احتضنت الإمارات أبرز رحلات التحول الرقمي وأكثرها نضوجاً حول العالم؛ لأنها مدعومة باقتصاد المعرفة، وترتكز على مجموعة متطورة دائماً من المبادرات والاستراتيجيات التي تدعم التحول الرقمي انطلاقاً من الجهات الحكومية ثم المؤسسات والأفراد، بحسب يحيى الهامي، المدير التنفيذي لشركة تحالف الإماراتية المتخصصة في الحلول التقنية. وقال الهامي لـ «الاتحاد»، إن أهم المبادرات الداعمة للتحول الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة شملت الشبكة الاتحادية، والرابط الحكومي للخدمات، والهوية الرقمية، والتوقيع الرقمي، ومنصة التحقق الرقمي، ومنصة الثقة الرقمية، ومتجر الخدمات الرقمية، وهاكاثون الإمارات والسوق الافتراضي لواجهات البرمجيات، والنظام الوطني لإدارة علاقات المتعاملين، وغيرها من المبادرات. أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد: أعياد سعيدة للأصدقاء المسيحيين الإمارات تحتضن 5 مراكز بحثية لعلوم الفضاء مؤشرات عالمية وأكد الهامي أنه انطلاقاً من بداية تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة أخذت القيادة الرشيدة على عاتقها أن يكون نبض التحديث والتطوير دوماً يأخذ في الاعتبار آخر المستجدات والتطورات، لا سيما التقنيات الإلكترونية والرقمية، التي أصبحت مع مطلع الألفية وسيلة عصرية لتيسير أسلوب عيش وحياة الناس ومن الأمثلة على ذلك توفير الخدمات لهم على مدار الساعة. وأضاف أنه بناءً على الرؤية المستقبلية للقيادة الرشيدة، أصبحت دولة الإمارات من بين الدول الأولى التي أطلقت مشروع الحكومة الإلكترونية، ثم واصلت ريادتها على مدى سنوات لنصل إلى الحكومة الرقمية التي نعيشها اليوم، والتي تنسجم مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وعصر البيانات الضخمة وتحليلاتها، والتقنيات فائقة التطور المدعومة بالذكاء الاصطناعي و«إنترنت الأشياء». ولفت إلى أنه يمكن رؤية العديد من الثمار الإيجابية لنتائج التحول الرقمي في العديد من مؤشرات التنافسية العالمية، وهذه لمحة عن بعضها فقد تصدرت دولة الإمارات مكانتها بين أفضل الدول على مستوى العالم في التحول الرقمي الحكومي، لتكون الدولة العربية الوحيدة في هذه المجموعة في تقرير النضج الرقمي الحكومي الصادر عن البنك الدولي في 2021، كما حلت في المركز الـ 21 عالمياً ضمن استبيان الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية 2020، محققة تقدماً قدره 8 مراكز عن نتائج عام 2016، واحتلت دولة الإمارات المركز الثامن عالمياً، في مؤشر الخدمات الذكية الصادر عن الأمم المتحدة 2020، وفقاً لتقرير مؤشر الأمم المتحدة لتنمية الحكومة الإلكترونية الذي يغطي 193 دولة. ويعرض مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية التقدم المحرز في تطوير الحكومة الإلكترونية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ركائز التحول قال الهامي، إن حكومات أكثر من 200 دولة تعمل على تحويل تركيزها إلى الحوكمة القائمة على البيانات التي ستحدد الحكومة التي تتفوق في قيادة بلادها في المستقبل، فيما تقود دولة الإمارات العالم العربي في مجال التحول الرقمي، ومن أهم ركائز التحول الرقمي هو توفر البيانات؛ لذلك فإن نجاح الدولة وسرعة تقدمها في التحول الرقمي يمكن أحد أسبابه في التركيز على الإمكانات غير المستغلة لاقتصاد البيانات، هذه البيانات الضخمة التي تم تقدير قيمتها في عام 2020 بمبلغ 70.5 مليار دولار على المستوى العالمي من المرجح أن ترتفع قيمتها إلى 243.4 مليار دولار في عام 2027. ولفت إلى أن دول العالم تمر في مراحل مختلفة من مراحل وإجراءات عمليات التحول الرقمي، بعضها لا يزال في بداية الطريق، والبعض الآخر أصبح في مرحلة متقدمة من الحكومة الرقمية القائمة على البيانات وفي هذا المجال أصبحت الإمارات واحدة من أكثر الدول تقدماً في رقمنة خدماتها العامة، كما أصبحت حكومة دبي أول حكومة لا ورقية على مستوى العالم بنسبة 100%، وهو إنجاز راسخ.