صنيعة الغرب بقلم: أبو بكر العيادي

  • 3/2/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هذا الرجل الذي تحتفي به منابر الإعلام الفرنسية احتفاءها بالنجوم، وتقدمه كمثقف كبير ثائر على الأوضاع القائمة في أرض الله (وأرض الله عنده هي بلاد المسلمين وحدها).العرب أبو بكر العيادي [نُشر في 2017/03/02، العدد: 10559، ص(15)] خصصت مجلة لوبوان الفرنسية أحد أعدادها في مطلع الشهر المنقضي للجزائري كمال داود، وتصدرت صورته الصفحة الأولى مع عنوان بالبنط العريض “المثقف الذي يهزّ العالم”، مع بوست مستلّ من حديث أجرته المجلة معه، قال فيه “إذا لم تكونوا قساة مع الإسلاميين فسيتكرر التاريخ في عقر داركم”. والمناسبة صدور كتاب “استقلالي” (بصيغة الجمع) عن دار نشر فرنسية، جمع فيه ما يقارب مئتي مقالة صحافية مما اعتاد نشره أسبوعيا في مجلة لوبوان أو في إحدى الصحف الجزائرية بوهران. هذا الرجل الذي تحتفي به منابر الإعلام الفرنسية احتفاءها بالنجوم، وتقدمه كمثقف “كبير” ثائر على الأوضاع القائمة في أرض الله (وأرض الله عنده هي بلاد المسلمين وحدها)، لا يملك فكرا يراجع على ضوئه المسلمات، ولا يبتكر مفاهيم غير مسبوقة وتصورا يغير رؤيتنا إلى الكون، بل هو مجرد كاتب عمود أسبوعي يستهزئ فيه بالمسلمين ودينهم، ويشتم العرب ولغتهم، وينكر انتماءه إليهم، بل ينكر عليهم حتى تسميتهم بعرب، إذ عادة ما يضع العبارة بين معقفين، أو يضيف إليها “أولئك الذين يقال لهم…”، ويحذر الغرب الذي احتضنه منهم، كما فعل عقب أحداث كولونيا، لكونهم في رأيه يعانون من بؤس جنسي، فهل يصحّ أن نَصِم الفرنسيين أيضا بالبؤس الجنسي وعدد جرائم الاغتصاب في بلادهم يفوق 75 ألف جريمة في السنة، أي بمعدّل اغتصاب كل ثماني دقائق؟ ومن الطبيعي أن يرضي قيامه بهذا الدور المذلّ أسياده، فيفتحوا له الأبواب، ويغدقوا عليه الجوائز مثل جائزة فرانسوا مورياك وجائزة القارات الخمس للفرنكفونية وجائزة جان لوك لاغاردير… إذ هم يقدمونه كمثقف ثائر صدرت فتوى بقتله، وما هي في الحقيقة سوى تدوينة على الفيسبوك كتبها إمام بوهران، حكم عليه بالسجن ستة أشهر. ولكنهم لا يزالون يستعملونها ليلصقوا به بطولة مزعومة، أثارت اندهاش صحافيّ تعجّب من بقائه حيّا. وبعد النجومية، بلغ بصاحبنا الغرور مبلغا صار على ضوئه يفكر في الترشح لرئاسة بلاده، وهذا بعض مما يظهر من نبوغه في أعمدته الصحافية التي بوأته تلك المكانة العظيمة، فقد كتبه ثم أكده في حديث أجرته معه صحيفة ليبراسيون، وإن لم يحسم بعد أمره، لأنه سيضطر في تلك الحال إلى التغاضي عن “مشروعه الأدبي”، الذي لم نر منه حتى الآن سوى رواية شبه منسوخة. ولا ندري هل يعي حقا أنهم إنما يتخذونه أداة لشتم بني قومه دون أن يكلفهم ذلك فائض جهد، ولا تتبعا قضائيا عن جرائم يعاقب عليها القانون الفرنسي. كاتب من تونسأبو بكر العيادي

مشاركة :