السودان.. الأزمة من الانفجار إلى الانفراج تفجرت في السودان أواخر عام 2021، وتحديداً في يوم 25 أكتوبر، واحدة من أهم الأزمات السياسية في العقد الأخير، بعدما أزاح الجيش الحكومة المدنية برئاسة عبدالله حمدوك، مع حل مجلس السيادة، وفرض حالة الطوارئ بالبلاد، وتبعت ذلك قلاقل ومظاهرات شعبية، وترتبت على الأوضاع ردود أفعال دفعت قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إلى توقيع اتفاق سياسي مع حمدوك، في 21 نوفمبر 2021، قضى بعودة الأخير لتشكيل حكومة جديدة. ومع حلول عام 2022، تواصلت الأزمة السياسية في السودان، حيث أعلن عبدالله حمدوك في 2 يناير 2022 استقالته من الحكومة بعد مرور أقل من شهرين على الاتفاق الذي وقعه مع البرهان بشأن عودته لتشكيل حكومة جديدة. وفي العشرين من يناير 2022، أصدر رئيس مجلس السيادة، الفريق عبدالفتاح البرهان، قراراً بتكليف 15 وزيراً في حكومة انتقالية جديدة من دون رئيس وزراء. وتواصلت الأزمة السياسية خلال الأشهر اللاحقة من عام 2022. وبينما يلملم عام 2022 أوراقه إيذاناً بالرحيل، حمل يوم 5 ديسمبر من هذا العام، بادرة خير بشرت بانفراج الأزمة السياسية في السودان الذي شهد خلال هذا اليوم التوقيع على اتفاق إطاري بين قوى معارضة رئيسية وقادة الجيش لبدء مرحلة يقودها مدنيون تنتهي بإجراء انتخابات، وقد وقع على هذا الاتفاق الإطاري نحو 40 حزباً وتياراً سياسياً ونقابات مهنية. وتمثلت أهم بنود الاتفاق الإطاري في تشكيل حكومة مدنية يرأسها رئيس وزراء بصلاحيات واسعة، ويتولي الفريق عبدالفتاح البرهان منصب قائد الجيش، على أن تكون مدة الفترة الانتقالية عامين وتبدأ من تاريخ تعيين رئيس الوزراء، بالإضافة إلى إطلاق عملية شاملة لصياغة الدستور، وتنظيم عملية انتخابية شاملة بنهاية الفترة الانتقالية الممتدة على مدى 24 شهراً. اليمن.. المجلس الرئاسي والتعنت «الحوثي» خلال عام 2022، كان اليمن على موعد مع أحداث ومتغيرات عديدة، أبرزها التغيير الجوهري الذي حدث في هيكل النظام الحاكم الشرعي المعترف به إقليمياً ودولياً، بالإضافة إلى التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية على مستوى البلاد بوساطة أممية. وفي السابع من أبريل 2022، أعلن الرئيس اليمني السابق، عبد ربه منصور هادي، عن تشكيل مجلس رئاسي يضم 8 قيادات عسكرية وسياسية، ونقل إليه صلاحياته وسلطاته كافة لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وترأس المجلس الرئاسي رشاد محمد العليمي. من ناحية أخرى، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية بوساطة من الأمم المتحدة.ومع انتهاء المدة الأولى للهدنة الأممية في 2 يونيو 2022، تم تمديدها لاحقاً مرتين كل منهما لمدة شهرين.وأمام التعنت الحوثي والإصرار على السلوكيات العدوانية والإرهابية من قبل الجماعة الانقلابية، انتهت الهدنة الأممية في الثاني من أكتوبر 2022، وفشلت الجهود الأممية في تمديدها للمرة الثالثة. أخبار ذات صلة اليمن: شعبنا لن ينسى وقفة التحالف التاريخية «القيادة الرئاسي»: «الحوثي» ينهب موارد اليمنيين لتمويل الإرهاب ليبيا.. الأزمة إلى «مربع الصفر»! استقبل الشعب الليبي عام 2022 بخيبة أمل كبيرة بعدما تم تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كان من المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر 2021. ومع مطلع عام 2022، شهدت ليبيا انقساماً جديداً عمق من الأزمة السياسية، وأعادها إلى مربع الصفر، حيث أصبحت لديها حكومتان تتنازعان الشرعية، وجاءت إحدى الحكومتين بعدما اختار مجلس النواب الليبي (يتخذ من طبرق في شرق ليبيا مقراً له) في 10 فبراير 2022 وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، رئيساً جديداً للحكومة خلفاً لعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، حيث اعتبر حكومة الأخير منتهية الولاية بسبب تأجيل الانتخابات البرلمانية. أما الحكومة الليبية الأخرى برئاسة، عبدالحميد الدبيبة، والموجودة في الغرب الليبي، فقد رفضت الإقرار بما توصل إليه البرلمان في طبرق، مؤكدة عدم السماح بقيام مرحلة انتقالية جديدة. وفي ديسمبر 2022، طرح المجلس الرئاسي الليبي مقاربة لحل الأزمة السياسية بالبلاد، والتوصل إلى إنجاز القاعدة الدستورية التي من شأنها أن تذهب تؤسس لانتخابات برلمانية ورئاسية، وتنهي المراحل الانتقالية. لبنان.. «دوامة» الفراغ الرئاسي يودّع لبنان عام 2022 بواحدة من أشد الأزمات السياسية التي شهدها على مدى العقدين الماضيين، وتمثلت في دخوله رسمياً في ما يُعرف بـ«الفراغ الرئاسي» للمرة الرابعة في تاريخه. وتزامن تعثر انتخاب رئيس جديد خلفاً للرئيس السابق، العماد ميشال عون، مع تصاعد حدة الخلافات التي عرقلت تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات لتحل محل حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي. وجاء الفراغ الرئاسي هذه المرة في ظل انهيار اقتصادي ومالي متسارع صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عقود.
مشاركة :