر للأخبار (حتى وإن كانت استنتاجات)، ومكمناً للأسرار (حتى ولو كانت تكهنات)، ومثاراً للقيل والقال (حتى ولو كان مجرد اجتهاد). نجوم البرامج التلفزيونية في مصر أصبحوا أكبر من الواقع. حتى أولئك الذين لم يعودوا يظهرون على الشاشات، تحول بعضهم إلى مصادر للأخبار. المحتجبون عن الشاشات، سواء برغبتهم الشخصية أو برغبة آخرين تحولوا إلى أيقونات معارضة، لهم أتباع ومريدون ويتمتعون بمكانة «زعيم المعارضة». وأولئك الذين يطلون على المشاهد عبر الشاشة، فمنهم من يعتبر عالماً ببواطن الأمور حيث إنه بات من المقربين للرئيس، ومنهم من يُنظر له باعتباره مدركاً للحقائق الغائبة بحكم صداقاته التي كوّنها مع الوزراء السابقين والحاليين والمتحدثين الرسميين. ومنهم من أصبح مصنفاً لدى الجمهور على أنه «صوت الشعب»، فهو الممسك بالعصا من المنتصف، فهو لا يبالغ في مجاملة الحكومة والتسبيح بحمد الوزراء، لكنه يفعل ذلك في أضيق الحدود مع الاحتفاظ بدور «محامي الغلابة»، فتجده دائماً متحدثاً باسمهم، لدرجة أن الصحف والمواقع تنقل عنه ما يقول باعتباره لسان حالهم. الطريف والمثير أن تحول الإعلاميين إلى مصادر خبرية، لا سيما في مجال السياسة، يصاحبه اختفاء الساسة واحتجاب أصحاب القرار وانزواء أولي الأمر، وهو ما يعتبره بعضهم نعمة وليس نقمة.
مشاركة :