وصف جون كيري وزير الخارجية الأميركي اجتماعه بوزراء خارجية دول مجلس التعاون باجتماع العقول، والذي نجح خلال ثلاث ساعات تقريبا في مناقشة الأجندة والقضايا العاجلة في المنطقة والعالم العربي، وتم الاتفاق خلاله على أن العقبات في القضية السورية لا تزال قائمة مع محاولة السعي لإيجاد حل سياسي. الجبير: دول الخليج تعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة تدخلات إيران في المنطقة وأكد جون كيري بأنهم مقتنعون بأن الأزمة السورية لن تنتهي مع وجود بشار الأسد؛ لأنه هو المغناطيس الذي يجتذب العنف والمتطرفين الذين يستمرون في التدفق نحو العالم والمنطقة، كما يجب أن يحترم حق السوريين بتعريف واختيار مستقبل سورية، والولايات المتحدة الأميركية تريد أن تقوم بدفع العملية إلى الأمام في سورية، وأن تكون عامل بناء لتحقيق السلام الذي يتطلع له الشعب السوري. وعبر كيري عن تفهمهم لمخاوف دول مجلس التعاون من الإرهاب الإيراني مشيراً إلى أن هناك مذكرة تفاهم واتفاقيات مكتوبة مع كل دولة من دول الخليج لتوثيق الضمانات من الولايات المتحدة الأميركية، وفيما يتعلق بالعلاقات الحالية بين أميركا ودول الخليج، قال إن هناك قواعد وصفقات أسلحة مع جميع دول الخليج وأعمال تدريب تجري وهناك مشاطرة بين الاستخبارات والمشاركة من الجانب العسكري، الأمر الذي يدلل على وجود علاقة أمنية قائمة وكاملة وهناك أجزاء إضافية سيتم تسليمها، وعلى سبيل المثال العمل على نظام الدفاع الصاروخي وفي بعض الأحيان بعضها يكتب على شكل اتفاقيات ومذكرات تفاهم وفي بعض الأحيان نقول أشياء ونفعلها، مؤكدا على أن العلاقة بين أميركا والخليج مبنية على أساس المصالح المشتركة والدفاع المتبادل ولا يوجد أي شك أن أميركا ستقف إلى جانبها ضد أي تهديد خارجي وستدافع عنها إذا تطلب الأمر ضد هذه الأخطار. وشدد وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية خلال مؤتمر صحفي جمعه مع وزير الخارجية عادل الجبير ظهر الأمس في قاعدة الملك سلمان الجوية على موقف أميركا الصديقة من دعم المملكة في التصدي لأي خطر يحاول المساس بسيادتها وقال: نعلم أن المنطقة تواجه عددا من المخاطر ففي اليمن نواجه التمرد الحوثي وخطر القاعدة والخطر على سيادة المملكة، وأوضحنا أننا نقف إلى جانب أصدقائنا في المملكة والتحالف الدولي لمحاربة داعش، كما نعمل مع شركائنا العراقيين لتطوير قوة عسكرية فعالة لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها داعش، حيث التقيت بالعبادي مؤخرا وتحدثنا عن حملة استعادة الرمادي الناجحة، وهناك الكثير من الأمور الجيدة التي تحصل وستحصل على مدار الأشهر المقبلة، والتي تمكننا من أن نحقق مكاسب كثيرة ضد داعش في العراق وسورية. وأكد كيري على أنه لا يوجد أي دولة في منظمة الأمم المتحدة تدعم أو تدافع عن داعش، وفي حال وجدت أي دولة تدعم هذا التنظيم الإرهابي فستكون هدفا لأعمال التحالف المضاد ضد داعش. وخلال اجتماعهم تحدثوا عن تنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة فيما يتعلق بالاتفاقية مع إيران، مبيناً أنهم يتفهمون المخاوف الخليجية وهناك دعم لهذه الاتفاقية للتخلص من السلاح النووي. وزاد أنه ناقش مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، والتأكيد مجدداً على الرغم من القلق المعبر عنه بهذا الشأن، قائلا « هناك دعم للاتفاق من أجل تنفيذه الكامل والشامل، والقضاء على الأسلحة النووية في المنطقة الذي يعد أولوية إستراتيجية بالنسبة للجميع»، مشيراً إلى أن بلاده ينتابها قلق بشأن الأنشطة التي تقوم بها إيران في بعض البلدان الأخرى، وقلق بشأن دعم الجماعات الإرهابية