فضحت 300 لوحة قدمتها المجلة الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» في عدد خاص أمس الأول، الوجه القبيح لنظام الملالي، بعدما سخرت من شخصية المرشد علي خامنئي، بوصفه صانع القرار الأول في بلد يشهد موجة قمع وإعدامات غير مسبوقة.وأتت الرسوم في سياق مسابقة أعلنت عنها المجلة دعما للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر الماضي، في أعقاب مقتل الشابة مهسا أميني على إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق القمعية.ونشرت المجلة 30 رسمة فقط من الحصيلة النهائية التي اختارتها ضمن أكثر من 300 رسمة، تلقتها من قراء في إطار مسابقة أطلقتها في ديسمبر تحت عنوان «مسابقة دولية لإعداد رسوم كاريكاتيرية لخامنئي بهدف دعم الإيرانيين الذين يناضلون من أجل حريتهم».وأظهرت الرسومات خامنئي في أوضاع مختلفة، منها ما يظهره حاملا لأسلحة فتاكة، وأخرى يبدو فيها يتعرض للضرب واللكمات من محتجين، لكن أكثر فكرة اشتغل عليها الرسامون هي تعرض خامنئي للشنق بشعر النساء المحتجات.تهديد طهرانوفي لهجة مليئة بالتهديد، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من أن الخطوة «الهجومية والمشينة» ستلقى ردا صارما من طهران. وكتب عبر تويتر قائلا إن «العمل المهين وغير اللائق الذي بادرت إليه مجلة فرنسية ضد المرجعية السياسية والدينية لن يمر دون رد حاسم وفعال»، وأضاف «لن نسمح للحكومة الفرنسية بتجاوز حدودها، لقد اختاروا طريقا خاطئا بالتأكيد».وقال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، للمبعوث الفرنسي أمس، بحسب التلفزيون الحكومي «ايران لا تقبل إهانة مقدساتها وقيمها والوطنية بأي شكل من الأشكال»، ووصفت وزارة الخارجية في طهران نشر الكاريكاتير بأنه «مسيء وغير ملائم».وفي مواجهة أسوأ أزمة شرعية منذ عام 1979، اتهم زعماء الملالي خصوم بلادهم الأجانب بتدبير الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للحكومة لزعزعة استقرار البلاد.السخرية تتواصلولم تكن هذه المرة الوحيدة التي يسخر فيها العالم من المرشد علي خامنئي ونظام الملالي القمعي، فقد أثار رسم كاريكاتوري ساخر للمرشد الإيراني علي خامنئي نشرته صحيفة لبنانية، غضبا من قبل في الأوساط اللبنانية والإيرانية، وقيل إنه حمل «تهكما وسخرية» من نظام الملالي وأتباعه أمام التحديات الأمريكية، ما دفع الصحيفة لحذفه وتقديم الاعتذار تحت الضغط.ونشرت صحيفة «الجمهورية» اللبنانية الكاريكاتير، وحمل عنوان «إيران لأمريكا: أي اعتداء علينا سنهشم أسنانكم»، حيث جسد الرسم ضعف النظام الإيراني، ممثلا بمرشده «خامنئي» وعدم قدرته على مواجهة التهديدات الأمريكية، وخاصة بعد فشل المفاوضات النووية في العاصمة فيينا.وعقب ذلك أطلق مناصرو نظام الملالي الإيراني حملة غضب واسعة على موقع التواصل الاجتماعي ضد الصحيفة واحتجاجا على السخرية من «رمزهم»، بالإضافة لنشر صور تستنكر ما اعتبروه «التطاول على الإمام».إضرابات السجونوبالتواكب.. مع سخرية الخارج، يستمر القمع في الداخل، وتواصل 15 سجينة سياسية إيرانية الإضراب عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، فيما أعلن محمد مهدي كرمي، المتظاهر الإيراني المحكوم عليه بالإعدام، عن دخوله في إضراب عن الطعام احتجاجا على تأييد حكم إعدامه.ومع زيادة الضغوط على المحتجين السجناء في إيران، بدأت موجة إضرابات عن الطعام واسعة في السجون، ووردت تقارير تفيد بتعرض صحة السجناء للخطر. وفق ما أفادت «إيران إنترناشيونال». ودخل إضراب كل من السجينات السياسيات في إيران، آرميتا عباسي، وإلهام مدرسي، وحميدة زارعي، وفاطمة حربي، وجاسمين حاج ميرزا أحمدي، وسجينات أخريات، عن الطعام يومه الرابع، كما أعلنت والدة أرميتا عباسي، أن ابنتها أضربت عن الطعام احتجاجا على عدم معالجة قضيتها.