العواصم – الوكالات: أدانت أوكرانيا ضربات «مكثفة» بأكثر من 120 صاروخاً روسياً صباح أمس استهدفت مناطق عدة، بينها العاصمة كييف، في وابل جديد من القصف يهدف إلى تدمير البنية التحتية للطاقة في البلاد. وإضافة إلى ذلك، للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا قبل أكثر من عشرة أشهر، أفادت بيلاروس، أقرب حليف لموسكو، بأنها أسقطت صاروخاً أطلقه نظام دفاع جوي من طراز «اس 300» فوق أراضيها من «الأراضي الأوكرانية». ولم تشر السلطات إلى وقوع أضرار لكنّها بثّت صوراً لشظايا سقطت في حقل في منطقة بريست جنوب غرب البلاد. وفي أوكرانيا، أعلن القائد الأعلى للجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني أنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 54 من أصل 69 صاروخاً أطلقتها روسيا. وأفاد سلاح الجو في وقت لاحق عن تدمير 11 طائرة بدون طيار إيرانية الصنع من طراز شاهد. لكن الصواريخ التي أصابت أهدافها تسبّبت في مزيد من الضرر لشبكة الكهرباء في البلاد، التي تضرّرت بشدّة بسبب القصف المكثّف الذي بدأ قبل حوالى ثلاثة أشهر. ومن ثم ازداد انقطاع التيار الكهربائي أمس في البلاد، بينما يعيش ملايين المدنيين الأوكرانيين منذ أسابيع في ظلّ كهرباء مقنّنة بشدّة، ومشاكل في إمدادات المياه والتدفئة في عزّ الشتاء. وقال وزير الطاقة غيرمان غالوشتشنكو على «فيسبوك» إنّ «الوضع كان صعباً بشكل خاص عند الساعة 11 صباحاً في غرب البلاد، وفي أوديسا، وفي منطقة كييف». وحُرمت لفيف كبرى مدن الغرب الأوكراني من الكهرباء أمس بنسبة 90 في المائة إثر هذا القصف الجديد الذي استهدف منشآت للطاقة. وفي المنطقة التي تحمل الاسم نفسه كانت هناك 282 بلدة من دون كهرباء أيضاً. وفي كييف، كان 40 في المائة من السكّان بدون كهرباء في منتصف النهار، بسبب القصف على البنى التحتية خارج المدينة. غير أنّ مسؤولاً عسكرياً أكد أنّ المضادات الجوية تمكّنت من إسقاط كلّ الصواريخ الروسية الستة عشر التي استهدفت العاصمة. لكن شظايا صواريخ سقطت على منازل وملعب، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، بينهم فتاة تبلغ 14 عاماً، وفقاً للبلدية. وفي أوديسا، الميناء الرئيسي في جنوب غرب أوكرانيا، أسقط الدفاع الجوي الأوكراني 21 صاروخاً روسياً، وفقاً للحاكم ماكسيم مارتشينكو. لكنه أضاف أنّ صواريخ أخرى أصابت هدفها، إلى درجة أنّ «هناك انقطاعاً طارئاً للتيار الكهربائي» في المدينة. وبرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية ديسمبر تكتيك الضربات المكثّفة التي أثّرت على ملايين المدنيين بأنّها كانت ردّاً على الهجمات الأوكرانية على البنى التحتية الروسية. ويتواصل القتال بعنف في ظلّ معركة دامية تشهدها مدينة باخموت في الشرق، التي تحاول روسيا احتلالها منذ أشهر، وكريمينا التي تحاول القوات الأوكرانية استعادتها. وأصبحت خيرسون، المدينة الجنوبية الرئيسية التي انسحبت منها القوات الروسية في 11 نوفمبر، هدفاً لضربات روسية شبه يومية. وفي روسيا، أسقطت الدفاعات الجوية أمس طائرة مسيّرة بالقرب من قاعدة إنجلز العسكرية الرئيسية الواقعة على بعد 500 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية التي استهدفها يوم الإثنين هجوم بمسيّرة أودى بثلاثة أشخاص ونُسب إلى أوكرانيا. يأتي ذلك فيما آفاق محادثات السلام شبه معدومة. وتطالب أوكرانيا بانسحاب جميع القوات الروسية من البلاد، في حين تطالب موسكو بأن تتنازل كييف على الأقل عن المناطق الأربع التي أعلن الكرملين ضمّها في سبتمبر، وكذلك شبه جزيرة القرم التي تمّ ضمّها في عام 2014.
مشاركة :