صفحات من تاريخ البحرين الاجتماعي..خليفة الحمدان وقصة أول أستديو للتصوير في الرفاع الغربي

  • 12/28/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬الحديث‭ ‬قصص‭ ‬وحكايات‭ ‬لمواطنين‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬المجتمع‭ ‬قاموا‭ ‬بأدوار‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬محيطهم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتمثل‭ ‬سيرة‭ ‬حياتهم‭ ‬صفحات‭ ‬مضيئة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المعاصر،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تجاربهم‭ ‬الحياتية‭ ‬يكشف‭ ‬لنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القسمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والإنسانية‭ ‬التي‭ ‬اتسمت‭ ‬بها‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬التحول‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفرة‭ ‬النفطية‭ ‬وما‭ ‬بعدها،‭ ‬والدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بابكو‮»‬‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭.‬ في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬نسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬العم‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الحمدان‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬منطقة‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي،‭ ‬وكان‭ ‬ممن‭ ‬درسوا‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بابكو‮»‬‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬أستاذا‭ ‬للتربية‭ ‬الرياضية‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬شبابه‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬لاعبي‭ ‬نادي‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي‭ ‬بعد‭ ‬تأسيس‭ ‬النادي،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬تجربة‭ ‬رائدة‭ ‬تستحق‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها،‭ ‬وهي‭ ‬قيامه‭ ‬بإنشاء‭ ‬أول‭ ‬أستديو‭ ‬للتصوير‭ ‬الفوتوغرافي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي‭ ‬وهو‭ ‬الاستديو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬شاهدا‭ ‬بما‭ ‬سجله‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬على‭ ‬رحلة‭ ‬تطور‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي،‭ ‬وتشكل‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬يزخر‭ ‬بها‭ ‬متحف‭ ‬مصور‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يعطى‭ ‬كل‭ ‬اهتمام‭ ‬وعناية‭.‬ في‭ ‬30‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬بدأت‭ ‬زياراتي‭ ‬للعم‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الحمدان،‭ ‬وهو‭ ‬كبير‭ ‬عائلة‭ ‬الحمدان‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬لأستقي‭ ‬منه‭ ‬أحاديثه‭ ‬عن‭ ‬شريط‭ ‬الذكريات،‭ ‬وبقيت‭ ‬معي‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬الى‭ ‬بعد‭ ‬سنتين‭ ‬ولم‭ ‬أنشرها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أفرغتها‭ ‬وقمت‭ ‬بتحريرها‭ ‬وصياغتها‭ ‬بأسلوب‭ ‬كتابي،‭ ‬ثم‭ ‬عرضتها‭ ‬على‭ ‬الأستاذ‭ ‬خليفة‭ ‬الحمدان‭ ‬مجدداً‭ ‬فأقرها،‭ ‬وكنت‭ ‬آنذاك‭ ‬منهمكاً‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مشاريع‭ ‬ودراسات‭ ‬تاريخية‭ ‬وتراثية‭ ‬جعلتني‭ ‬أرجئ‭ ‬نشر‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭. ‬ والعم‭ ‬خليفة‭ ‬الحمدان‭ ‬هو‭ ‬أستاذ‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬وقد‭ ‬ارتبط‭ ‬طول‭ ‬عمره‭ ‬بالرياضة،‭ ‬ولم‭ ‬تقتصر‭ ‬هوايته‭ ‬وشغفه‭ ‬بحب‭ ‬رياضة‭ ‬بعينها؛‭ ‬بل‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تصف‭ ‬العم‭ ‬بأنه‭ ‬شخص‭ ‬متعدد‭ ‬المواهب،‭ ‬فامتد‭ ‬الى‭ ‬الرسم‭ ‬والتصوير،‭ ‬وتعددت‭ ‬الألعاب‭ ‬التي‭ ‬شُغف‭ ‬بها‭ ‬وامتاز،‭ ‬من‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الى‭ ‬تنس‭ ‬الطاولة‭ ‬الى‭ ‬الجولف‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الرياضات،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الرياضات‭ ‬له‭ ‬تاريخ‭ ‬معها،‭ ‬فقد‭ ‬يُفيد‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الرياضي،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬أتطرق‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬تسجيلي‭ ‬هذا‭ ‬إلا‭ ‬بما‭ ‬يتقاطع‭ ‬مع‭ ‬تاريخ‭ ‬المنطقة‭ -‬الرفاع‭ ‬الغربي،‭ ‬فبات‭ ‬الكلام‭ ‬مرتبطًا‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬بتجربته‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ ‬وإنشاء‭ ‬أول‭ ‬استديو‭ ‬خاص‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي،‭ ‬وما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬ارتباط‭ ‬بتاريخ‭ ‬المنطقة،‭ ‬والذي‭ ‬حفظ‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أرشيفات‭ ‬ضخمة‭ ‬جداً‭ ‬عن‭ ‬صور‭ ‬أهل‭ ‬الرفاع؛‭ ‬كونه‭ ‬الاستديو‭ ‬الوحيد‭ ‬الموجود‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي‭.‬ والعم‭ ‬خليفة‭ ‬الحمدان‭ ‬لديه‭ ‬شغف‭ ‬بالتوثيق‭ ‬والتأريخ،‭ ‬وقد‭ ‬حوّل‭ ‬ثلاثة‭ ‬غرف‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬الى‭ ‬متاحف،‭ ‬ويضم‭ ‬المتحف‭ ‬الرئيسي‭ ‬صورا‭ ‬وألبومات‭ ‬كثيرة‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬مراحل‭ ‬عمره،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬وقد‭ ‬تستغرب‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬صور‭ ‬قديمة‭ ‬جدًا،‭ ‬بل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬ولد‭ ‬العم‭ ‬خليفة‭ ‬حينها،‭ ‬فأجابني‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬الصور‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬أعطاه‭ ‬إياها‭ ‬والده‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الحمدان،‭ ‬فالأرشيف‭ ‬القديم‭ ‬قد‭ ‬ضُم‭ ‬إليه‭ ‬الأرشيف‭ ‬الذي‭ ‬جمعه‭ ‬العم‭ ‬خليفة‭ ‬الحمدان‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬عمره‭ ‬المتنوعة‭. ‬ وهذا‭ ‬المتحف‭ ‬يضمُّ‭ ‬أيضًا‭ ‬الأدوات‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬هواتف‭ ‬وأشرطة‭ ‬ومكائن‭ ‬خياطة‭ ‬وغيرها،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬العم‭ ‬خليفة‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يقول‭: ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أرمي‭ ‬الأشياء‭ ‬القديمة،‭ ‬ولعل‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬بعد‭ ‬نظر؛‭ ‬إذ‭ ‬باتت‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬العادية‭ ‬في‭ ‬حينها‭ ‬تساوي‭ ‬أمورا‭ ‬قيمّة‭ ‬في‭ ‬زماننا،‭ ‬فالمادة‭ ‬تَعظمُ‭ ‬قيمتها‭ ‬مع‭ ‬تقادم‭ ‬الزمن؛‭ ‬لأنها‭ ‬تكون‭ ‬نادرة‭ ‬وقليلة‭ ‬الوجود‭.