مثل حزب الله أو دعم إيران لبرنامجها الصاروخي، مبيناً أن الرئيس أوباما رد على هذا القلق. وأشار إلى الاجتماع الذي عقد مع دول مجلس التعاون في كامب ديفيد، وكذلك اجتماع الدوحة، وهذا الاجتماع اليوم في الرياض، وقال إن هناك حاجة لعملية خاصة تسمح لنا بالتركيز على الأولويات التي تمخضت عن هذه العملية وتوضيح طريقة اتخاذ الخطوات الأولى بشأن المفاوضات حول سورية، مع ثقة الجميع بمبادرات المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفن دي منيستورا خلال الأيام المقبلة بجمع الأطراف في إطار هذه المفاوضات. وأعرب عن القلق الأميركي إزاء العنف في سورية وإمكانية تحوله للمناطق المجاورة، حيث سيحرم جميع المواطنين من السلام والأمن والازدهار، وقال: شاهدنا الصور البشعة من مضايا 40 ألف شخص بحاجة للعناية الطبية، القنابل تدمر المدارس والمستشفيات فهناك حاجة ملحة لإيقاف العنف في سورية ونحن ننظر لمحادثات جنيف بجدية ونعول عليها. وأبان بأن أميركا ودول مجلس التعاون اتفقت على أهمية الشراكة بين أميركا ودول الخليج، كما تم الاتفاق على الاجتماع مرة أخرى عما قريب وبصورة متكررة؛ لأنها فرصة تنطوي على الكثير من الفرص والخيارات والأحداث التي وقعت تؤكد سرعة تحرك الأمور وكيف يمكن أن نكون مستعدين للتعامل معها. لافتا في ذات السياق أن الولايات المتحدة لا تزال مرتابة من أنشطة إيران في المنطقة، خاصة وأن غالبية أسلحة حزب الله جاءت من إيران عبر دمشق»، مذكّراً بأن «حزب الله يمتلك نحو 80 ألف صاروخ» كما أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أوضح منذ البداية أن المفاوضات النووية كانت حصريا على الأمور النووية والهدف منها التخلص من خطر وجود دولة تمتلك أسلحة نووية وتغذي صراع التسلح في المنطقة. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية عادل الجبير: «بحثنا مع كيري كيفية التصدي لتدخلات إيران في المنطقة والولايات المتحدة تدرك حقيقة الحكومة الإيرانية وأن إيران لاتزال تدعم الإرهاب»، مضيفا أن «استقرار المنطقة يتطلب وقف إيران لأعمالها العدائية» وأن «دول الخليج تعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة تدخلات إيران في المنطقة» كما أكد الجبير أن على إيران الالتزام ببنود الاتفاق النووي. واعتقد الجبير أن التقارب بين أميركا وإيران لا يعد مخيفا خاصة وأن إيران الراعي الأول للإرهاب والمنظمات الإرهابية، وهناك أشخاص مطلوبون إيرانيون للعدالة بسبب اضطلاعهم بالإرهاب، كما لا يحق لهم أن يستخدموا السلاح ويختطفوا الإنسان ويدعون أنهم دولة تعمل بموجب القانون. وأكد عادل الجبير وزير الخارجية على أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين هي تصريحات عدوانية وهجومية ولا نعلم مدى مصداقيتها، والمملكة مستعدة لتتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن أراضيها وشعبها لوقف التدخلات الإيرانية، كما تعمل على التصدي لها ولموقفها تجاه العالم العربي الذي يرفضه العالمان العربي والإسلامي. وأبان الجبير حول اجتماعهم بكيري أنه جاء في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين أميركا والخليج وفي أعقاب قمة كامب ديفيد، وقال: بحثنا العلاقات الثنائية بشكل عام، والأمور ذات الاهتمام بقضايا المنطقة، سورية واليمن وعملية السلام ومحاولات أفكار لإيجاد حل لها، وبحثنا بعمق الدور الإيراني في المنطقة وتدخلاتها وكيفية التصدي لهذه الأمور كما بحثنا آخر المستجدات في تحقيق ما تم التوصل إليه في قمة كامب ديفيد، واصفه باجتماع يتسم بالوضوح والشفافية والصراحة وكان هناك تطابق كبير جدا في وجهات النظر.
مشاركة :