لا يحدث الطلاق العاطفي بين الزوجين من فراغ، بل هو نتاج أمور عديدة وعادات زوجية باتت واقعاً أليماً في حياة الزوجين، وتمكنت من علاقة كل منهما بالآخر حتى حدوث الطلاق العاطفي، فما هي هذا العادات؟ عادات زوجية تؤدي إلى الطلاق العاطفي لا يتحقق الإنسجام والتناغم في العلاقة بين الزوجين إلا بتوافر العديد من الأمور التي من أهمها تفهم طبيعة العلاقة، والسعي إلى توفير كافة المقومات التي تحفظ الزوجين من الطلاق العاطفي. وخلال مسيرة الزواج ومع طول الفترة تصبح بعض العادات الزوجية سبباً في حدوث الطلاق العاطفي بين الزوجين، ومن هذه العادات ما يلي: التواصل بشأن المسؤوليات فقط مع تراكم المسؤوليات والأعباء على الزوجين، تبدأ بعض العادات الزوجية في التمكن منهما، كأن يقتصر التواصل بينهما على الحديث عن المسؤوليات والاحتياجات، وخصوصاً تلك التي تتعلق بأطفالهما وبحياتهما الزوجية كأسرة لها متطلبات معينة، ومع مرور الوقت، يختفي التواصل العاطفي بين الزوجين، ويصبح التواصل بينهما مقتصراً على أمور معينة، هي تلبية احتياجات الأطفال من الألف إلى الياء دون التفكير في طبيعة العلاقة بينهما، وفي احتياجاتهما العاطفية، ما يؤدي إلى حدوث تباعد تدريجي بين الزوجين، ومنه إلى الطلاق العاطفي. الإلتزام بروتين يومي محدد لا يتغير الروتين خطر مؤكد يتربص بالحياة الزوجية، ولذلك يؤدي الإلتزام بروتين يومي محدد لا يتغير إلى حدوث الطلاق العاطفي كونه أحد العوامل الرئيسية التي تسبب حدوث الملل الزوجي الذي يسلب كل من الزوجين أساسيات مهمة في العلاقة العاطفية، لأن القيام بنفس التفاصيل يومياً وفي نفس المكان يعد روتيناً قاتلاً لروح العلاقة بين الزوجين. أداء العلاقة الحميمة كواجب زوجي كثير من الأزواج يهملون أثر نجاح العلاقة الحميمة على الحياة الزوجية، ولذلك يقع نسبة كبيرة منهم في بعض الأخطاء القاتلة مثل: اعتبار العلاقة الحميمة واجباً زوجياً، مثلها مثل أي واجبات زوجية أخرى يجب إنجازها بأي شكل لتستمر الحياة الزوجية، ويعد ذلك خطئاً كبيراً، لأن العلاقة الحميمة أمر يرتبط بالمشاعر، ولا يمكن تحقيق فوائدها إلا بتحقيق السعادة والرضا لطرفيها، ولذلك من الخطأ التعامل معها على أنها واجباً زوجياً يجب إنجازه شكلاً دون التعمق في موضوعيته، ومع الاستسلام لهذا الأمر، تصبح العلاقة الحميمة روتيناً زوجياً مملاً يحدث فجوى عاطفية عميقة بين الزوجين، تعجل بحدوث الطلاق العاطفي بينهما. الانشغال بالهاتف المحمول اجتاحت التكنولوجيا المشاعر، واخترقت صميم العلاقة بين الزوجين، إذ سيطر الهاتف المحمول على عقول ووجدان العديد من الأزواج والزوجات، حتى بات أهم عندهم من شريك الحياة، ولذلك يتكرر مشهد جلوس الزوج والزوجة في مكان واحد، وكل منهما منشغلاً بهاتفه عن الآخر، والسبب في ذلك بقائهما متصلان على الانترنت لأوقات طويلة. وما يدمي القلوب أنه حتى في المناسبات الاجتماعية السعيدة، وفي الجلسات العائلية التي من المفترض أن تقوم على التواصل الدافئ وتبادل الأحاديث الجميلة الممتعة، تصبح الأفضلية عند كل من الزوجين للهاتف المحمول والتواصل على الانترنت، وتصبح عادة زوجية قاتلة تدمر العواطف وتعصف بالمشاعر، وتدخلها عالم النسيان تمهيداً لحدوث الطلاق العاطفي. وأخيراً، يجب على الزوجين أن يعلما أن كل تصرف يتخلل تفاصيل الحياة الزوجية، ويصبح عادة زوجية وروتيناً زوجياً، يؤدي بهما إلى الملل الزوجي، ومنه إلى النفور، ومنه إلى الطلاق العاطفي، ولذلك يجب عليهما الحذر كل الحذر من هذه الأمور.
مشاركة :