تحرص الشركات على إبرام شراكات فعالة واستراتيجية مع شركات أخرى تنشط في المجال نفسه، بهدف توسيع قاعدة متعامليها ودخول أسواق جديدة، وتحقيق منافع متبادلة وضمان استمرارية نجاح الأعمال مستقبلاً. وترتكز هذه الشراكات على متطلبات محددة بحيث تتوافق مع استراتيجية الأعمال الشاملة والنتائج المستهدفة. وتسهم هذه الشراكات بشكل مؤثر في تمكين المؤسسات من الاستفادة المشتركة من الموارد والتقنيات، وتوسيع نطاق شبكات توزيعها، دون الحاجة إلى ضخ استثمارات كبيرة لإنشاء بنية تحتية إضافية. كما يمكن لشركتين التعاون لتعزيز منتجاتهما وخدماتهما حتى ولو كانتا تستهدفان قاعدة المتعاملين ذاتها، وذلك عبر تبادل الموارد والجمع بين خبرات الموظفين وخاصة في مجال التكنولوجيا، والتوظيف الأمثل للمنتجات والموردين والأدوات والمنهجيات الناجحة لكل من الشركتين. كما تحفز الشراكات تطوير منظومة الأعمال بأكملها إذا كان التعاون الثنائي يستند إلى دعائم راسخة. وتقدم الشراكات واتفاقيات التعاون العديد من المزايا والفوائد للشركات، فضلاً عن المساهمة في تنمية الاقتصاد. حيث إنه يمكن للشراكات أن تساعد الشركات على تطوير خدماتها وتوسيع نطاق شبكاتها، وبالتالي تمكينها من توفير المزيد من الراحة للمتعاملين. على سبيل المثال، نشهد حالياً تنامي التحالفات لتقديم خيارات مرنة للمتعاملين ضمن المجالات التي تتطلب إرسال واستلام شحناتهم البريدية، وتمكينهم من استلام وإرسال الشحنات بسهولة ضمن مواقع يسهل الوصول إليها. ونتيجة لذلك، يعزز هذا النهج تجربة المتعاملين وتنافسية الشركات. نموذج فاعل ويعد تعاون مجموعة بريد الإمارات مع مجموعة «اينوك» و«إمارات» نموذجاً للشراكات المؤسسية الفاعلة. وتكثر الشراكات ضمن قطاعاتٍ معينة، حيث تركز على تطوير قطاع محدد لزيادة مساهمتها الإجمالية في الاقتصاد الوطني. وفي هذا الإطار، تسعى الشراكات في مجالات الخدمات اللوجستية إلى تعزيز التحول الرقمي للقطاع. ومن أبرز نماذج هذه المنهجية للشراكات الاستراتيجية التي أبرمتها مجموعة «بريد الإمارات» مع العديد من الشركات وهي: بوابة المقطع، وهي الذراع الرقمي لموانئ أبوظبي؛ و«سكاي جو»، مزود الخدمات اللوجستية الجوية، وذلك بهدف إحداث نقلة نوعية في قطاع الخدمات اللوجستية بالاستعانة بالحلول الرقمية والمستدامة، وعبر توفير خدمات توصيل جوية شاملة. ويعد تعاون «مجموعة بريد الإمارات» مع Hub71، المنظومة العالمية لشركات التكنولوجيا في أبوظبي، و«فينتك هايف» التابع لمركز دبي المالي العالمي، نموذجاً لكيفية دعم التحالفات للشركات الناشئة لتعزيز مكانتها في السوق. وتعد التحالفات الاستراتيجية ضرورة لمستقبل قطاع الخدمات اللوجستية وللشركات النامية، كما تدعم تطوير الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا من خلال توفير التوجيه، وتشجيعها على استخدام منهجيات «إثبات المفاهيم» بهدف تعزيز الإنتاجية والكفاءة في قطاع الخدمات اللوجستية. وبناء على ذلك، يعكس هذا التعاون التزام الشركات ببذل جهودها لابتكار حلول للتحديات اليومية، من خلال إنشاء منظومة ديناميكية للشركات الذكية، فهي تمثل كحاضنة أعمال للشركات الناشئة والمستثمرين والشركاء من القطاعين الحكومي والخاص. وتلجأ الشركات إلى إقامة تحالفات تتوافق مع المسؤولية الاجتماعية المؤسسية، لتحقيق التقدم في القطاع الاجتماعي. وتسعى هذه الشركات إلى إحداث تغييرات إيجابية في الاقتصاد وفي حياة الناس، من خلال التشجيع على المشاركة بشكل أكبر في الأنشطة الاجتماعية والتطوعية. كما ينعكس التعاون مع قطاعات متنوعة إيجابياً على المجتمع والنمو، بما في ذلك الشراكات ضمن قطاعات الرفاهية العامة ومؤسسات القطاع الثالث والمنظمات غير الربحية التي تضطلع بدور أساسي في تطوير الاستدامة الاجتماعية. تعتبر التحالفات الإستراتيجية مع الجهات الفاعلة ضمن القطاعات ذات أهميةٍ كبيرة في تحقيق النتائج المرجوة، وتمكين الشركات من توسيع نطاق انتشارها في السوق وتوسيع قاعدة المستهلكين وتوفير حلول تتمحور حول المستهلكين لقواعد متعامليها. كما تسهم الشراكات وأطر التعاون في معالجة التحديات، واستكشاف آفاق جديدة للتطوير والتحسين، فضلاً عن تشجيع العديد من الشركات الناشئة على توسيع وترسيخ وجودها ضمن القطاعات المستهدفة، وتعزيز الأعمال المستدامة والاستجابة لاحتياجات المتعاملين، مما يعطي دفعات قوية لاقتصادات الدول. * الرئيس التنفيذي لمجموعة بريد الإمارات طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :