فشل الجمهوري كيفن مكارثي الجمعة مجدّدًا في جمع الأصوات اللازمة لضمان انتخابه رئيسًا لمجلس النوّاب الأمريكي، ما أثار على الفور توتّرات قويّة داخل القاعة. ومباشرةً بعد فشله في جلسة الانتخاب الـ14، وجّه مكارثي، النائب عن كاليفورنيا، أصابع الاتّهام إلى مجموعة من النوّاب الجمهوريّين المؤيّدين للرئيس السابق دونالد ترامب والذين يُعرقلون انتخابه. والكابيتول الذي اجتاحه أنصار لترامب قبل عامين، تسوده فوضى من نوع آخر ويسعى إلى الخروج من الشلل الذي يغرق فيه جرّاء الانقسامات في صفوف الجمهوريّين. وللمرّة الأولى الجمعة، بدا أنّ مكارثي، الأوفر حظًا للفوز بالمنصب خلفًا لنانسي بيلوسي، قد حقّق تقدّمًا في ترشّحه، في يوم رابع من نقاشاتٍ غير مسبوقة. ولم يتبقَّ سوى عدد قليل من النوّاب الجمهوريّين المعارضين لترشّح النائب عن كاليفورنيا الذي كان يأمل في إقناعهم بدعمه بحلول الساعة 22,00 (03,00 ت غ السبت) عندما استؤنِفَت النقاشات في المجلس. سنفاجئكم وفي وقتٍ سابق، قال مكارثي للصحافيّين لدى دخوله الكابيتول الجمعة "سنُحرز تقدّمًا. سنفاجئكم". تمكّن النائب عن كاليفورنيا البالغ 57 عامًا من الحصول على أصوات 14 نائبًا من مؤيّدي ترامب في جولة الاقتراع الـ12 الجمعة، بعد أن قدّم لهم تنازلات كبيرة، في تطوّر أمل أنصاره في أن يؤدّي إلى إقناع مزيدٍ منهم في تغيير رأيهم، إلّا أنّ ذلك لم يحصل في نهاية المطاف الجمعة. ويتطلّب انتخاب رئيس لمجلس النواب، ثالث أهمّ منصب في النظام السياسي الأمريكي بعد الرئيس ونائبه، غالبيّة 218 صوتًا، لم يستطع مكارثي تأمينها حتّى الآن. ويستغلّ النوّاب المؤيّدون لترامب، الأكثريّة الضئيلة التي حقّقها الحزب الجمهوري في انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر، لفرض شروطهم. ولهذا الوضع المأزوم في رئاسة مجلس النواب تداعيات ملموسة جدًا فهو يشلّ المؤسّسة برمّتها، إذ إنه من دون رئيسٍ لمجلسهم لا يمكن للنوّاب أن يؤدّوا اليمين وبالتالي أن يقرّوا أيّ مشروع قانون. وسيُواصل النواب البالغ عددهم 434 التصويت حتّى انتخاب رئيس لمجلس النوّاب. وهذا يمكن أن يستغرق ساعاتٍ أو أسابيع: ففي العام 1856 لم يتّفق أعضاء الكونغرس على رئيس إلّا بعد شهرين و133 جولة اقتراع. استياء وليس لدى النائب عن كاليفورنيا منافس حقيقي، ويجري فقط تداول اسم رئيس كتلة الجمهوريّين ستيف سكاليس بوصفه بديلًا محتملًا، إلا أنّ فرصه لا تبدو كبيرة. وبات الاستياء ونفاد الصبر يظهران في صفوف النوّاب الجمهوريّين الذين يدعمون ترشيح مكارثي، ما يولّد نقاشات نشطة جدًا في المجلس. ويجد الجمهوريّون أنفسهم حاليًا عاجزين عن بدء تحقيقاتٍ كثيرة سبق أن وعدوا بفتحها في حقّ جو بايدن. ويُراقب الديموقراطيّون الوضع بشيء من المتعة، فيضحكون بسخرية تارةً ويُصفّقون لزملائهم الجمهوريّين طورًا. ويتكتّل الحزب الديموقراطي خلف ترشيح حكيم جيفريز لكنّ النائب لا يتمتّع بدعم عدد كاف من الأصوات لكي ينتخب رئيسًا لمجلس النوّاب. وقال جيفريز في مؤتمر صحافي الخميس "لديّ أمل اليوم في أن يوقف الجمهوريّون المشاحنات والنميمة والطعنات في الظهر، كي نتمكّن من العمل في خدمة الشعب الأمريكي". وجاء اليوم الرابع للاقتراع بينما أحيا الديموقراطيّون الذكرى الثانية لأحداث الكابيتول وربطوا بينها وبين الانقسامات بين الجمهوريّين في مجلس النوّاب. وقال زعيم الغالبيّة في مجلس الشيوخ تشاك شومر إنّ تلك الذكرى ينبغي أن تكون بمثابة "صرخة يقظة" للجمهوريّين لرفض التطرّف. لكنّه أضاف أنّ "الهرج والمرج اللذين تسبّب بهما النوّاب الجمهوريّون هذا الأسبوع، ليسا سوى مثال آخر على دفع الجناح المتطرّف لحزبهم بقيادة الرافضين لنتائج الانتخابات، نحو مزيدٍ من الفوضى". وكان الزعيم الديموقراطي يتحدّث بينما كان بايدن يستعدّ لتكريم عناصر من الشرطة دافعوا عن الكابيتول. وقال رئيس اللجنة الوطنيّة للحزب الديموقراطي جيمي هاريسون إنّ الجمهوريّين الذين يُواصلون تضخيم الاتّهامات التي أطلقها ترامب من دون أن يُثبت أنّ انتخابات 2020 مسروقة، لا يزالون يُمثّلون "في الحاضر وبشكلٍ مستمرّ" خطرًا على الديموقراطيّة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :