هدوء نسبي في تونس والصيد يتعهد بالحفاظ على الديمقراطية

  • 1/24/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اتهم الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أيادي خبيثة بالعبث بأمن بلاده دون أن يسميها محذراً من التهييج الإعلامي الداخلي الذي يضع مصالح البلاد في خطر ـ على حد تعبيره ـ في وقت تعهد رئيس الحكومة الحبيب الصيد بالمحافظة على الديمقراطية الناشئة، وفيما أمضت تونس ليلتها الأولى تحت حظر التجوال، عاد الهدوء نسبياً إلى الشوارع بعد تولي الجيش مهام حفظ الأمن، وخلت معظم المدن من أية مظاهر احتجاجية ما عدا تظاهرات محدودة في ولايات قفصة والقيروان وبعض مدن الجنوب، واستبق الصيد الانعقاد الطارئ لمجلس الوزراء بمشاورات مع وزيري الدفاع. وفي الأثناء قال السبسي إن هناك عدة أيادٍ خبيثة قد تحركت وهيجت الأوضاع وهي معروفة بانتمائها الحزبي، مشيراً إلى الجديد في الأمر هو دخول داعش على خط الاحتجاجات ولفت الرئيس التونسي إلى أنه بالرغم من سوء الأوضاع وتعقيداتها لم يتم إطلاق رصاصة واحدة من قبل الأجهزة الأمنية على المحتجين. وطمأن الباجي الخارج مشدداً على أن تونس بخير وستواصل في استكمال مشروعها الديمقراطي. محذراً في ذات الوقت من تهييج إعلامي داخلي ومن وجود صحافيين يعملون في وسائل إعلام أجنبية يمثلون أحزاباً سياسية، يعملون على تهييج التونسيين. اعتراف حكومي من ناحيته اعترف رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد بأن مصلحة البلاد في خطر، وقال إن ما قامت به الحكومة إلى حد الآن غير كاف وغير مرضٍ باعتبار أن تطلعات الشباب والعاطلين عن العمل أكثر من ذلك - حسب تعبيره - وفي أول كلمة يوجهها للشعب من قصر الضيافة بقرطاج دعا الصيد إلى الهدوء وحض كل الأطراف السياسية والاجتماعية في البلاد على الوحدة الوطنية للمحافظة على الديمقراطية الناشئة كنموذج ناجح ومتميز في المنطقة. وأضاف أن حكومته تتفهم تماماً مطالب المحتجين وتعمل جاهدة لإيجاد حلول للعاطلين عن العمل مشيراً إلى أن بعض التيارات الهدامة تحاول استغلال هذه الأمور لكنه تعهد بأن تبقى تونس مثالاً للانتقال الديمقراطي الناجح. وقال رئيس الوزراء إن حكومته واعية تماماً بحجم المصاعب الاقتصادية التي تعانيها بلاده مضيفاً أن الحكومة منكبة على إيجاد حلول للشبان المحبطين الذين قد تحاول تيارات متطرفة استغلال يأسهم وإحباطهم. ولم يعلن الصيد في كلمته عن أي إجراءات عملية أو خطط لامتصاص غضب العاطلين عن العمل في البلاد لكنه قال إنه متفائل بالخروج من الوضع الصعب وإن ذلك يتطلب وقتاً. من ناحيته أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية وليد اللوقيني أن الأوضاع تتجه ناحية الهدوء مشيراً إلى أن معظم المناطق لم تشهد خروج متظاهرين وكشف عن اعتقال الأجهزة الأمنية لعشرات الشباب بتهمة التخريب والتحريض على التخريب. وطبقاً لشهود عيان تحدثوا لوكالات أنباء أن شوارع العاصمة تونس لم تشهد أية تظاهرات نهار السبت غير أن آخرين من مدن طرفية في الجنوب وولايتي القيروان وقفصة أكدوا خروج بعض التظاهرات السلمية المحدودة وقالوا إنهم لم يشاهدوا أية أعمال تخريب تخللتها مثل ما كان يحدث في الأيام الماضية. مواجهة تهديد إلى ذلك، تدارست خلية التنسيق الأمني والمتابعة بإشراف الحبيب الصيد وحضور وزيري الدفاع الوطني والداخلية الوضع الأمني في البلاد والمخاطر القائمة جرّاء تعمّد مخربين وعناصر إجرامية ومهرّبين الانزلاق بالاحتجاجات السلمية إلى ممارسة العنف والاعتداء على الأمنيين وحرق مراكز أمنية ومقرات سيادة ومرافق عمومية ونهب منشآت ومحلات تجارية وممتلكات خاصة. وبحسب بيان لها، حذرت خلية التنسيق والمتابعة من مغبة التمادي في الاعتداء على المراكز الأمنية ومقرّات السّيادة ومن عدم احترام حضر التّجول مؤكّدة أن كلّ مخالف يعرّض نفسه للإجراءات والتّتبعات التي ينصّ عليها قانون الطّوارئ. تأجيل أقرّ مكتب مجلس نواب الشعب ( البرلمان ) التونسي أمس تأجيل الجلسة العامة المزمع عقدها يوم الأربعاء المقبل والمخصّصة لتكريم الرباعي الراعي للحوار الوطني بمناسبة فوزه بجائزة نوبل للسلام ولإحياء الذكرى الثانية لختم دستور الجمهورية الثانية، وذلك نظراً لتطور الأوضاع الأمنية والاجتماعية على أن يحدّد المكتب موعداً سيتم الإعلان عنه لاحقاً.

مشاركة :