تواصل الحكومة الصومالية تحركاتها الداخلية والخارجية لمحاصرة حركة «الشباب» الإرهابية عسكرياً وفكرياً وشعبياً، ما وضع الحركة تحت الحصار الشامل وأضعف قدراتها. ومؤخراً، أعلنت الحكومة الصومالية عن حجب أكثر من 600 صفحة إلكترونية تتبع الحركة الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي، وقبلها أطلقت قناة متخصصة في مكافحة الإرهاب، تحمل اسم «دلجر»، وتعني «حامي الوطن». وجاءت هذه الخطوات بالتزامن مع نجاح الجيش في توجيه ضربات عسكرية للحركة، واستعادة بعض المناطق الاستراتيجية التي كانت تتمركز فيها، وتجفيف العديد من مواردها المالية. وشدّد منير أديب، الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، في تصريحات لـ«الاتحاد» على أهمية الضربات العسكرية الأخيرة التي وجهتها قوات الحكومة الصومالية لعناصر حركة «الشباب» الإرهابية، وتركت أثراً كبيراً عليها. وأكد أديب أن الحكومة الصومالية تحتاج إلى دعم حقيقي وقوي من أجل مواجهة أكبر وأشمل للحركة الإرهابية التي تسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، مشيراً إلى أن الدعم الأميركي والعربي للحكومة يساعدها في إلحاق الهزيمة بالحركة. ويرى الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة أن الدعم الخارجي للحكومة الصومالية، مازال دون المستوى بدليل أن النتائج لم تصل إلى ما يمكّنها من هزيمة الحركة الإرهابية بشكل كامل، وبسط سيطرتها على جميع الأراضي الصومالية. وطالب أديب بضرورة العمل على تفكيك الحركة وضربها أمنياً، وألا يصبح لها وجود، وألا تمتلك أي قوة تستطيع من خلالها مواجهة الحكومة الصومالية. أما الباحثة السودانية أسمهان إبراهيم، المتخصصة في العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، فأكدت لـ«الاتحاد» أن الحكومة الصومالية تستخدم خططاً متنوعة، سياسية وعسكرية واقتصادية وشعبية لمحاصرة مقاتلي الحركة الإرهابية، وتمكنت من تحقيق نتائج إيجابية عديدة في ساحة المعركة ضد المتطرفين. وكشفت الباحثة عن أن الحكومة الصومالية نجحت خلال ديسمبر في توجيه ضربات موجعة لحركة «الشباب»، بمعاونة شركاء دوليين خاصة بعد عودة القوات الأميركية إلى الصومال، وقد تمكنت الحملات المكثفة من دك معاقل الجماعة. وأشارت إلى أن الضربات العسكرية الكبيرة ضد الحركة المتطرفة قد تضعفها، ولكنها لن تقضي عليها نهائياً، فهي تمتلك عوامل بقاء عدة مثل الضرائب التي تفرضها علي الشعب، والقرصنة، وتجارة المخدرات، وكلها موارد يجب تجفيفها باعتبارها مصدر التمويل الأول للإرهاب.
مشاركة :