في أغلى ولاية أمريكية -كاليفورنيا- وعلى امتداد الشوارع يفزعك منظر المتعاطين للمخدرات والمترنحين من الثمالة ومنظر - الهوملس - الذين يفترشون الأرصفة وينامون بدون سقف، وعلى سكان الولاية أن يشاهدوا هذه المناظر يومياً في طريق ذهابهم للعمل، ومساكين هؤلاء الأطفال والشباب الذين يعد هذا المشهد المرعب هو واقعاً يومياً بالنسبة لهم، طفولة يخدش براءتها هذا المشهد، ويثير خوف آبائهم على مستقبلهم في بيئة غير آمنة. إدمان المخدرات والكحول، جرائم القتل والسرقة والسطو، الأمراض النفسية، وضحايا الفقر وسكان الأرصفة هذه الأمور المنتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية لم تجد لها حلاً أو علاجاً في دولة تدّعي حقوق الإنسان وتدعو للمثلية التي تجلب ويلات أكثر مما ذكرت وتشكل اختلالاً في بنية المجتمع؛ ترسبات نفسية وأمراض أخلاقية واعتداءات جنسية وغيرها. الدعوة للشذوذ وأمور خارج الطبيعة البشرية هل نسميها حرية وديمقراطية وحقوق إنسان! وأين حقوق أولئك المشردين؟! تناقضات كثيرة موجودة في عالمنا اليوم وسعي دائم من جهات قد تكون مساعيها معروفة لهدم القيم غير مكترثة بالتداعيات والآثار لهذا. طويلاً أزعجتنا بعض الأصوات والمنظمات باتهاماتها الجائرة وسعيها الحثيث لشيطنة أوضاعنا، ثم لم تكترث بعد ذلك بتمكين المرأة ومجموعة الأنظمة والقوانين التي وضعتها الدولة في عهد جديد قفزت فيه المملكة قفزات عظيمة لتكون في مقدمة الدول التي تنص على الحقوق وفي وقت قياسي قد فاق نضج مجتمعات أخرى استغرقت عقوداً من الزمن. في خضم ما يحدث في المملكة من ثورة ثقافية وانتعاش فني وترفيهي وتمكين للمرأة في أعظم صوره وتجلياته أم نجد تلك الأصوات التي كانت تنعق سابقاً لتشير لهذا، وهذا قد يكون جلياً لكثيرين الأغراض والنوايا لهم أنها لم تكن لتكون في المصلحة العامة أو للإصلاح؛ بل بقصد الانتقاد والإساءة. يسعدني وأنا أستمع لأجانب زاروا المملكة ولهم تجارب فيها أن الأمن والاستقرار هو ما يميزها، حيث المحال تبقى أبوابها مفتوحة أثناء الصلاة دون خوف من سارق، ويستطيع الشخص التجول في الشوارع على مدار اليوم نهاراً وليلاً دون الشعور بوحشة أو رهبة وهو آمن على نفسه وماله. دول متقدمة تراجعت أوضاعها الأمنية لأسباب عديدة منها اقتصادية، زد عليها انسلاخها عن القيم الإنسانية وذهابها إلى ما تدعو إليه كالمثلية مؤخراً بحجة الدعوة لحق الإنسان في حريته الشخصية. نحمد الله على دين نظَّم شؤون حياتنا وعلى شريعة هي نهج دولتنا، ونسأله الصلاح لأبنائنا والابتعاد عن تقليد الغرب المنهار اجتماعياً الذي سئمنا ادّعاءه القيم والحقوق وهو بعيد كل البعد عنها، فكم وجدت من أب وأم يبكيان نتيجة قوانين جائرة تمنعهما من تربية أبنائهما التربية الصحيحة وتترك حرية الحياة ومطلق الحرية لمراهقين أن يعيثوا فساداً بحياتهم دون توجيه.
مشاركة :