‬ وأستطيع‭ ‬أن‭ ‬أصف‭ ‬العم‭ ‬خليفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احتكاكي‭ ‬في‭ ‬تسجيل‭ ‬هذه‭ ‬المادة؛‭ ‬بأنه‭ ‬شخص‭ ‬هادئ‭ ‬الطباع،‭ ‬قليل‭ ‬الكلام،‭ ‬يتكلم‭ ‬إن‭ ‬اقتضت‭ ‬الحاجة،‭ ‬ولكن‭ ‬الأهم‭ -‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الباحث‭- ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬متعاوناً‭ ‬جدا‭ ‬معي‭.‬ وأنا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬العم‭ ‬خليفة‭ ‬ثروة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الرياضي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬أنه‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬انخرط‭ ‬فيه‭ ‬كليةً‭ ‬لاعبًا‭ ‬ومدربًا‭ ‬ومتابعًا،‭ ‬وأظن‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬سوف‭ ‬يستخرج‭ ‬منه‭ ‬الباحث،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬متابعا‭ ‬لتاريخ‭ ‬اللعبة‭ ‬وعارفًا‭ ‬برجالاتها‭. ‬ وأرجو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المقالة‭ ‬فاتحة‭ ‬لتسجيل‭ ‬سير‭ ‬رجال‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأجيال؛‭ ‬ودعم‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬الفنية،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬متاح،‭ ‬فلذلك‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬نسجله‭ ‬هو‭ ‬جهد‭ ‬المقل‭ ‬الذي‭ ‬يرجو‭ ‬إقالة‭ ‬العثرة‭. ‬ يتحدث‭ ‬العم‭ ‬خليفة‭ ‬الحمدان‭ ‬عن‭ ‬سنوات‭ ‬حياته‭ ‬المبكرة‭ ‬فيقول‭: ‬عندما‭ ‬كنا‭ ‬صغارا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قد‭ ‬أُسست‭ ‬بعد‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬هنالك‭ ‬مدرسة‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الرفاع‭ ‬الشرقي،‭ ‬فلم‭ ‬يقبل‭ ‬الوالد‭ ‬أن‭ ‬أذهب‭ ‬الى‭ ‬هناك،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يستلزم‭ ‬مني‭ ‬المشي‭ ‬يوميًا‭ ‬الى‭ ‬الرفاع‭ ‬الشرقي،‭ ‬فبقينا‭ ‬سنة‭ ‬أو‭ ‬سنتين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نذهب‭ ‬الى‭ ‬المدرسة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬افتتحت‭ ‬مدرسة‭ ‬في‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي‭ ‬الابتدائية‭ ‬للبنين‭ ‬سنة‭ ‬1949م،‭ ‬فسجلنا‭ ‬أنا‭ ‬ومحمد‭ ‬مطيري‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬قبولنا‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الأول،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬أعمارنا‭ ‬آنذاك‭ ‬حول‭ ‬العشر‭ ‬سنين،‭ ‬فَعُمِلَ‭ ‬لنا‭ ‬امتحان‭ ‬بقراءة‭ ‬القرآن،‭ ‬وكنا‭ ‬آنذاك‭ ‬نحفظ‭ ‬خواتيم‭ ‬القرآن،‭ ‬مثل‭ ‬المعوذتين‭ ‬والإخلاص،‭ ‬فنجحنا‭ ‬ونقلونا‭ ‬تلقائيًا‭ ‬الى‭ ‬الصف‭ ‬الثاني‭. ‬ وقبل‭ ‬افتتاح‭ ‬المدارس‭ ‬النظامية،‭ ‬كان‭ ‬هنالك‭ ‬المطاوعة،‭ ‬وكنا‭ ‬نتعلم‭ ‬على‭ ‬أيديهم‭ ‬قراءة‭ ‬القرآن،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬المطاوعة‭ ‬الملا‭ ‬سالم‭ ‬الكبيسي،‭ ‬وكان‭ ‬كذلك‭ ‬مؤذن‭ ‬مسجد‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يؤم‭ ‬فيه‭ -‬آنذاك‭- ‬الشيخ‭ ‬يوسف‭ ‬البوبشيت‭ ‬وابنه‭ ‬هو‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬البوبشيت‭ ‬خطيب‭ ‬مسجد‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وقد‭ ‬دَرَسَ‭ ‬في‭ ‬الأزهر‭ ‬بمصر‭.