لم أجدكمونشرت والدة السجينة رسالة نصية على «إنستقرام»، موجهة إلى رئيس قضاء محافظة البرز، والمدعي العام بمحكمة كرج الثورية، ومحقق الفرع 13، وقاضي الفرع الأول بمركز البرز بمحكمة الثورة كتبت فيها «جئت، فلم أجدكم، سألت، لم أحصل على إجابة واضحة، عينت محاميا، لكنكم لم تقبلوا».وأعلنت 14 سجينة في سجن «كجوئي» إضرابهن عن الطعام دعما لأرميتا عباسي، ولأسباب منها أوضاع السجن وطول فترة الحبس، وعدم قبول محام، وعدم تحديد كفالة.وكانت إحدى هؤلاء السجينات إلهام مدرسي (32 عاما) من أهالي «سنندج»، وتقيم في مدينة كرج، شمالي إيران، وبحسب وكالة أنباء «هرانا»، فقد تعرضت هذه السجينة للضرب من قبل مسؤولي السجن بعد إعلانها الإضراب عن الطعام، وحرمت من إجراء اتصال هاتفي مع أسرتها. وتم اعتقال إلهام 2 نوفمبر الماضي في منزلها، ونقلت إلى سجن «كجوئي»، وبحسب التقارير، فقد تعرضت خلال استجوابها للتعذيب الجسدي والنفسي.سجينات مضرباتوأفادت التقارير بأن فاطمة حربي (38 عاما) هي سجينة أخرى من هؤلاء السجينات أضربت عن الطعام قبل 3 أيام، وتم اعتقالها في 12 أكتوبر الماضي في منطقة «كوهردشت» بكرج، وتم الحكم عليها بالسجن 5 سنوات والنفي عامين، وهي أم لطفل يبلغ 8 سنوات من العمر، أما جاسمين حاج ميرزا أحمدي، فهي طالبة في جامعة «سورة»، أضربت عن الطعام في سجن «كجوئي» أيضا.واعتقلت القوات الأمنية جاسمين في 3 نوفمبر الماضي خلال الاحتجاجات التي اندلعت في مراسيم أربعينية حديث نجفي في كرج، وحكمت محكمة في إيران على هذه الشابة التي تبلغ من العمر 25 عاما، بالسجن التعزيزي 5 سنوات.وحميدة زارعي (37 عاما) فهي الأخرى من بين المضربات عن الطعام، وهي طالبة في مرحلة الماجستير بفرع الإدارة المالية بجامعة العلوم والأبحاث في إيران، تم اعتقالها أيضا خلال مراسيم تأبين حديث نجفي.غضب إيرانيوأثارت المجلة الفرنسية الساخرة غضب النظام الإيراني، بعد ساعات من نشر الصور الكاريكتيرية، التي لم تتوقف عند السخرية من المرشد الأعلى علي خامنئي، بل سخرت أيضا من عدد من القادة الإيرانيين.وقالت شارلي إيبدو على موقعها الرسمي أمس، إن الرسوم المنشورة، هي نتاج لمسابقة أطلقت في 8 ديسمبر الماضي، وشارك فيها عشرات الرسامين، بأكثر من 300 رسم ساخر، وأكدت أنها أرادت دعم نضال الإيرانيين الذين يتظاهرون منذ سبتمبر الماضي من أجل حريتهم، بالسخرية من قادة الجمهورية الإيرانية.ونشرت المجلة مجموعة كبيرة من الرسوم الكاريكاتورية الساخرة الفائزة بالمسابقة، مما أثار انزعاج نظام ظهران، حيث وصفت الرسوم بأنها تسيء إلى مرشد البلاد الذي يعد أبرز شخصية سياسية ودينية في نظام الملالي.تطورات إيرانية: أكدت لجنة متابعة المعتقلين في إيران مقتل 16 محتجا تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز أعلنت الخارجية الإيرانية إغلاق جمعية الدراسات الإيرانية الفرنسية ردا على نشر كاريكاتور يسخر من المرشد العام أفرجت السلطات الإيرانية بكفالة عن الممثلة ترانه عليدوستي، بعد سجنها شهرا بداعي تضامنها مع المحتجين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حكومته ستشن «حملة بلا هوادة» لمحاربة نية إيران تطوير ترسانة نوويةالمرشد يحمل أسلحة فتاكة ويواجه الضرب واللكم من آلاف الغاضبين.أحد الرسامين صور خامنئي وهو يتعرض للشنق بشعر النساء المحتجات.
مشاركة :