تحتل الثقافة حيزاً رئيساً وجوهرياً في اهتمامات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وقد أطلق سموه العديد من المبادرات التي أسهمت في تحقيق تنمية ثقافية حقيقية، تدفع باتجاه خلق جيل متسلح بالثقافة والمعرفة وقادر على النهوض بوطنه ومجتمعه. وعلى التفاعل مع الثقافات الأخرى، سواء على المستوى المحلي أو العربي العام. ويمضي سموه قدماً، عبر مبادراته النوعية، نحو استعادة أمجاد وألق مسيرة الحضارة العربية عبر كثير المشروعات ومن خلال برامج المؤسسات المعنية في الثقافة والفكر والمعرفة والتنمية المجتمعية ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية، وتبرز في الخصوص: مبادرة تحدي القراءة العربي وفعاليات ونشاطات مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، والصرح الفكري العظيم : مكتبة محمد بن راشد. رؤية ثاقبة أدرك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، رعاه الله، قيمة وأهمية القراءة في تعزيز نهضة العرب ونماء وخير الإنسانية، فأطلق مشروعاً معرفياً يعد الأضخم من نوعه وهو «تحدي القراءة العربي»؛ إذ شكل حافزاً استثنائياً أسهم في غرس حب القراءة لدى مختلف الأجيال، وأوجد حراكاً قرائياً ومعرفياً في الوطن العربي ولدى الطلاب العرب بالمهجر، منذ الانطلاقة في عام 2015. ويهدف «التحدي» إلى تربية الأجيال على القراءة وجعلها عادة يومية لديهم. ولا يزال الكثيرون يستذكرون زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، رعاه الله، إلى مدرسة البحث العلمي في دبي، وهي المدرسة التي اختيرت لتكون المقر الرئيسي لـ«تحدي القراءة العربي»، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية. حيث قرأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على الطلاب كتاب «القائدان البطلان»، الذي يتناول قصة المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وقصة تحقيق حلمهما في بناء الاتحاد. حيث قال سموه عن أهمية القراءة للطلاب: «أول كتاب يمسكه الطلاب يكتب أول سطر في مستقبلهم.. لأن القراءة تفتح العقول، وتوسع المدارك، وتزيد الفضول، وترسخ قيم الانفتاح والاعتدال وتسهم في التفوق العلمي والحضاري». إن هذه المنافسة المعرفية التي تستهدف الطلبة في العالم العربي. والطالب العربي في الدول الأجنبية، تسعى لتحقيق أهداف عدة مثل تنمية الوعي بالقراءة وتعزيز الحس الوطني ونشر قيم التسامح، وقد خصص لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حوافز مالية وتشجيعية للمشاركين من المدارس والطلاب والمشرفين والأسر، حيث يكرم التحدي أفضل مدرسة وأفضل مشرف ضمن فئات المسابقة، بلغت قيمتها ما يقارب 11 مليون درهم إماراتي، توزع بعد انتهاء التصفيات وإعلان الفائزين. ويمنح الطالب الفائز 150 ألف دولار، تخصص 100 ألف منها منحة لدراسته الجامعية، وترصد جائزة قدرها مليون درهم لأكثر المدارس مشاركة، وتقدر قيمة المكافآت للمشرفين المتميزين على مستوى الوطن العربي 300 ألف دولار، بينما الحوافز التشجيعية تتجاوز قيمتها مليون دولار للمدارس المشاركة ومكافآت للطلاب. رهان إن رهان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على الطالب العربي لم يخب، حيث بلغ عدد المشاركين في التحدي منذ انطلاقته وعلى مدار ستة مواسم 79 مليون مشارك من العالم العربي ومن أبناء الجاليات العربية حول العالم ومن يتحدث العربية من غير الناطقين بها، وقد جسدت هذه المشاركة الواسعة رؤى وإيمان سموه بالطالب العربي والطلاب في كافة أنحاء العالم. وبأبناء هذا الجيل، كيف لا، وقد قال سموه مع انطلاق التحدي: «تحدي الخمسين مليون كتاب هو خطوة أولى ستتبعها خطوات.. ومبادرة ستلحقها مبادرات والهدف صنع جيل جديد وأمل جديد وواقع أفضل للجميع بإذن الله، ونحن اليوم نضع هذا التحدي أمام الميدان التعليمي العربي وأمام الآباء والأمهات العرب وأمام الأطفال والشباب العرب