نظمت جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، بالتعاون مع هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، محاضرة قدمها الدكتور عبدالله السعدي وحملت عنوان: الوعي المعلوماتي لأمناء المكتبات والمجتمع في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بحضور أحمد المشتغل المدير التنفيذي للجمعية، بالإضافة إلى ممثلين لهيئة الفجيرة للثقافة، ولفيف من المهتمين بشؤون المكتبات والمعلومات. مفهوم الوعي المعلوماتي وتناول الدكتور عبدالله السعدي، خلال المحاضرة، العديد من القضايا المعلوماتية، مؤكداً أن المعلومات أساس المعرفة والرافد الذي يتمكن الإنسان من خلاله استثمار أي مورد، ومواكبة كل تطورات الانتشار المعرفي والتقني المتسارع. وأشار السعدي إلى أن مفهوم الوعي المعلوماتي لأمناء المكتبات يعني قدرتهم على تحديد وقت الحاجة للمعلومات، والقدرة على تحديد مكانها ثم تقييمها واستخدامها بكفاءة وفاعلية، وبالتالي فإن أمين المكتبة يقدم هذا الوعي للمستفيد والباحث، حتى يكتسبا مهارة الوعي المعلوماتي، ومن ثم نقله للمجتمع بشكل عام، مشيراً إلى أنه يبدأ من البيت والأسرة ثم العمل فالحياة عموماً. تحديات عصر التقنية وأكد السعدي أن الوعي المعلوماتي عندما يمتلكه أمين المكتبة والمجتمع، فإنهم سيكونون قادرين على فهم الكثير من القضايا الاجتماعية والثقافية والإعلامية والدينية والصحية وغيرها. وعرّف السعدي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل علمي، معرجاً على تحديات عصر التقنية الحالي، مثل التعامل مع العالم الرقمي الافتراضي، الذي أصبحنا نتعامل معه أحياناً أكثر من العالم الواقعي، بالإضافة إلى اتساع الفجوة المعرفية في هذه الوسائل بين جيل الآباء والجيل الحالي بشكل متسارع، والتغيير السريع والمتلاحق في التطبيقات والبرمجيات والأجهزة والألعاب، وما قد يفرزه من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة. التسطيح الثقافي ثم عرج المحاضر إلى تعريف الإشاعة وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، وكيفية التعامل معها في ظل وعي معلوماتي مستمر، ومن ثم تم التطرق إلى عملية التزييف مثل التسطيح الثقافي، وتقنية التزييف العميق ومخاطرها، وطرقها وكيفية كشفها والتعامل معها بطرق صحيحة وتقنية، كما عرف السعدي الابتزاز الإلكتروني، وكيفية حدوثه وأنواعه وأشكاله. سبل الوقاية وأوضح السعدي القانون الإماراتي رقم (5) لسنة 2012 الخاص بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، مؤكداً وجوب معرفته معرفة تامة، حيث قام المشرع الإماراتي بشرحٍ وافٍ ومفصل لتلك الجرائم في حالة ارتكابها، والعقوبات المترتبة عليها. وذكر السعدي أمثلة لحالات التصيد والابتزاز، موضحاً طرق وأسباب الوقوع فيها، وكيفية الوقاية منها، وماذا يفعل الفرد إذا ما تم ابتزازه، حيث قامت الجهات الرسمية في الدولة بنشر وسائل للإبلاغ في حالة وقوع أي جرائم إلكترونية. آداب النشر والتفاعل وتناولت المحاضرة كذلك أهمية متابعة الأبناء ومراقبتهم، وحمايتهم من كل ما قد يؤثر سلباً على قيمهم وأخلاقهم ودينهم، وغرس الوعي المعلوماتي في عقولهم منذ الصغر، حتى يكون وسيلة يقيهم، في ظل ما نعيشه من تطور تقني سريع. وتحدث السعدي عن آداب النشر والتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقدماً نصائح عامة عند استخدامها، من أهمها: إنشاء كلمات مرور قوية يصعب اختراقها، وقفل الشاشة تلقائياً بعد ثوان من عدم الاستخدام، وعدم تثبيت أي تطبيقات غير معروفة وضرورة تحميلها من المتاجر الرسمية، وكذلك تفعيل خاصية تعقب الجهاز والإقفال التلقائي، وتجنب تحميل ألعاب غير معروفة، وعدم السماح لأي تطبيق آخر بالتزامن مع برامج التواصل الاجتماعي، والتأكد من عدم تفعيل خاصية معرفة المكان في التطبيق عند استخدام الشبكات المجانية والعامة، وكذلك التأكد من تحديث نظام التشغيل وبقية التطبيقات بشكل مستمر، وتفعيل خصائص التأمين الإضافية في المواقع «المصادقة الثنائية»، وتوثيق الحسابات، والتأكد ممن تتواصل معهم في البيئة الافتراضية، وعدم قبول كل الطلبات التي تأتيك للإضافة، ومراجعة المشاركات التي تأتي دون اختيار منك، وطبيعة المعلومات التعريفية التي تقدمها عن نفسك، وتحديد من يحق له الاطلاع على بياناتك الشخصية، وكذلك تغطية كاميرا الويب عندما لا تستخدمها.
مشاركة :