أكد الرئيس التونسي قيس سعيد مساء اليوم (الأربعاء) أن سيادة تونس خط أحمر لن يسمح لأي كان بتجاوزه، وأنه لن يترك البلاد لقمة سائغة على مائدة اللئام. وقال سعيد في كلمة خلال رئاسته لاجتماع مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن بحضور عدد من وزراء وكبار ضباط المؤسستين العسكرية والأمنية، إن سيادة تونس "لا يمكن أن تكون في جدول الأعمال مع أي كان". وأضاف في هذه الكلمة التي جاءت في مقطع فيديو بثته الرئاسة التونسية في ساعة متأخرة من مساء اليوم "...سيادة الدولة التونسية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن التفريط في أي جزء منه، ...الحياة لحظة وموقف... فأما اللحظة فستمر.. ولكن موقف الرجال الصادقين والنساء الصادقات هو الذي سيبقى ويسجله التاريخ". وتابع بلهجة حادة تنم عن غضب كبير قائلا "... ما يحصل اليوم من قبل الغارقين حد النخاع في الفساد والخيانة، من تطاول على رموز الدولة، يرتقي إلى مرتبة التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي". وشدد في هذا الصدد على أن هذا الوضع "لا يمكن أن يستمر ولا يمكن أن يبقى هؤلاء دون جزاء"، داعيا في هذا السياق إلى "ضرورة تطبيق القانون من أجل الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وعلى الشعب التونسي". وقال "...لا مجال لأن يحل أحد محل الدولة التونسية ومؤسساتها... هناك دولة واحدة، وحكومة واحدة، ومن يسعى إلى ضرب الدولة من الداخل وضرب السلم الأهلية سيتحمل مسؤوليته كاملة". وأردف "...أريد أن أطمئن التونسيين والتونسيات، نحن على العهد باقون، وسنواصل وسنستمر وسننتصر، ولا عودة إلى الوراء اطلاقا، ولن أترك البلاد لقمة سائغة على مائدة اللئام، لهؤلاء الذين عبثوا بمقدرات الشعب، ...إن عمقنا الشعبي أكبر من عمقهم الشعبي". إلى ذلك، تطرق الرئيس التونسي إلى الدور الأول من الانتخابات التشريعية في بلاده التي جرت في 17 ديسمبر الجاري، حيث اعتبر في كلمته أن الـ12 % الذين شاركوا في الدور الأول من هذه الانتخابات "أفضل من 99 % التي كانت تُعلن في الانتخابات السابقة التي عرفتها تونس". وكان الدور الأول من هذا الاستحقاق الانتخابي قد انتهى بنسبة مشاركة بلغت 11.22 % أعلنها فاروق بوعسكر، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس بعد يومين من غلق صناديق الاقتراع، وذلك بعد أن كان قد أعلن بعد الساعة ونصف الساعة من غلق صناديق الاقتراع مساء 17 ديسمبر الجاري أن نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي بلغت 8.8 %.