مدير مركز (مسارات) هاني المصري، للأناضول: - ظهور جماعات فلسطينية مسلحة شكل نقلة نوعية في المواجهة مع إسرائيل في 2022 ـ 2022 شهد اعتداءات على المسجد الأقصى أكثر من أي عام - موجات من التصعيد والمواجهة لم تصل إلى انتفاضة التي تحتاج إلى مقومات لم تتوفر بعد - إسرائيل كانت تتصور أن الأمور مهيأة لها لتنفيذ مشاريعها لكنها اصطدمت بمقاومة ـ علينا أن نغير الواقع قبل البحث عن مسار سياسي والعمل ضمن خطة لا أن نقفز في الهواء قال مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، هاني المصري، إن المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي مرشحة للتوسع في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة تسعى إلى حسم الصراع، في المقابل وجود جيل جديد يصر على المواجه والصمود. وأشار "المصري"، في مقابلة مع الأناضول، إلى أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية "لم ترتق إلى انتفاضة، لعدم توافر شروط من أجل ذلك". ويقرأ المصري الواقع واستشراف العام 2023 في حوار مع الأناضول. ـ الأكثر دموية يودع الفلسطينيون عام 2022، الذي يُعد الأكثر دموية منذ 2015، ويستقبلون عاما جديدا وسط توقعات باستمرار المواجهة في ظل حكومة إسرائيلية يمنية تسعى إلى حسم الصراع. وشهد العام 2022 توترا جراء الاقتحامات الإسرائيلية للمدن وبالبلدات الفلسطينية بهدف اعتقال ما تسميهم إسرائيل مطلوبين، تندلع على إثرها مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين، وغالبا ما يندلع اشتباك مسلح، خاصة في شمالي الضفة وبحسب وزارة الصحة برام الله، قتلت إسرائيل 222 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري، بينهم 169 بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وظهر خلال 2022، تشكيلات مسلحة خاصة في شمال الضفة الغربية، أبرزها "كتيبة جنين" في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، و"عرين الأسود" في البلدة القديمة بنابلس، بالإضافة إلى كتائب أقل شهرة كـ "كتيبة بلاطة" و"كتيبة جبع"، وغيرها. ولاحقت إسرائيل تلك الجماعات وقتلت عددا من قادتها وعناصرها في عمليات شنتها أجهزتها الأمنية. ومطلع سبتمبر/أيلول الماضي، ظهرت مجموعة "عرين الأسود"، علنا في عرض عسكري بالبلدة القديمة بنابلس، وينتمي أفرادها لمختلف الفصائل الفلسطينية. و"عرين الأسود"، مجموعة فلسطينية تقول إن عناصرها ينتمون إلى كافة الفصائل، ويتخذون من البلدة القديمة في نابلس، مأوى ونقطة انطلاق لعملياتها. ـ موجات لم تتحول لانتفاضة يرى المحلل السياسي هاني المصري، في حديثه مع الأناضول، أن الحالة الفلسطينية شهدت موجات من التصعيد منذ 2015، غير أن 2022 شهد تصاعدا وظهور جماعات مسلحة شكلت نقلة نوعية في المواجهة مع إسرائيل. وقال "هذه الموجات أو الهبات لم تتحول إلى انتفاضة شاملة، ويمكن أن تستمر وقد يشهد العام القادم مزيدا من هذه النماذج". وأرجع عدم تطور تلك الهبات إلى انتفاضة لعدة عوامل، أولها الانقسام الفلسطيني بين حركتي "حماس" و"فتح"، وثانيها عدم تنبي القيادة الرسمية والسلطة الفلسطينية لتلك الهبات. وثالثا، بحسب المصري، "معادلة تهدئة مقابلة تسهيلات أو امتيازات، مما شكل تقيد إمكانيات الفصائل والقوى، الأمر الذي ترك فراغا كبيرا في الساحة الفلسطينية، دفع إلى وجود مثل عرين الأسود في نابلس على سبيل المثال". هذه "الظواهر المحدودة"، وفق المصري، "لا يمكن لها أن تملء الفراغ، لأنها بحاجة لخبرة وإمكانيات وأهداف ورؤيا وفكر وتنظيم وجبهة وطنية، وهذه جميعها مسائل لا يمكن أن يعوضها شباب متحمسين". واستدرك بالقول "مثل هذه الهبات والظواهر تحيي الروح، وتؤكد أن الشعب الفلسطيني قادر على الفعل". وأردف "المطلوب أن يكون هناك حماية لهذه الظواهر، وتطويرها إلى انتفاضة شاملة تستطيع أن تنتصر، لا أن تكون صفحة مجد، لأن مشروع الاحتلال يتعمق ويجب صده". ـ عام من المواجهة وبخصوص تقييمه لعام 2022، يقول المصري، "مرّ عام صعب يحتوي ما هو مهم ومضيء ويبشر بمستقبل، وما هو محبط وسيء وقاسي على الفلسطينيين". وأضاف "شهد 2022، اعتداءات على المسجد الأقصى أكثر من أي عام، ونظمت مسيرة الأعلام في القدس وبأعداد كبيرة، وتفاقمت الاعتداءات على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، والتوسع الاستيطاني لم يتوقف يوما، عشرات آلاف الدونمات تمت مصادرتها، وارتقى عشرات الشهداء". في المقابل، يرى المحلل السياسي، أن "الشعب الفلسطيني لم يكن سلبيا ولم يستسلم، وإنما احبط المخططات الإسرائيلية من خلال صموده، ومبادرات جديدة شكلت عنصر مفاجئ للاحتلال كالمقاومة في جنين وعرين الأسود في نابلس، وجعلت الاحتلال يدفع ثمنا لاعتداءاته ويعيد حساباته". ـ محاولة حسم الصراع ولفت الخبير الفلسطيني، إلى أن "السلطات الإسرائيلية كانت تتصور أن الأمور مهيأة لها لتنفيذ مشاريعها في الضفة الغربية والقدس، لكنها اصطدمت بمبادرات فردية مقاومة تنتشر في الضفة الغربية بما فيها القدس، وتحظى بحاضنة شعبية، وليست معزولة". وأشار إلى أن ذلك يدلل على أن الشعب الفلسطيني يشق طريقه لمواجهة التحديات الجديدة، خاصة أن هناك تطورا كبيرا طرأ يتمثل في نجاح الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة في الانتخابات الإسرائيلية. وبيّن أن تلك الأحزاب ستحاول حسم الصراع، ويعتقدون أن الأمور ناضجة من أجل ذلك. وقال المصري، "على الفلسطينيين أن يجهزوا أنفسهم ليكونوا على مستوى التحدي، لكي يتم إحباط الحكومة الإسرائيلية وإفشالها". ولفت إلى أن "ذلك ممكن إذا ما توفرت العوامل والظروف والسياسات والإجراءات الكفيلة بتحقيق الرد الفلسطيني الناجع، وأهم شيء إحياء المشروع الوطني، وإحياء المؤسسة الوطنية الجامعة، وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وتغير السلطة لكي تصبح سلطة في خدمة المشروع الوطني، لأنها سلة كانت تتأمل مرحلة انتقالية لقيام الدولة". وأضاف "الاحتلال جعل من السلطة الفلسطينية سلطة وظيفية، تخدمه، وهذا ليس الهدف من إنشائها فلسطينيا". وتابع "من أجل المواجهة علينا تعزيز صمود المواطن، الذي سيتعرض لهجمات متكررة، ويجب أن نكون في مستوى التحدي، وبحاجة لإرادة وفعل، وعامل فلسطيني فعال، وعندها سنكون قادرين على أن نستنفر العوامل العربية والإسلامية والدولية، ونحبط الحكومة الإسرائيلية، وحتى أن نتقدم خطوة نحو تحقيق الأهداف". ـ اتساع المواجهة لم يستبعد المصري، أن تمتد المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى القدس، وحتى قطاع غزة. وقال "هناك مخططات تسعى إسرائيل إلى تنفيذها، أبرزها تقسيم المسجد الأقصى والصلاة فيه، وهذا ما يؤجج الموقف أكثر، بالإضافة إلى السيطرة على المناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية، وهو بمثابة ضم فعلي للضفة الغربية". الخبير الفلسطيني، أوضح أن "الحكومة القادمة في إسرائيل ستلغي الإدارة المدنية، أي أن القوانين الإسرائيلية ستسري على الضفة الغربية وكأنها أراضي غير محتلة". وأردف "الرد الفلسطيني يجب أن يكون مبادرا، لا نبقى نطلب الحماية الدولية والبحث عن مسار سياسي". وشدد المصري، على ضرورة أن "نغير من الواقع قبل البحث عن مسار سياسي، والعمل ضمن خطة لا أن نقفز في الهواء". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :