يثير مواطن الدهشة وعلامات الاستفهام في رأس الخيمة، وهو يرفض استخدام السيارات في حياته اليومية، محجماً عن قيادتها أو التنقل بواسطتها، إلّا مضطراً في حالات نادرة، فيما لايزال حتى اليوم، لا يملك رخصة قيادة، رغم تقدمه في العمر، مفضلاً ساقيه في التنقل والذهاب إلى وجهاته المختلفة، قريبة أو بعيدة، وقضاء احتياجاته في نطاق رأس الخيمة، ليقطع مشياً على قدميه في بعض الحالات مسافات تصنف في حياتنا المعاصرة بالقياسية، وهو ما يصل أحياناً إلى 60 كيلومتراً، ذهاباً وإياباً، بغرض المشاركة في بعض الفعاليات والمناسبات العامة، أو زيارة أقارب وأصدقاء، أو أداء واجبات اجتماعية، كحضور الأعراس وتقديم العزاء. يعرف المواطن محمد زيد محمد جمعة الشحي (59 عاماً) بين المواطنين والأهالي، من جيرانه ومعارفه وأصدقائه وأقاربه، بالعداد، منذ كان في الخامسة عشرة من العمر، حسب قوله، نسبة إلى المسافات الطويلة، التي يقطعها يومياً، والوجهات البعيدة، التي يقصدها، من دون تعب أو كلل من بعدها وطولها، ولايزال أعزباً حتى الآن، رغم بلوغه تلك السن المتقدمة. يقطن العداد أو المواطن المشاء في منطقة جلفار أو الجولان، كما يطلق عليها بين الأهالي في رأس الخيمة، وهو متقاعد من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، مكتب رأس الخيمة، حيث عمل لسنوات طويلة في وظيفة مستخدم، قبل أن يتقاعد لاحقاً. الشحي، كشف لالخليج، التي شاركته في إحدى رحلاته اليومية بين أحياء رأس الخيمة، مشياً على الأقدام، أنه لا يستقل السيارات إلّا لسبب قاهر وظرف استثنائي أو طارئ، كحالة وفاة أو مرض أو إصابة ألمت بقريب أو صديق بصورة مفاجئة، موضحاً أن ما يدفعه إلى المشي يومياً كل تلك المسافات، هو رغبته بممارسة الرياضة وحبه للحركة الدائمة، وحرصه على المحافظة على صحته من بوابة الرياضة والحركة المستمرة، وبحثه عن التسلية عبر المشي ولقاء الناس في الشوارع والميادين، وحبه للناس وشغفه بالالتقاء بهم في الشارع وجهاً لوجه، ومعاشرتهم من مختلف الجنسيات والأعراق، وشتى الشرائح الاجتماعية والأعمار. المواطن المشاء لا يعاني أياً من أمراض العصر، كالسكري وارتفاع ضغط الدم أو سواهما.
مشاركة :