صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، نشرت مقال للكاتب الصحفي "دويل ماكمانوس" تحدث فيه عن انهيار الآمال الأمريكية في حل الأزمة السورية بالطريقة التي كانت ترغب فيها. ذكر فيه أن الولايات المتحدة بحاجة الآن إلى مساعدة الجماعات المسلحة التي تعمل باسم الجبهة الإسلامية لمواصلة الجهود الدبلوماسية لحل أزمة الحرب الأهلية، محذراً من خطر تسليم البلاد مرة أخرى إلى بشار عبر محاورات السلام المقرر عقدها في الشهر المقبل. واشار الكاتب: بعد أن أبدت إدارة أوباما اهتمامها بالأزمة السورية في 2011 ، رأت أن الدعم الدولي هو ما تحتاجه مقاومة شعبية لإسقاط النظام السوري الديكتاتوري. وعندما فشل ذلك، لم تطور الإدارة الأمريكية تحركها مع المقاومة بما يكفي لتحقيق نجاحات على أرض الواقع. وحتى عندما استخدم بشار الأسد الأسلحة الكيميائية، تراجعت أمريكا عن التدخل العسكري ولم تقدم للمقاومة أي دعم عسكري. مؤكدا الكاتب أنه في الوقت الذي كانت تخشى فيه الولايات المتحدة أن تقع الأسلحة في الأيدي الخطأ وتحركت بحرص فإن أطراف أخرى قدمت خدماتها المالية واللوجستية السخية للجماعات الجهادية التي استوردت مقاتلين من العراق والدول الأخرى، وهي جماعات تتبع القاعدة. وبحسب الكاتب، هي الموقف الحالي في سوريا: حرب أهلية تضم أربع فصائل، تبدو أضعفها تلك الجماعة التي تدعمها الولايات المتحدة وهي الجيش السوري الحر بقيادة العميد سالم إدريس. ففي الأسبوع الماضي تخلى الجيش السوري الحر عن مقره ومستودع أسلحته لقوات الجبهة الإسلامية المدعومة من قِبَل السعودية بطريقة سلمية بعد تقدم قوات الجبهة في اتجاهه وهي مدججة بالأسلحة أمريكية الصنع والشاحنات والمؤن. وهذا له دلالته، كما يقول الكاتب، في بيان الأطراف التي سيقف عندها الصراع النهائي. يقول إدريس: "تُعتبر الجبهة الإسلامية هي أقوى لاعب في المقاومة الآن". فى هذا الجانب يتفق الكاتب مع رأي خبراء استراتيجيين بأن الجبهة الإسلامية سلفيون وليسوا متطرفين؛ وهو ما يعني أنهم يريدون حكومة سُنية ومن المحتمل أنهم لا يفضلون ديمقراطية تعددية، ولكنهم ليسوا إرهابيين من نوعية أعضاء القاعدة الذين نعرفهم. ولذا يحاول الدبلوماسيون الأمريكيون إقناعهم بالمشاركة في مؤتمر السلام المقرر عقده في سويسرا الشهر المقبل. لم تحدد الجبهة الإسلامية بل ولا المقاومة المعتدلة التي تؤيدها الولايات المتحدة موقفهمامن المشاركة في المؤتمر الذي تأكد فيه مشاركة النظام السوري وأمريكا وروسيا وممثلين عن 30 دولة وقد تكون إيران من بينهم. ويعتقد الكاتب أن الشيء الوحيد الذي ليس من المتوقع تحقيقه في المؤتمر هو إقامة حكومة انتقالية في سوريا حكومة ترى أمريكا أنه لا يمكن أن تمضي وبشار على رأسها. وسيحاول المتحاورون في المؤتمر التوصل لاتفاق بشأن إيقاف النار داخليا وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية وربما جدولة حوار حول الحكومة المستقبلية. ملمحا الكاتب إلى أن الخيارات الحالية أمام الإدارة الأمريكية قد تتغير بين ليلة وضحاها؛ فبدلا من محاولة إنعاشها للجيش السوري الحر ومناشدة الجبهة الإسلامية للتواصل عبر الحوار، تقرر أن العيش مع الأسد أفضل من خطر تسليم البلاد لجهاديين مدعومين من قِبَل القاعدة. وهو ما سيعني اعتراف مباشر بهزيمة الإدارة الأمريكية. وهذا ما يطلق عليه فريدريك سي. هوف، الخبير في الشأن السوري، "خيار المشي فوق سطح القمر" توهم المشي للأمام بينما تقف في مكانك. تلك هي النتيجة المرجحة، لكنها لن تُنهي عذابات الشعب السوري ولن تخلصه من خطر الفرق المسلحة الجهادية كما يرى الكاتب . وإنما ستقلل من الخطر الفوري لتدخل القوات العسكرية الأمريكية وقد كان ذلك، شئنا أم أبينا، هو الخيار الأول لأوباما طول تلك الفترة.
مشاركة :