عندما تسير بميدان العتبة الخضراء، سوف يلفت انتباهك المحلات المختلفة لبيع الملابس والأجهزة الكهربائية من ثلاجة لتلفاز وأباجورة وغيرها، ومفروشات، لكن المبانى القديمة التى تشاهدها في أحد الشوارع بالميدان، سوف تجعلك تشعر وكأنك بداخل أحد مشاهد الأفلام الأبيض والأسود، لتدخل أول الشارع وتجد لافتة مدون عليها “شارع محمد على”. وعند قراءة الاسم، سوف تتذكر الأعمال الدرامية التى تحدثت عن الشارع وسكانه، ولعل أشهرها فيلم “شارع الحب” بطولة العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ وصباح، ومسرحية “شارع محمد على” بطولة فريد شوقى وشريهان، حيث تحدثت الأعمال الدرامية عن فرق الموسيقى التى كانت تسكن بهذا الشارع والراقصات، الذين يقصدهم كل من يجهز لمناسبة مثل حفلات الزفاف والخطوبة والسبوع وغيرها. وعرف الشارع أيضاً بصناعة الآلات الموسيقية من أول المزمار حتى العود، وعرفت المقاهى هناك بأنها ملتقى المطربين ومتعهدين الأفراح، لذلك خرج من هذا الشارع العديد من المطربين والموسيقين الذين ذاع صيتهم بين الدول العربية. ومع تطور العصر، اختفت تدريجياً الفرق الموسيقية والعوالم من الشارع، وأصبحت هناك بعض الفرق مثل الفرقة التى ترتدى ملابس فرقة حسب الله الكلاسيكية، كما شاهدناها على شاشات التليفزيون، لإحياء الأفراح وحفلات إفتتاح المحلات التجارية، وأصبحت محلات وورش الآلات الموسيقية تعد على الأصابع، حيث أصر أصحابها أن يسيروا على نهج آبائهم، وانتشرت محلات التنجيد والموبيليات، وبعض المقاهى القديمة التي مازالت تعمل حتى الآن. ويعتبر شارع القلعة أو شارع محمد على من أهم شوارع حي الدرب الأحمر، ويبدأ من ميدان العتبة الخضراء وينتهي عند جامع ومدرسة السلطان حسن. ويعود تسمية شارع “محمد علي” بهذا الاسم، نسبة إلى محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، حيث أشار البعض إلى إنه بدأ التفكير في إنشاء الشارع فى عهد محمد علي باشا عام 1846م، ليكون على غرار شارع “ريفولي” في باريس، ولتحقيق ذلك، انتدب الخديوي إسماعيل المصمم الفرنسي “هاوسمان”، الذي خطط مدينة باريس ليخطط القاهرة الخديوية. ويحتوى شارع محمد على على أهم المعالم مثل المتحف الإسلامي ومسجد الأمير “قيسون”، ودار الكتب التي أقامها الخديوي إسماعيل وحمام بشتك وسوق السلاح والمناصرة، الذى يحتوى على محلات الموبيليات التى يقصدها كل شخص يرغب فى تجديد منزله أو تجهيز شقة العروس.
مشاركة :