وكلنا ثقة وإيمان بقدرتهم على تحقيق الهدف». مشاهد وفي مشهدين عالقين بالأذهان كانت نجمتهما مريم أمجون من المملكة المغربية التي فازت في تحدي القراءة في نسخته الثالثة، حيث أبهرت لجنة التحكيم بإجاباتها، وكانت تبلغ من العمر تسع سنوات، وبفرح بالغ بكت لحظة تتويجها، فمسح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دموعها في موقف أبوي حاضر في الأذهان، لتعود أمجون في النسخة السادسة من التحدي (2022) فتتحدث عن إنجازاتها بعد تتوجيها في الدورة الثالثة للتحدي، ولتقرأ من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم : «قصتي»، وتسرد ما كتبه سموه عن سيرة والدته الشيخة لطيفة بنت حمدان، طيب الله ثراها، في موقف أثر بكل من حضر وشاهد حفل تتويج بطل التحدي في دورته السادسة والذي كان بطلته الطفلة السورية شام البكور، ابنة السبع سنوات التي أبهرت كل من شاهدها لطلاقة لسانها وفصاحتها، وقصتها المؤثرة التي عرضت خلال الحفل النهائي ونجاتها من حادث فقدت فيه والدها وكاد يودي بحياتها. وتجاوز التحدي حدود القراءة والمعرفة ليحمل جوانب ذات طابع إنساني، ومشاركة الصغار في تحدي القراءة ليس إلا تأكيداً على أهمية ترسيخ هذا الغرس القرائي والثقافي منذ الطفولة، حيث يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، رعاه الله، «القراءة هي مفتاح المعرفة.. والمعرفة هي مفتاح النهضة الحضارية، وتعزيز الانفتاح المعرفي والثقافي يبدأ من الطفولة، وغرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا». رافعة نهضة المجتمعات وتمثل مشروعات ومبادرات مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، رافعة أساسية لتميكن وتقوية أساسات نهضة المجتمعات وثراء معارفها، إذ إنها تهدف إلى تعزيز إمكانات الأجيال المستقبلية وتمكينها من ابتكار حلول مستدامة؛ لتيسير عملية المعرفة والبحث في العالم العربي. وتوفر نشاطات وفعاليات المؤسسة التأسيس لمجتمعات قائمة على المعرفة، من خلال تمويل المشروعات البحثية والأنشطة والمبادرات، وذلك خاصة وأنها تحفز وتدعم الابتكار، وتعنى بالتعليم وريادة الأعمال والبحث والتطوير. ومن بين مبادرات وبرامج المؤسسة : جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، «بالعربي»، استراحة المعرفة. وتمثل قمة المعرفة، ملتقى معرفياً وفكرياً عالمياً ثرياً، يحفز الابتكار والإبداع ويكرم العلماء والمبدعون. صرح ثقافي وفي صرح ثقافي يطل على ضفاف خور دبي في منطقة الجداف، تطل مكتبة محمد بن راشد في تصميم فريد يشبه بشكل الكتاب بُني على مساحة 54 ألف متر مربع، يلبي من خلال مرافقه متطلبات الجمهور، حيث يوجد مخزن الكتب الآلي، ومختبر التحويل الرقمي، ومكتبات متخصصة، وهي المكتبة العامة ومكتبة الدوريات ومكتبة الأطفال، وركن لقراءة القصص وكتب الأطفال، ومركز المعلومات، إضافة إلى مكتبة الأطالس والخرائط ومكتبة الإعلام والفنون، والمنشورات السمعية والبصرية، ومكتبة الشباب وغرف الدراسة، ومكتبة المجموعات الخاصة. ويضم مسرحاً يسع 550 شخصاً معزز بتقنيات سمعية وبصرية حديثة، ويبلغ عدد طوابق المكتبة 7 طوابق. ويشكل المخزن الآلي فكرة نموذجية حديثة تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتعمل على الذكاء الاصطناعي، حيث يوفر المخزن الكتاب للقارئ بعد إرسال طلب باسم عنوان الكتاب، ويبحث عنه الروبوت من بين عناوين الكتب في المكتبة التي يتجاوز عددها مليون عنوان، وبعد الوصول إليه يتم جلب الكتاب إلى المكتبة من خلال الروبوت ينتقل عبر مسار إلكتروني يسمى «سير» ليصل إلى القارئ؛ ويوثق «مختبر رقمنة الكتب» ويؤرشف الكتب النادرة إلكترونياً وهو الأضخم الذي يحافظ على هذه الكتب النادرة، وهنالك العديد من الفعاليات والأنشطة المهمة التي تحتضنها المكتبة احتفاءً بالأدباء والمثقفين والكتاب والمفكرين. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :