يكافح البنك المركزي الروسي لوقف استمرار تدهور الروبل وهو ما دعا إلفيرا نابيؤولينا رئيسة البنك إلى التأكيد على أنه تتم مراقبة الوضع في السوق بتمعن، مؤكدة أن البنك لديه الأدوات كافة اللازمة للحيلولة دون تعرض الاستقرار المالي في البلاد لتهديد. ولفتت رئيسة "المركزي الروسي" إلى أن الأسواق العالمية تعاني تقلبات منذ بداية العام الجديد، مشيرة إلى أن هذا الأمر أثر أيضا في السوق الروسية، التي ازدادت فيها التقلبات في الأيام الأخيرة. وبحسب "الألمانية"، فقد ذكرت نابيؤولينا أن البنك لديه حزمة آليات من أجل التصرف بشكل استباقي للحيلولة دون تعرض الاستقرار المالي للخطر، وتأتى تصريحات رئيسة "المركزي الروسي" في وقت تشهد فيه العملة الروسية ضغوطا على خلفية تدني أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث تراجع الروبل الروسي أمس الأول إلى مستويات قياسية وتجاوزت قيمته 85 روبلا للدولار. إلا أن العملة الروسية وعلى خلفية انتعاش أسعار النفط، استعادت أمس بعض الخسائر التي منيت بها، حيث انخفض سعر صرف الدولار بمقدار 2.61 روبل إلى 80.01 روبل، فيما تراجع اليورو بمقدار 3.19 روبل إلى 86.80 روبل، وفقا لبيانات بورصة موسكو. وأضافت نابيؤولينا أن الإجراءات المنسقة بين "المركزي الروسي" ووزارة المالية أتاحت السيطرة على الوضع في الاقتصاد الروسي في عام 2015، ليتكيف بسرعة مع هبوط أسعار النفط، مشيرة إلى أن الأعمال المنسقة للبنك المركزي ووزارة المالية في عام 2015 أتاحت السيطرة على الوضع واستطاع الاقتصاد الروسي التكيف بسرعة مع هبوط أسعار النفط. وكان البنك المركزي الروسي قد انتقل في عام 2014 إلى سعر صرف عائم للعملة الوطنية، وذلك وفقا لاستراتيجية جديدة تستهدف التضخم، حيث إن سياسة تثبيت سعر صرف الروبل تبدد احتياطيات البلاد من الذهب والعملات الصعبة. ويعتمد اقتصاد روسيا التي تعاني انكماشا على النفط والغاز اللذين يشكلان أكثر من نصف عائداتها، في وقت تتعرض السلطات لضغوط للتحرك وتفادي اتجاه العملة لمزيد من التدهور. وأعلن الكرملين رفضه الحديث عن "انهيار" الروبل الذي خسر أكثر من 12 في المائة من قيمته منذ مطلع عام 2016 واضعا الكرة في ملعب البنك المركزي. وانهيار أسعار النفط يعني أن الاقتصاد الروسي الذي يرزح أيضا تحت وطأة عقوبات غربية بسبب الأزمة الأوكرانية، سيبقى في حالة انكماش هذه السنة، وأن الموازنة ستحرم من قسم كبير من العائدات المرتقبة. وقد تؤدي التقلبات النقدية إلى إبعاد احتمال خفض الفوائد الذي تأمل به الأوساط الاقتصادية في وقت تواجه فيه الشركات وكذلك الأفراد صعوبات كبرى بسبب تكلفة القروض الحالية التي تأتي نتيجة لانهيار سعر الروبل في عام 2014 عندما بلغ 80.1 للدولار. وسعى دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طمأنة الشعب الروسي أمس قائلا: "إن تراجع الروبل بصورة قياسية أمام الدولار الأمريكي أمر لا يدعو إلى الفزع أو توقع حدوث انهيار للعملة"، مشيرا إلى أنه ليس ثمة سبب لافتراض أن البنك المركزي لا يمتلك بعض السيناريوهات الهادفة إلى تجنب انهيار فعلي للعملة الروسية. بدوره، أكد ألكسي كودرين وزير المالية الروسي السابق أن هبوط الروبل الروسي أمر مؤقت، مؤكدا أن العملة الروسية ستستعيد المواقع التي خسرتها كما حدث في عام 2014، لافتا إلى أن الاقتصاد الروسي سيعود إلى النمو في غضون عام أو عامين. إلى ذلك، أفاد البنك المركزي الروسي بأن احتياطيات البلاد النقدية الدولية بلغت 368.3 مليار دولار في الشهر الجاري، وازداد حجم الاحتياطيات النقدية بمقدار 200 مليون دولار منذ الثامن من الشهر ذاته. وتتكون هذه الاحتياطيات من العملات الأجنبية الصعبة والذهب وحقوق السحب الخاصة عبر آلية صندوق النقد الدولي، وقالت رئيسة البنك المركزي الروسي إن البنك يسعى إلى زيادة احتياطياته النقدية بقدر المستطاع بهدف الحصول على "حزام أمان" للحفاظ على استقرار البلاد المالي من جهة وتسديد ديونها الخارجية من جهة أخرى. وفي هذا السياق، أعلن البنك المركزي الروسي أن إجمالي حجم الديون الخارجية الروسية للقطاعين العام والخاص انخفض من 599.04 مليار دولار إلى 515.25 مليار دولار أي بنسبة 14 في المائة، خلال العام الماضي. ويجب على البلاد سداد ما قيمته 80 مليار دولار من حجم ديونها الأساسي دون احتساب الفوائد في عام 2016، وقال أنطون سيلوانوف وزير المالية الروسي إن البلاد لن تواجه أي مشكلة عند تسديد ديونها الخارجية هذا العام وفي السنوات التالية، نظرا لوجود احتياطيات نقدية لديها في البنك المركزي وفي صندوقي الاحتياطي والرفاه الوطني بحجم يفوق حجم مديونيتها الخارجية مع تحقيق فائض دائم في تجارتها الخارجية بلغ أكثر من 150 مليار دولار العام الماضي وحده رغم هبوط أسعار صادراتها من النفط والغاز. وكانت وزارة المالية الروسية قد أعلنت منتصف الشهر الحالي أن البلاد لن تتوجه إلى أسواق الاقتراض الخارجية هذا العام معتمدة على مصادرها المالية الداخلية بالكامل.
مشاركة :