برأ د. سعد الدهلوي، الخبير في الاستشارات البيئية، المملكة من قضايا الاحتباس الحراري وتغير المناخ، مؤكدا ان دور المملكة فاعل في تقليل الانبعاثات الغازية الدفيئة “الغازات المسببة للاحتباس الحراري”، كاشفا في الوقت نفسه ان تقرير لوكالة الفضاء الامريكية “ناسا” أكد ان المملكة من اقل الدول الصناعية للانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الاحفوري بحسب دراسة للانبعاثات الغازية من 1970-2010م. وأكد د. الدهلوي، وهو عضو هيئة التدريس بجامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل، في قسم صحة البيئة، خلال لقاء ديوانية الأطباء رقم 78 بعنوان (مواجهة التغير المناخي بالمملكة … الوضع الحالي والتغيرات المستقبلية) مساء أمس (الاربعاء) بمدينة الخبر، ان تقرير الهيئة الحكومٌية الدولٌية للتغير المناخً يشير إلى وجود تغيرات كبيرة في نسب هطول الأمطار خلال العقدين الماضيين، لافتا في الوقت نفسه زيادة نسبة هطول الأمطار على المملكة أدى إلى زيادة الهجرة نحو المدن الكبٌيرة وبالتالًي زيادة التعرض للمخاطر و إمكانية حدوث فيضانات، مستبعدا ما حصل من امطار في مدينة جدة للاستمطار الذي لم يثبت حتى الان وانما يرجع للتغير المناخي. وأشار ان نسبة 65% من غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو قادم من حرق الوقود الاحفوري و 11% من أنشطة الزراعة والقضاء على الغابات و 14% من أنشطة النقل وعوادم السيارات، وتحتل الصين المرتبة الأولى عالمياً من اجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30% والولايات المتحدة الأمريكية ثانيا بــ 15%. وأوضح أن اتفاقية باريس للمناخ تشير الى أن هناك ارتفاع فًي درجة حرارة الأرض بمعدل 1 درجة مئوٌية مقارنة بالوضع بما قبل الثورة الصناعٌة، وتهدف الأمم المتحدة إلى أن تكون الزٌيادة بحد أقصى 1.5 درجة مئوية حتى 2100م، ولكن بسبب عدم التزام الدول بخفض الانبعاثات فإن الخوف بأن زٌيادة 1.5 درجة مئوٌية ستكون بحلول 2030، وبالتالًي فإن التوقعات تشيٌر بأن متوسط درجة حرارة الأرض ستزداد بمعدل أربع درجات مئوٌية بحلول 2100م، مما يؤدي الى انقراض العديد من الأحياء وغرق عدد من المدن الشاطئية واختفاء دول مثل المالديف. وقال ان رؤية المملكة 2030 تتوافق مع اتفاقية باريس 2015 فيما يخص التخفيف والتكيف المناخي، مستشهدا بمشروع التحول للاقتصاد الدائري بدلاً من الاعتماد على النفط، ومشروع الوصول للحياد الصفري وخفض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن مكافئ لغاز ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030. وتناول د. الدهلوي، المبادرات الجديدة بعد قمة المناخ 2022 في شرم الشيخ، حيث أعلن سمى ولي العهد -حفظه الله- عن إطلاق عدة مشاريع جديدة في منتدى مبادرة السعودية الخضراء علًى هامش قمة المناخ (كوب 27) وهي: إطلاق مركز معارف الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي لتسريع وتيرة خفض الانبعاثات، واستضافة أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال افريقيا 2023م. وقال هناك جهود كبيرة للمملكة منها الخطط التنفيذية للوصول للحياد الصفري ضمن رؤية 2030 ومنها: مشاريع الطاقة المتجددة (تأسيس 12 محطة للطاقة الشمسية بطاقة 41 جيجا واط موزعة في ثمان مناطق بالمملكة، وتأسيس محطة لإنتاج الكهرباء بطاقة الرياح في حائل بطاقة 16 جيجا واط)، وكذلك من الخطط التنفيذية دعم الاقتصاد الدائري للكربون، حيث أعلنت المملكة اثناء ترأسها لمجموعة دول العشرين عن تبنيها للاقتصاد الدائري للكربون واستخدام افضل التقنيات من أجل خفض الانبعاثات الكربونية، أيضا من الخطط التنفيذية التوجه نحو انتاج الهيدروجين الأخضر، حيث تم تأسيس مشاريع انتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الزرقاء في نيوم بطاقة إنتاجية عالية 650 طن/يوم من الهيدروجين الأخضر و 1.2 مليون طن/يوم من الأمونيا الزرقاء، وتم تصدير اول شحنة من الأمونيا الزرقاء الى اليابان من شركة أرامكو قبل ثلاثة أشهر، ومن الخطط التنفيذية أيضا دعم الأبحاث العالمية في مجال الطاقة (إنشاء مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولٌية لدعم أبحاث الطاقة المتجددة و السٌياسات البيئية والاقتصاد الدائري والتقنية، وبناء قاعدة بيانات قوية لدعم الاقتصاد الدائري للكربون)، ومن الخطط التنفيذية تطبيق تقنية التقاط وتخزين الكربون (خطة لجعل الهيئة الملكية بالجبيل وينبع مركزا لتقنيات التقاط الكربون). ولفت الى ان مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر بحلول 2030 سيتم تنفيذ: خفض الانبعاثات بمقدار 287 مليون طن متري مكافئ لغاز ثاني أكسيد الكربون، التوقيع على التعهد العالمي للميثان لخفض انبعاثات الميثان بــ 30%، زراعة 450 مليون شجرة وإعادة تأهيل ثمانية مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وتحويل مدينة الرياض الى مدينة ذكية ومستدامة وجعلها من ضمن أفضل 100 مدينة في العالم. The post خبير في الاستشارات البيئية: المملكة بريئة من قضايا الاحتباس الحراري وتغير المناخ appeared first on صحيفة الأنباء العربية (آن) aan-news .
مشاركة :