نايبيداو - (أ ف ب): حكمت محكمة عسكرية في بورما أمس الجمعة بالسجن سبع سنوات على الحاكمة المدنية الفعلية السابقة أونغ سان سو تشي بعد إدانتها بالفساد، كما أعلن مصدر قضائي، في ختام محاكمة استمرت 18 شهرا لحائزة نوبل للسلام وأفضت إلى أحكام بسجنها 33 عاما في المجموع. وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن المعارضة الشهيرة بدت «بصحة جيدة». وقد تنهي في السجن حياة تميزت بكفاحها من أجل الديمقراطية. وسو تشي موقوفة منذ الانقلاب الأول من فبراير 2021 الذي أنهى فترة وجيزة من الحريات في هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا والمعروفة بتاريخها المضطرب. ودانت محكمة في العاصمة نايبيداو تنظم جلساتها بشكل استثنائي في السجن حيث تخضع سو تشي لحبس انفرادي، السياسية أمس الجمعة بخمس تهم فساد. وقال المصدر نفسه إن الرئيس البورمي السابق وين مينت المتهم في هذا الشق من المحاكمة حُكم عليه بالعقوبة نفسها وسيستأنف كل منهما الحكم. وأوضح المصدر القضائي أن الحكم الذي صدر الجمعة على سو تشي (77 عاما) يتعلق بخمس تهم مرتبطة بقضية استئجار مروحية وصيانتها تسببت «بخسائر للدولة» نظرا إلى عدم احترامها القواعد. وذكر مصدر طالبا عدم كشف هويته أن «كل القضايا انتهت ولم تعد هناك اتهامات موجهة إليها». ومن الفساد إلى التزوير الانتخابي وانتهاك أسرار الدولة وقيود مكافحة كوفيد، أدينت سو تشي منذ بدء الإجراءات القانونية في يونيو 2021، بجرائم عدة. ويفتح انتهاء محاكمتها التي أدانتها منظمات حقوق الإنسان معتبرة أنها سياسية، مرحلة من عدم اليقين في بورما، مع احتمال إجراء انتخابات في 2023 وعد بها العسكريون لاكتساب شرعية. دفعت الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في 2015 و2020 الرابطة الوطنية للديموقراطية، هذا الحزب الذي أسسته أونغ سان سو كي في أواخر ثمانينيات القرن الماضي ويشكل رمزا، إلى السلطة. وبرر الجيش انقلابه في 2021 بالقول إنه اكتشف ملايين الأصوات غير النظامية في الاقتراع الأخير الذي اعتبره عدد كبير من المراقبين الدوليين حرا. وانتقدت الولايات المتحدة خطة الجيش إجراء انتخابات جديدة لكن روسيا حليفته الموثوقة المورد الرئيس للسلاح له، رحب بها. ودعا مجلس الأمن الدولي هذا الشهر إلى الإفراج الفوري عن أونغ سان سو تشي في أول قرار يتخذه منذ عقود بشأن الوضع في بورما. وأقرت هذه الدعوة التي جاءت في لحظة وحدة نادرة، بفضل امتناع الصين وروسيا الداعمتين لنايبيداو عادة، عن التصويت. منذ الانقلاب لم تشاهد سو تشي سوى مرات قليلة في صور مشوشة التقطتها وسائل الإعلام الحكومية في قاعة محكمة خالية. ويرى خبراء أنها يمكن أن تقضي جزءًا من عقوبة السجن في إقامة جبرية. وقال فيل روبرتسون نائب مدير آسيا في المنظمة غير الحكومية هيومن رايتس ووتش، لفرانس برس إن الأحكام التي صدرت عليها «مرادفة للسجن مدى الحياة» نظرا إلى سنها.
مشاركة :