طريق العنابي إلى روسيا محفوف بالمخاطر

  • 4/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - بلال قناوي: كيف يتأهل العنابي إلى مونديال روسيا 2018؟. سؤال كان هو الشغل الشاغل للشارع الكروي القطري منذ أول أمس ومنذ أن حددت قرعة الدور الحاسم للتصفيات المونديالية مصير العنابي ومصير باقي المنتخبات التي تم توزيعها على مجموعتين، وجاء العنابي في المجموعة الأولى بجانب إيران وكوريا الجنوبية وأوزبكستان والصين وسوريا. الكل يدرك أن المهمة صعبة وثقيلة وتحتاج إلى جهود غير عادية وإلى توفيق من الله سبحانه وتعالي في مباريات منتخبنا كي يحقق حلم الوصول للمرة الأولى في تاريخه إلى المونديال، والذي بات هدفاً إستراتيجياً، خاصة أن بلدنا قطر سوف تستضيف المونديال التالي لروسيا في الدوحة 2022. ما هو المطلوب من أجل اجتياز هذه المجموعة الصعبة والمنتخبات القوية خاصة الإيراني المصنف الآسيوي الأول وكوريا الجنوبية المصنف الثالث إلى جانب باقي المنتخبات التي لا تقل قوة وهي أوزبكستان والصين وسوريا. ما هي الأخطاء التي وقع فيها منتخبنا ويجب تلافيها في هذه التصفيات حتي نحقق حلم الجماهير القطرية. لو تحدثنا عن النواحي الفنية فإن الحظوظ ستكون صعبة للغاية بسبب فارق المستوى الفني بين العنابي وبين منتخبي إيران وكوريا الجنوبية اللذين رشحهما كارينيو مدرب العنابي للمنافسة على بطاقتي التأهل مباشرة إلى المونديال الروسي. ناهيك أيضاً عن الصعوبات مع منتخبات أوزبكستان والصين وسوريا التي قد تكون كفة العنابي من الناحية الفنية متساوية معها وقد يتفوق على بعضها في بعض الأحيان. ما السبيل إذن وما هي الطريقة التي يجب على العنابي وجهازه الفني أن يسلكها كي يصل إلى الحلم الكبير. نعتقد أن النظر إلى التصفيات المونديالية بنظرة حسابية ورقمية يمكن أن يقودنا إلى تحقيق الحلم وإلى الوصول لكأس العالم للمرة الأولى والنظرة الحسابية والرقمية تعني من وجهة نظرنا أن العنابي عليه أن يخطط للوصول إلى رقم معين من النقاط يستطيع به الحصول على إحدى البطاقتين الأولى أو الثانية وإن كانت الثانية تبدو أكثر واقعية وإن كانت صعبة للغاية وبشكل ربما لا يتوقعه أحد. العنابي ومدربه كارينيو يجب أن يعرفا ماذا يريدان من كل مباراة، سواء التي كانت على ملعبه، أو خارج ملعبه، ولو عرف العنابي وكارينيو ماذا يريدان ربما نجح في التأهل مباشرة حسابياً هناك 15 نقطة من المفترض أنها مضمونة بحكم إقامة مبارياتها على ملعبنا، حيث سيخوض العنابي 10 مباريات طوال مشوار التصفيات، 5 منها على ملعبه، ومثلها خارج ملعبه والحصول على النقاط الـ 15 يبدو منطقياً كونك تلعب على أرضك وبين جماهيرك وهو سلاح يجب أن نستغله جيداً وبشتى الطرق. من المنطق أن يسعى العنابي إلى الفوز على ملعبه وبين جمهوره مهما كان المنافس ومهما كانت قوته ، وحظوظ العنابي كبيرة في الفوز على أوزبكستان والصين وسوريا بالدوحة، وتبق مباراتا إيران وكوريا الجنوبية هما العائق الذي يجب أن يجتازه العنابي على ملعبه وبين جمهوره. لو حقق العنابي الفوز في مبارياته الخمس بالدوحة وحصل على 15 نقطة فإنه بذلك سيكون قد قطع نصف الطريق إلى روسيا، وتبقى المباريات الخمس خارج ملعبه هي المعضلة الكبرى أمام العنابي، خاصة في إيران وكوريا الجنوبية حيث الفوز هناك يبدو صعباً للغاية وليس مستحيلاً، على عكس مباريات أوزبكستان والصين وسوريا والتي تبدو فيها الفرصة متاحة لتحقيق الفوز في إحدى هذه المباريات الثلاث. حسابات خاصة هذه المباريات الخمس هي التي تحتاج إلى عملية حسابية دقيقة من كارينيو، وتحتاج إلى معرفة ماذا يريد، بمعنى أنه لو فكر في الحصول على نقطة من إيران وكوريا الجنوبية، ولو أنه نجح في تحقيق الفوز على إحداهما بالدوحة فمعنى ذلك أنه حرم أحد المرشحين الأساسيين من 4 نقاط سوف تضاف إلى رصيده والذي سيصبح 19 نقطة لو وضعنا في الاعتبار أنه سيحقق الفوز على ملعبه وبين جماهيره في المباريات الخمس. ولو أن العنابي عرف ماذا يريد من مباريات أوزبكستان والصين وسوريا، ووضع لكل مباراة حساباتها الخاصة، ولو أنه نجح في الفوز في إحدى هذه المباريات والتعادل في مباراتين فسوف يحصل على 5 نقاط وبالتالي يصبح رصيده 24 نقطة، ولو أن العنابي وصل إلى هذا العدد من النقاط فمن المؤكد بإذن الله أنه سينجح في الوصول إلى المونديال. العملية الحسابية تبدو صعبة وشبه مستحيلة، لكنها الطريق الصحيح والوحيد أمام كارينيو الذي يجب أن يكون عقلانياً وأن يعمل على حصد أكبر عدد من النقاط خارج ملعبه بالإضافة إلى نقاط مبارياته الخمس بملعبنا. لا يجب أن نغامر بالهجوم أمام إيران وأمام كوريا الجنوبية في ملعبيهما، لكن يمكن تحقيق المفاجأة بطريقة عقلانية وبأسلوب تكتيكي جيد. حسابات الملحق ربما لا يحقق العنابي ما يريده من النقاط التي تؤهله مباشرة إلى مونديال روسيا، لكن من المرجح أن يواصل المشوار من خلال الملحق القاري ومن خلال الحصول على المركز الثالث، وهذه أيضاً حسابات أخرى يجب أن يضعها كارينيو في اعتباره، فإن كان من الصعب الحصول على إحدى البطاقتين المؤهلتين مباشرة ، فليس من المستحيل أن يحصل على المركز الثالث ويخوض الملحق القاري مع ثالث المجموعة الثانية والذي من المتوقع أن يكون طرفه عربياً، وبالتالي تكون الفرصة قائمة في الوصول إلى المونديال الروسي. الحسابات طويلة وكثيرة وبعضها معقد، لكن وضع هذه الحسابات موضع الاهتمام سيسهم في وضع الاستراتيجية الخاصة لمنتخبنا في كل مباراة ووضع التكتيك والخطة المناسبة لها.

مشاركة :