‬ وكذلك‭ ‬هنالك‭ ‬مطوعة‭ ‬اسمها‭ ‬بنه‭ ‬الكبيسي‭ ‬نذهب‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬بيتها‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬الآن‭ ‬عمارة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وهو‭ ‬يقصد‭ ‬عمارة‭ ‬الأشراف‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬ ووكان‭ ‬هناك‭ ‬مطوّع‭ ‬كذلك،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬يدرس‭ ‬أبناء‭ ‬الشيوخ‭ ‬مثل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬آنذاك،‭ ‬وهو‭ ‬أحمد‭ ‬الظهراني‭ ‬والد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬سابقًا‭ ‬خليفة‭ ‬الظهراني،‭ ‬وكان‭ ‬يسمى‭ ‬أحمد‭ ‬المطوّع،‭ ‬وكان‭ ‬رجلا‭ ‬مباركا،‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المطاوعة‭ ‬مثله،‭ ‬فكان‭ ‬يدرس‭ ‬أبناء‭ ‬الشيوخ،‭ ‬فندخل‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ترتيب‭ ‬ولا‭ ‬اتفاق،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يطردنا،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يتسامح‭ ‬في‭ ‬بقائنا‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬القرآن،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يضرب‭ ‬قط‭.‬ ودرسنا‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬مطوع‭ ‬من‭ ‬سترة‭ ‬اسمه‭ ‬ابن‭ ‬حبيل،‭ ‬وكان‭ ‬يدرسنا‭ ‬في‭ ‬القضيبية‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬الشيوخ‭.‬ ويضيف‭ ‬قائلا‭: ‬لكني‭ ‬لم‭ ‬أدرس‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬المطوّع،‭ ‬وبعد‭ ‬دخولنا‭ ‬المدرسة‭ ‬انقطعنا‭ ‬عن‭ ‬المطوّع،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬مدير‭ ‬لها‭ ‬هو‭ ‬عبدعلي‭ ‬ميرزا،‭ ‬ثم‭ ‬أحمد‭ ‬يتيم‭ ‬ثم‭ ‬سلمان‭ ‬الجاسم،‭ ‬ثم‭ ‬عدنان‭ ‬شيخو‭ (‬سوري‭ ‬الجنسية‭) ‬وقد‭ ‬أُرسل‭ ‬الى‭ ‬مدرسة‭ ‬أحمد‭ ‬الفاتح،‭ ‬ثم‭ ‬تولى‭ ‬الإدارة‭ ‬بعده‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالله‭ ‬الخثلان،‭ ‬وعبدالله‭ ‬الخثلان‭ ‬من‭ ‬أصدقائي‭ ‬فكلانا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬السن،‭ ‬وكنا‭ ‬نلعب‭ ‬ضد‭ ‬بعض‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أدرس‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬بابكو‭ (‬البرنتس‭)‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬شقيقه‭ ‬أحمد‭ ‬الخثلان‭ ‬كان‭ ‬لاعب‭ ‬كرة‭ ‬ممتازا،‭ ‬وكان‭ ‬فريق‭ ‬البرنتس‭ ‬لا‭ ‬يُهزم‭ ‬سواء‭ ‬لعبنا‭ ‬ضد‭ ‬فرق‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬الأجانب،‭ ‬فكان‭ ‬ضمن‭ ‬فريقنا‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬سالمين‭ ‬من‭ ‬المحرق‭ ‬وفرحان‭ ‬مبارك‭ ‬من‭ ‬الرفاع‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬المميزين‭.‬ وبعد‭ ‬أن‭ ‬تخرجت‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬الابتدائية‭ ‬ذهبت‭ ‬الى‭ ‬مدرسة‭ ‬بابكو‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬البرنتس‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬شباب‭ ‬الرفاع‭ ‬آنذاك‭ ‬وهم‭ ‬خليفة‭ ‬الظهراني‭ ‬وخليفة‭ ‬سعد،‭ ‬ومبارك‭ ‬عبدالرزاق‭ ‬الشيخ،‭ ‬ومبارك‭ ‬فرحان‭. ‬ إنشاء‭ ‬استديو‭ ‬الرفاع‭ ‬للتصوير بدأ‭ ‬مشروع‭ ‬استديو‭ ‬الحمدان‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دخلت‭ ‬مدرسة‭ ‬بابكو‭ (‬البرنتس‭)‬،‭ ‬وكانت‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬ندرسها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المدرسة‭ ‬هي‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬فكنا‭ ‬ندرس‭ ‬عن‭ ‬أمور‭ ‬البترول‭ ‬والديزل‭ ‬ونحو‭ ‬ذلك،‭ ‬فكان‭ ‬معنا‭ ‬مدرس‭ ‬اسكتلندي‭ ‬أسس‭ ‬ناديا‭ ‬أو‭ ‬جمعية‭ ‬للتصوير‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬تُعنَى‭ ‬بكيفية‭ ‬التصوير‭ ‬والتحميض‭ ‬والطباعة،‭ ‬فاشتركت‭ ‬ضمن‭ ‬الذين‭ ‬اشتركوا،‭ ‬وكان‭ ‬التصوير‭ ‬لديّ‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬مجرد‭ ‬هواية‭ ‬فكنت‭ ‬أصور‭ ‬وأذهب‭ ‬الى‭ ‬الاستديو‭ ‬لتحميض‭ ‬الصور‭ ‬وطباعتها،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجمعية‭ ‬وعلى‭ ‬يد‭ ‬هذا‭ ‬المدرس‭ ‬بات‭ ‬الأمر‭ ‬هواية‭ ‬ودراية؛‭ ‬فكان‭ ‬الأستاذ‭ ‬يدرسنا‭ ‬كيفية‭ ‬التصوير‭ ‬ومراحله‭ ‬حتى‭ ‬الطباعة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمكنت‭ ‬منها‭.‬ وبعد‭ ‬أن‭ ‬انتهينا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬ورأيت‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬ذات‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬صاحب‭ ‬الاستديو‭ ‬اشتريت‭ ‬كل‭ ‬معدات‭ ‬التصوير‭ ‬والتحميض‭ ‬والطبع،‭ ‬وكانت‭ ‬الميزانية‭ ‬التي‭ ‬اشتريت‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المعدات‭ ‬أتت‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬المدرسة،‭ ‬فكانت‭ ‬المدرسة‭ ‬تعطينا‭ ‬كل‭ ‬14‭ ‬يوما‭ ‬مبلغ‭ ‬14‭ ‬روبية،‭ ‬فكانوا‭ ‬يدرسوننا‭ ‬ويعطوننا‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته؛‭ ‬فادخرتُ‭ ‬مَبلغًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬واستطعت‭ ‬لاحقًا‭ ‬أن‭ ‬أشتري‭ ‬المعدات‭.‬ وبعد‭ ‬أن‭ ‬تخرجت‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬البرنتس‭ ‬أُعتبرنا‭ ‬قد‭ ‬تخرجنا‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية،‭ ‬اذ‭ ‬بدأت‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬التدريب‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬بابكو‭ (‬البرنتس‭) ‬منذ‭ ‬يوليو‭ ‬1957م‭ ‬حتى‭ ‬يوليو‭ ‬1961م،‭ ‬فشهادتها‭ ‬تضاهي‭ ‬الشهادة‭ ‬الثانوية،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬البرنتس‭ ‬أقوى‭ ‬وأعلى‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭. ‬ فبعد‭ ‬أن‭ ‬تخرجت‭ ‬كان‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬مدرسًا‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬المدرسة‭ ‬وهي‭ ‬البرنتس،‭ ‬ولكن‭ ‬قدمت‭ ‬استقالتي‭ ‬منها‭ ‬وشكرتهم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بذلوه‭ ‬لأجلي‭ ‬ووافقوا‭ ‬على‭ ‬الاستقالة؛‭ ‬وكان‭ ‬سبب‭ ‬عدم‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬هناك،‭ ‬هو‭ ‬التزامي‭ ‬باللعب‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬الرفاع،‭ ‬فكان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬كل‭ ‬عصريّة‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬موجودا‭ ‬معهم،‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬أوفق‭ ‬بين‭ ‬الاثنين،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬هناك‭ ‬كان‭ ‬بنظام‭ ‬المناوبات،‭ ‬وبعدها‭ ‬تقدمت‭ ‬لوظيفة‭ ‬التدريس‭ ‬وكتبت‭ ‬رسالة،‭ ‬وكان‭ ‬مسؤول‭ ‬التعليم‭ ‬آنذاك‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬فَقُبلنا‭ ‬أنا‭ ‬و5‭ ‬أو‭ ‬6‭ ‬أشخاص‭ ‬قد‭ ‬تقدموا‭ ‬معي‭ ‬للتدريس،‭ ‬ولا‭ ‬أذكر‭ ‬منهم‭ ‬إلا‭ ‬شخصا‭ ‬اسمه‭ ‬راشد‭ ‬وأصله‭ ‬من‭ ‬المنامة‭ ‬وكان‭ ‬رساما‭ ‬ماهرا،‭ ‬وقد‭ ‬قبلنا‭ ‬باعتبارنا‭ ‬خريجي‭ ‬ثانوية،‭ ‬فأصبحت‭ ‬مدرسًا‭ ‬لمادة‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬وكذلك‭ ‬تربية‭ ‬فنية‭ (‬مثل‭ ‬الرسم‭ ‬والأمور‭ ‬الفنية‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬استفدت‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬البرنتس،‭ ‬فقد‭ ‬كانوا‭ ‬يعطوننا‭ ‬متطلبات‭ ‬فنية‭ ‬كثيرة،‭ ‬فنمى‭ ‬هذا‭ ‬لدي‭ ‬حب‭ ‬الرسم‭.‬ وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬فتحت‭ ‬لي‭ ‬محل‭ (‬استديو‭ ‬تصوير‭) ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي‭ ‬بجوار‭ ‬مكتبة‭ ‬عمي‭ ‬مبارك‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الحمدان،‭ ‬وكان‭ ‬الإيجار‭ ‬آنذاك‭ ‬دينارين‭ ‬ونصف‭ ‬الدينار‭ ‬ندفعها‭ ‬للبلدية،‭ ‬واستمر‭ ‬مبلغ‭ ‬الإيجار‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تركنا‭ ‬المحل‭ ‬وهو‭ ‬ثابت‭.‬ فبات‭ ‬الوضع‭ ‬أن‭ ‬أذهب‭ ‬صباحًا‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي‭ ‬الابتدائية‭ ‬للبنين‭ ‬للتدريس،‭ ‬فيبتدئ‭ ‬الدوام‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬السابعة‭ ‬صباحًا‭ ‬وينتهي‭ ‬في‭ ‬الواحدة‭ ‬ظهرًا،‭ ‬ثم‭ ‬أعود‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬وأتغدى‭ ‬وأُصلّي‭ ‬ثم‭ ‬أخرج‭ ‬للعب‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬الرفاع‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬حول‭ ‬الساعة‭ ‬الثالثة‭ ‬وننتهي‭ ‬في‭ ‬الرابعة،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬ننتهي‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬كنا‭ ‬نذهب‭ ‬الى‭ ‬الرفاع‭ ‬الشرقي‭ ‬لشراء‭ ‬بعض‭ ‬الطعام‭ ‬مثل‭ ‬الشباتي‭ ‬والسمبوسة‭ ‬ثم‭ ‬نذهب‭ ‬لنأكله‭ ‬في‭ ‬الاستديو،‭ ‬فكنت‭ ‬أبقى‭ ‬هنالك‭ ‬أعمل‭ ‬الى‭ ‬الساعة‭ ‬12‭ ‬منتصف‭ ‬الليل؛‭ ‬وكنت‭ ‬أجني‭ ‬مالًا‭ ‬من‭ ‬الأستديو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرتبي‭ ‬في‭ ‬التدريس‭! ‬ وكان‭ ‬معي‭ ‬أصدقاء‭ ‬مثل‭ ‬الإخوة‭ ‬يساعدونني‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬بالاستديو‭ ‬مجانا‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬مقابل،‭ ‬وهم‭ ‬محمد‭ ‬زيد‭ ‬وفرحان‭ ‬مبارك‭ ‬وعبد‭ ‬الله‭ ‬مبارك‭ (‬النيدي‭)‬،‭ ‬فكنا‭ ‬نتعاون‭ ‬لتنظيف‭ ‬الاستديو‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬ثم‭ ‬علمتهم‭ ‬كيفية‭ ‬تحميض‭ ‬وطباعة‭ ‬الصور،‭ ‬فباتوا‭ ‬يساعدونني‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أيضًا،‭ ‬فصارت‭ ‬عندهم‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الاستيديو‭.‬ فكان‭ ‬هنالك‭ ‬اقبال‭ ‬على‭ ‬الاستديو‭ ‬لسببين،‭ ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاستديو‭ ‬هو‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والثاني‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬رخيصا‭ ‬وبكلفة‭ ‬معقولة،‭ ‬فكانت‭ ‬الصورة‭ ‬الكبيرة‭ ‬بأربع‭ ‬آنات،‭ ‬فكان‭ ‬يتردد‭ ‬على‭ ‬الأستديو‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬كبار‭ ‬الشيوخ،‭ ‬فكانت‭ ‬لدي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬لهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأصدقاء‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬طلاب‭ ‬الكشافة‭ ‬وغيرهم،‭ ‬فكانوا‭ ‬يأتون‭ ‬إليّ‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬المنامة‭.