مشردو نيويورك يفضلون الشوارع على الملاجئ

  • 1/23/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تمضية الليلة في الشارع في نيويورك خلال فصل الشتاء تجربة صعبة لكن العديد من المشردين غير واهمين إزاء الجهود المبذولة لتسوية هذه المشكلة ويرفض بعضهم حتى الإقامة في مراكز استقبال ويقارنونها ب"السجون". يقدر عدد المشردين بين ثلاثة إلى أربعة آلاف يفترشون الارض في الحدائق العامة ومحطات المترو والقطارات او قرب باب في مدينة تضم اكبر عدد من اصحاب المليارات في العالم بحسب مجلة "فوربس". وأصبحت هذه المسألة محرجة سياسياً بالنسبة الى رئيس بلدية المدينة الديموقراطي بيل دي بلازيو. والاثنين أعلن مكتبه انه سيستثمر ثمانية ملايين دولار لفتح ثلاثة مراكز استقبال جديدة يمكن للمشردين استخدامها للاغتسال والأكل وتلقي العلاج والتدفئة. ومطلع يناير طلب حاكم الولاية اندرو كوومو الذي يقيم علاقات متوترة مع رئيس البلدية، ان يلجأ المشردون الى مراكز الاستقبال عندما تتدنى درجات الحرارة تحت الصفر. والاسبوع الماضي نجحت رئاسة البلدية في توجيه 97 شخصاً الى مراكز الاستقبال في ليلة شديدة البرد. وقال ايدي (61 عاماً) وهو يتكئ إلى عصا "هناك الكثير من الاشخاص لا يحبون الملاجئ". وأضاف "عندما تصلون الى الملجأ يعاملونكم وكأنكم في سجن. سيبدأون بتفتيشكم جسديا". والشهر الماضي دان مراقب نيويورك المالي سكوت سترينغر "الشروط المريعة" في البنى التحتية التي تستقبل أسر المشردين مشيراً الى وجود فئران. واضافة الى الاشخاص الثلاثة الى اربعة آلاف الذين يعيشون في الشوارع تعد نيويورك 60 الف مشرد تستضيفهم المدينة بينهم اكثر من 23 ألف طفل ضمن اسر. وهذا رقم قياسي منذ الثلاثينات وفقا لبعض الخبراء مع سبعة الاف شخص اضافي خلال عامين. وقال ايدي "بدلاً من بناء فنادق لاستقبال السياح يجب ان تستقبل هذه الابنية المهجورة المشردين" مشيرا الى مبانٍ قديمة. ويقول مشردون انهم يكرهون الملاجئ لانها قذرة ويسودها العنف. ولم يتمكن تروي العسكري السابق والجد البالغ ال48 من العمر من النوم في هذه الملاجئ منذ اكثر من عام. ويجلس على صندوق بلاستيكي فوق شبكة تهوية تمنحه القليل من الحرارة. ويقول بان الملاجئ "اشبه بالسجون". ويضيف "هناك الكثير من المواقع كهذا المكان" وهو يحاول تدفئة يديه فوق شبكة التهوية. وتابع "أذهب الى الملجأ لألتقي صديقي عندما اتمكن من الاستحمام. او اذهب الى المركز الاجتماعي وأستحم". ويقول داشون براون (38 عاما) معلقا على اسوأ تجربة له في مركز استقبال "تشاجرت مع شخص وتجمعوا ضدي وتعرضت للضرب". ويحتمي من البرد في محطة بن ستايشن. وبراون طويل القامة واسنانه غير سليمة وكان يشوي شرائح من اللحم عندما كان مراهقاً ولم يعد يعمل مذ ذاك. وأعلنت رئاسة بلدية نيويورك عن سلسلة تدابير في الاشهر الاخيرة بعد ان أعرب رئيس البلدية عن تصميمه على "عكس ظاهرة" المشردين. واكدت رئاسة البلدية انها ساعدت 22 الف شخص على مغادرة الملاجئ ووسعت الخدمات المتوفرة لمساعدة 91 الف نيويوركي اضافي. لكن رئيس البلدية يؤكد ان المشكلة تعود الى 30 او 40 عاماً وان المعركة لن تكون سهلة.

مشاركة :