يعاني طلاب وطالبات القطاع الجبلي بمنطقة جازان من انقطاع النقل المدرسي لفترات طويلة وانعدامه في بعض الهجر والقرى مما دفع بالبعض للتسرب وترك مقاعد الدراسة أو الذهاب للمدارس سيراً على الأقدام أو بواسطة سيارات النقل الخاصة البدائية والتي تشكل خطراً على حياتهم كونها تفتقر لأدني مقومات الأمن والسلامة. وأظهر الكثير من أولياء الأمور استياءهم من استمرار معاناتهم حتى بعد إسناد نقل الطالبات لشركات النقل المدرسي، حيث إن هناك مدارس بأكملها لم يتوفر لها نقل مدرسي، وهناك من انقطع من متعهدي النقل عن نقل طالباتهم بسبب عدم دفع مستحقاتهم المالية من قبل الشركة المتعهدة بذلك. وقال محمد مجري الريثي "ولي أمر طالبات بمحافظة الريث": "نسمع فقط بوجود نقل مدرسي يتبع لإدارة تعليم صبيا ولم نشاهده أبداً فنحن ننقل بناتنا على حسابنا الخاص ونودعهم مع سائقي سيارات خربة ومكشوفة كونه الحل الوحيد بالنسبة لنا ليتمكنوا من إكمال دراستهم بينما لا يستطيع البعض دفع أجرة السائق ويضطر لسحب بناته وإيقافهم عن الدراسة"، مضيفاً أن "البعض ممن لا يملكون المال يعمدوا إلى بيع بعض الماشية حتى يتمكنوا من دفع أجرة السائق".ومن محافظة الداير بني مالك، أكد أحمد يحيى الخالدي "ولي أمر" أن نقل الطلاب من الأمور المهمة التي تسهل التعليم وتساعد الطلبة على الحضور والانتظام، مشيراً إلى أن تأخر الشركة المتكفلة بالنقل في صرف مستحقات المتعهدين قد دفعهم إلى التوقف عن النقل والبحث عن عمل آخر مما حرم الكثير من الطلاب والطالبات من فرصة التعليم، ومطالباً بتدخل عاجل من قبل المسؤولين لحل مشكلة أبنائهم. بدوره، أفاد فرحان جبار الفيفي "متعهد نقل مدرسي" أن وضع المتعهدين مع مؤسسة النقل سيئ جداً فلم تصرف لهم المؤسسة من مستحقاتهم المالية سوى شهر ذي القعدة بالرغم من الاتفاقية التي تمت بينهم بداية العام الدراسي، ويزداد الأمر سوءاً عندما تكون تلك المستحقات هي الدخل الوحيد للمتعهد. وشدد الفيفي على أن الضحية في ذلك كله الطلبة فبعض المتعهدين توقفوا عن النقل تماماً كردة فعل طبيعية لسلبهم حقوقهم المالية وأصبح الطلاب يذهبون للمدرسة سيراً على الأقدام أو تشاهدهم في الصباح الباكر ينتظرون لساعات على الشارع العام في منظر مأساوي يثير الشفقة، كما أن تذمر مديرات المدارس من غياب الطالبات المبالغ فيه مستمر والسبب يعود لتوقف المتعهد وعدم قدرة أولياء الأمور على توفير سيارة نقل آمنة ودفع الأجرة. من جهته، أوضح علي خواجي المتحدث الرسمي لإدارة "تعليم صبيا" أنه خلال اجتماع د. عسيري الأحوس مدير تعليم محافظة صبيا مع شركة تطوير للنقل التعليمي والشركات الأخرى في إدارة "تعليم صبيا" أكد ضرورة تسليم متعهدي الإسناد وخصوصاً في المناطق الجبلية التي لا يمكن للحافلات الوصول إليها صرف جزء من مستحقاتهم تفادياً لتوقف النقل المدرسي في تلك القطاعات. وأضاف أن كل من شركة "سمامة" وشركة "ناقل" استجابتا وتم صرف مرتب شهر يوم الأحد مع بداية الفصل الدراسي الثاني لمتعهدي شركة "ناقل" على أن يتم صرف شهر لمتعهدي شركة "سمامة" خلال هذا الأسبوع كحد أقصى في حين لم تستجب مؤسسة "أعمال الشاطئ" إلى تاريخه وهي الشركة المسؤولة عن نقل طلاب وطالبات محافظة فيفاء وبعض المحافظات الأخرى. وأكد خواجي أنه سيتم رفع تقرير للوزارة بذلك فالإدارة تحرص على أن يتلقى كل طالب وطالبة حقه من التعليم والنقل المدرسي الآمن، حيث أصبحت المعاناة أكبر ومشاكل النقل أكثر منذ انتقال تشغيل النقل المدرسي من الإدارة إلى شركة تطوير النقل التعليمي.
مشاركة :