كشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أن الخطوة الأولى لتحقيق المصالحة بين "الإسلام والمسيحية" قد نجحت إثر لقائه بابا الفاتيكان البابا فرانسيس الذي أبدى تفهما كاملا وتقديرا كبيرا لهذه المبادرة التاريخية. وقال أوغلي في تصريح ل"الرياض" إن الأرض في وقتنا الراهن باتت ممهدة لمثل هذا العمل نظرا لاستمرارية الحوار بين الأديان منذ مدة طويلة وللمساعي العظيمة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دفعه للتفاهم بين أتباع الأديان إلى أعلى مستوى بعد إطلاقه لمشروعه العملاق للحوار بين الأديان الذي بدأ في مكة المكرمة بحوار بين العلماء المسلمين وأخيرا بالاجتماع الذي تم في الأمم المتحدة إضافة إلى إنشائه مركزا دوليا للحوار في فيينا الذي يقوم بدور أساسي ومحوري في هذا الإطار مشيرا بأن ما قام به الملك عبدالله يمهد لكثير من العمل ويصب في صالح مشروع مبادرة المصالحة الذي نمضي فيه. وأضاف بأنه بعد كل هذه المساعي المباركة حان الوقت لنوجه النظر إلى نقطة أساسية وهي أن الحوار بين الإسلام والمسيحية كدينيين وعقيدتيين له حدوده كما تنص الآية الكريمة "لكم دينكم ولي دين" فأصحاب ذلك الدين هم على دينهم ونحن على ديننا وعقيدتنا ومجالات التفاهم حاضرة حيث أن الذي سنركز عليه من خلال هذه المبادرة يتمثل في عدم استخدام السياسة للدين خاصة في المشاكل الدولية كما هو الحال بالنسبة للمشاكل الداخلية بأن يتم استخدام الدين مطية للأغراض السياسية مما يؤدي إلى فتن وحروب وإلى اقتتال كما يحدث في بعض الدول موضحا بأن النقطة الثانية التي سيتم التركيز عليها هي أن هناك في التاريخ بين الإسلام والمسيحية مشاكل تمت باسم الدين كالحروب الصليبية وهذه المسائل تحتاج إلى الجلوس والعمل على توضيح مواقفنا منها وكيف نتجاوزها وإلى إيجاد آلية لتأسيس علاقة جديدة مبنية على فهم سليم بين الطرفين. وأفاد أوغلي بأن العمل في هذه المصالحة التاريخية سيكون طويلا ويحتاج إلى السير بشكل منهجي مبني على دراسات لأن العمل لن يكون فرديا بل هو مؤسساتي وهناك طرفان في الموضوع مبينا بأنه في الستينات من القرن الماضي كانت هناك مصالحة بين الفاتيكان وبين اليهودية رغم وجود مشاكل كبرى بينهما وهذا الأمر يمثل لنا أهمية بالغة لأنه لا توجد بيننا وبين المسيحية مشاكل عويصة.
مشاركة :