'النزال الأخير' يخترق عوالم هجرة الأطفال السرية في المغرب

  • 12/27/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط – تبدأ قاعات السينما بالمغرب الاربعاء عرض فيلم سينمائي مغربي جديد للمخرج محمد فكران بعنوان "النزال الأخير" يتناول  قضية الهجرة السرية لدى الأطفال في قالب درامي ممتزج بكثير من التشويق. وجسد بطولة العمل مجموعة من الفنانين المتألقين، من بينهم ربيع القاطي، والممثل الجزائري الفرنسي موسى ماسكري، وحبيب القاضي، وياسين عزوز، وجلال بالفاطمي. ويروي فيلم "النزال الأخير" قصة 3 أطفال من مدينة الدار البيضاء (العاصمة الاقتصادية للمملكة)، يحلمون بالهجرة نحو أوروبا رغم صعوبة المهمة، وضيق ذات اليد. ومن خلال أحداث الفيلم، يكتشف المشاهد كيف سيحاول هؤلاء الأطفال، تحقيق غايتهم بعد وصولهم إلى مدينة طنجة شمال المملكة، والتي تتنامى فيها ظاهرة الهجرة السرية بحكم قربها من الضفة الأوروبية. والفيلم يتمحور حو رشيد الشاب المراهق والمغامر الذي يعيش بالمغرب، والذي ظل يقاتل من خلال ممارسته لنزالات سرية في رياضة الملاكمة من أجل العمل على جمع ما يلزم من مال قصد دفعه لأحد المهربين الذي وعده بنقله رفقة صديقيه إلى الضفة الأخرى عبر البحر. ويحاول المخرج الشاب من خلال أحداث الفيلم وحبكته الدرامية تسليط الضوء على ظاهرة الهجرة غير النظامية أو ما يصطلح عليه بالعامية المغربية "لحْريك"، صوب أوروبا وهو "حلم" مترسخ في عقول العديد من الأطفال والشباب، من خلال شخصية الشاب رشيد الذي يسعى إلى عبور ميناء طنجة (شمال) والوصول إلى أوروبا رفقة صديقه السالك. ويجسد بطولة العمل مجموعة من الفنانين المتألقين، من بينهم ربيع القاطي، والممثل الجزائري الفرنسي موسى ماسكري، وحبيب القاضي، وياسين عزوز، وجلال بالفاطمي. وقام بكتابة سيناريو الفيلم الصحفي الإسباني غوستافو كورتيس بوينو، الذي قضى جزءًا كبيراً من حياته المهنية في احتكاك مباشر بمواضيع الهجرة واللجوء. وقال المخرج محمد فكران إن نبرة هذا الفيلم المستوحى من صميم الواقع تبقى جريئة وفي نفس الوقت حالمة و ترنيمة للصداقة والانسانية. وأوضح أن اختياره لقصة يدور فحواها عن الهجرة في منظورها الواقعي و الدراماتيكي، نابع من كون هذه الظاهرة أضحت اليوم مصدر قلق مهم بالنسبة للأوروبيين، فضلا عن كونها تشكل خطرا يهدد حياة آلاف من الأطفال والشباب الأفارقة ممن يتم الزج بهم نحو الضفة الأخرى في ظروف يطبعها التهور وانعدام الإنسانية. واستغرق تصوير الفيلم 3 سنوات، حيث وزعت مدة التصوير على فترات متباعدة، كانت الأولى في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2017، بينما كانت المحطة الثانية في شهر كانون الثاني/ يناير 2018 في مدينة الدار البيضاء، ثم المرحلة الثالثة في شهر أيلول/سبتمبر 2019 في مدينة طنجة. وبعد إنتاج الفيلم بشكل نهائي في العام 2021، لم يعرض هذا العمل على نطاق واسع لأنه تزامن مع انتشار جائحة كورونا وحالة الإغلاق العام التي اجتاحت العالم آنذاك وإلغاء العديد من المهرجانات. وحصد العمل السينمائي مجموعة من الجوائز الدولية و الوطنية، منها جائزة أحسن فيلم بمهرجان بوينس آيرس الدولي وجائزة أحسن تصوير لمهرجان بلاك كات بسلوفينيا وجائزة أحسن سيناريو بمهرجان وجدة الدولي. وفضلا عن ذلك، فقد نال الفيلم إشادات نقدية في وسائل الإعلام الدولية والعربية.

مشاركة :