تقرير درة | العلاقة بين الاحتباس الحراري والعواصف الثلجية المتطرفة

  • 1/1/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يشير علماء المناخ والطقس والغلاف الجوي والبيئة، إلى ضرورة استمرار الكشف عن لغز التفاعلات المتسلسلة المعقدة والاضطرابات العصيبة التي يتعرض لها الكوكب. ويقوم الخبراء بإلقاء نظرة فاحصة على الصلة بين أحداث البرد القارس وتغير المناخ، لاكتشاف الرابط بين العواصف الثلجية المتطرفة والاحتباس الحرارى. وعلى الرغم من أن عالمنا يزداد دفئا منذ سنوات عدة، بما فى ذلك فصول الشتاء، إلا أنه يشهد عواصف شتوية شديدة أيضًا، مثل تلك التي تحدث في الولايات المتحدة. وأصبحت الروابط بين تغير المناخ والطقس المتطرف أكثر وضوحًا، ففي كوكب يزداد احترارًا، تكون موجات الحرارة أكثر سخونة، والجفاف مطولا، والأمطار الغزيرة في الصيف أكثر حدة. لكن عندما يتعلق الأمر بطقس الشتاء القاسي، مثل العاصفة الأخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة وكندا، فإن الروابط تبدو أقل وضوحا، وغالبًا ما تحتاج إلى نقاش علمي قوي. ويعتقد الباحثون أن المزيد من تساقط الثلوج أثناء العواصف الثلجية هو تأثير متوقع لتغير المناخ، على الرغم من أن الأمر يبدو غير منطقي، بحسب تقرير RT. ويقول مايكل مان، عالم المناخ في جامعة بنسلفانيا لوكالة “فرانس برس”: “هناك جوانب معينة من العواصف الشتوية، حيث تكون روابط تغير المناخ قوية ومتينة إلى حد ما”. ويتسبب الاصطدام بين الهواء البارد بالمياه الأكثر دفئا في البحيرات والمسطحات المائية، في حدوث الحمل الحراري، ما يؤدي إلى تساقط الثلوج. وسبق أن كشف مان في ورقة بحثية نُشرت عام 2018: “كلما كانت درجات حرارة البحيرة أكثر دفئا، زادت الرطوبة في الهواء، واحتمالية أكبر لثلج تأثير البحيرة”. وليس من المستغرب أن نرى زيادة طويلة الأمد في تساقط الثلوج، نتيجة تأثير البحيرة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال القرن الماضي. وبالنسبة للدوامة القطبية، فإنه لا يوجد توافق في الآراء بشأن آليات أخرى، مثل تأثير تغير المناخ على الدوامة القطبية والتيارات الهوائية النفاثة. والدوامة القطبية عبارة عن كتلة هوائية فوق القطب الشمالي تقع في أعالي طبقة الستراتوسفير، ويسكن البشر في طبقة التروبوسفير، وتقع طبقة الستراتوسفير فوقها مباشرة. وهي محاطة بشريط من الهواء الدوار، والذي يعمل كحاجز بين الهواء البارد في الشمال، والهواء الأكثر دفئا في الجنوب. وعندما تضعف الدوامة القطبية، تبدأ هذه الحزمة من الهواء في التموج وتتخذ شكلا أكثر بيضاوية، ما يؤدي إلى جلب المزيد من الهواء البارد جنوبا. ووفقا لدراسة أجريت عام 2021، يحدث هذا النوع من الاضطراب في كثير من الأحيان، بحسب جوداه كوهين، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم المناخ في أبحاث الغلاف الجوي والبيئية (AER). ويقول، “الجميع متفقون على أنه عندما تصبح الدوامة القطبية مضطربة، هناك زيادة في احتمالية الطقس الشتوي القاسي”. وأضاف، ترتبط الاضطرابات بالتغيرات في القطب الشمالي، والتي تسارعت بسبب تغير المناخ، فهناك، من ناحية، الذوبان السريع للجليد البحري، ومن ناحية أخرى، زيادة الغطاء الثلجي في سيبيريا. وتابع: “النماذج المناخية لم تلتقط بعد جميع الفيزياء الأساسية، التي قد تكون ذات صلة بكيفية تأثير تغير المناخ على سلوك التيار النفاث”. وأشار إلى أنه ستظل هناك حاجة لدراسات مستقبلية في السنوات المقبلة، لكشف لغز هذه التفاعلات المتسلسلة المعقدة. يذكر أنه صرح لوكالة فرانس برس، قائلا: “هذا موضوع كنت أدرسه منذ اكثر من 15 عاما، وأنا واثق من هذا الرابط أكثر اليوم مما كنت عليه في الماضي”.

مشاركة :