‬ وتشكلّت‭ ‬لدي‭ ‬هذه‭ ‬الثروة‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬لدي‭ ‬الآن‭ ‬مئات‭ ‬الألبومات،‭ ‬لأنني‭ ‬كنت‭ ‬احتفظ‭ ‬بنسخ‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬كنتُ‭ ‬ألتقطها،‭ ‬فكانت‭ ‬نسخة‭ ‬لصاحب‭ ‬الصورة‭ ‬ونسخة‭ ‬لي،‭ ‬وحاليًا‭ ‬قمت‭ ‬بفكرة‭ ‬تحويل‭ ‬بعض‭ ‬الغرف‭ ‬في‭ ‬منزلي‭ ‬الى‭ ‬متاحف‭ ‬لعرض‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬والصور‭ ‬القديمة‭ ‬والمعدات‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬أرمي‭ ‬منها‭ ‬شيئا،‭ ‬فباتت‭ ‬لدي‭ ‬ثلاثة‭ ‬متاحف‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬وكانت‭ ‬أيضًا‭ ‬لدي‭ ‬مشاريع،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬قدوم‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ -‬فيروس‭ ‬كورونا‭- ‬توقف‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬ ومن‭ ‬ضمن‭ ‬الأرشيف‭ ‬لدي‭ ‬مجموعة‭ ‬خاصة‭ ‬لسمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البلاد‭ ‬السابق،‭ ‬وكذلك‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الراحل،‭ ‬وهذه‭ ‬الصور‭ ‬لم‭ ‬أصورها‭ ‬بنفسي،‭ ‬ولكن‭ ‬الشيوخ‭ ‬يرسلون‭ ‬صورهم‭ ‬إلى‭ ‬والدي‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الحمدان‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الاهداء،‭ ‬فكنت‭ ‬أطلب‭ ‬منه‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬فيعطيني‭ ‬إياها،‭ ‬فتكونت‭ ‬لدي‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬أرشيف‭ ‬استديو‭ ‬الحمدان‭.‬ ومن‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬مثلًا‭ ‬أول‭ ‬سفرة‭ ‬للشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬والشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬والشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬وعيسى‭ ‬بن‭ ‬سيف‭ ‬وغيرهم‭ ‬الى‭ ‬مصر‭ ‬ولبنان‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬سياحية،‭ ‬وكان‭ ‬الشيوخ‭ ‬آنذاك‭ ‬صغارا‭ ‬ربما‭ ‬تراوحت‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬أو‭ ‬16‭ ‬عاما،‭ ‬وقد‭ ‬تصوروا‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬ولبنان‭. ‬وقد‭ ‬أهديت‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬إلى‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬حمد،‭ ‬وكنت‭ ‬أنا‭ ‬والشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬أخوين‭ ‬في‭ ‬الرضاعة،‭ ‬فقمت‭ ‬بطباعة‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬وأهديتها‭ ‬إليهم،‭ ‬فاستغربوا‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬هذه‭ ‬الصور،‭ ‬فأخبرتهم‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أرشيفي‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬احتفظ‭ ‬بالصور‭.‬ ولما‭ ‬أغلقت‭ ‬الاستديو‭ ‬بقيت‭ ‬المعدات‭ ‬في‭ ‬المحل‭ ‬وبقيت‭ ‬أدفع‭ ‬حتى‭ ‬دفعت‭ ‬حوالي‭ ‬الألف‭ ‬دينار‭ ‬تقريبًا،‭ ‬ثم‭ ‬لما‭ ‬أخليت‭ ‬المحل‭ ‬أخذت‭ ‬المعدات‭ ‬ووضعتها‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬المتحف،‭ ‬ثم‭ ‬بات‭ ‬لدي‭ ‬دكان‭ ‬للخياطة‭ ‬ومازالت‭ ‬أولى‭ ‬المكائن‭ ‬التي‭ ‬استخدمتها‭ ‬في‭ ‬دكاني‭ ‬الأول‭ ‬موجودة‭ ‬لدي‭ ‬في‭ ‬المتحف‭.‬ { باحث‭ ‬في‭ ‬التاريخ‬والتراث‭ ‬البحريني

مشاركة :