عواصم - وكالات - حذرت روسيا، امس، من أن أي عدوان أميركي مباشر على دمشق وعلى الجيش السوري «سيؤدي إلى تغيرات مزلزلة في الشرق الأوسط».وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن «العدوان المباشر الأميركي على الحكومة والجيش السوريين سيؤدي إلى تغيرات مخيفة ومزلزلة في الشرق الأوسط». وأوضحت: «تكمن مهمتي في شرح لماذا من المهم جدا البقاء في مسار الاتفاقات. إذا بدأ عدوان أميركي مباشر ضد دمشق والجيش السوري فسيؤدي ذلك الى تحولات مرعبة ليس على هذه الدولة فحسب بل وعلى المنطقة بأسرها». من ناحيته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن احتمال تسليم أنظمة دفاع جوي محمولة على الكتف للمعارضة السورية سيكون «غير بناء بالمرة». وقال: «سيكون هذا نهجا غير بناء بالمرة لأن هؤلاء الناس الذين دربهم وسلحهم الأميركيون سيفعلون في نهاية المطاف ما حدث في 11 سبتمبر 2001 نفسه في نيويورك»، مشيراً الى أن «مزاعم الولايات المتحدة بأن روسيا تهاجم المعارضة خلال ضرباتها الجوية في سورية لا أساس لها». في المقابل، شددت الولايات المتحدة على ان المحادثات مع روسيا لا تزال في «العناية المركزة» ولا يمكن نعيها بعد. ولليوم الثالث على التوالي، تحدث وزير الخارجية الاميركي جون كيري هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي لم يعلن ما اذا كان القصف على حلب سيتوقف. وكان كيري اعلن ان بلاده توشك على تجميد محادثاتها مع روسيا في شأن تسوية النزاع السوري. لكن الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر استخدم عبارة طبية في شكل مجازي لاعلان ان المفاوضات لم تتوقف بالكامل بعد. وقال تونر ان المحادثات «في العناية المركزة لكن القلب لم يتوقف بعد». ميدانياً، خاضت قوات النظام السوري امس، اشتباكات عنيفة ضد الفصائل المعارضة على محورين داخل مدينة حلب بدعم جوي روسي، في محاولة للتقدم داخل الاحياء الشرقية. وافاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن «اشتباكات عنيفة متواصلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة اخرى على محور سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط مدينة حلب، وعلى محور الشقيف في شمال المدينة» لافتا الى تحقيق قوات النظام تقدما اضافيا في المحورين. وتترافق الاشتباكات مع غارات تنفذها طائرات روسية وقصف صاروخي كثيف من قبل قوات النظام.وشهدت معظم الاحياء الشرقية ليلا هدوءا الى حد ما، فيما تركزت الغارات على مناطق الاشتباك في حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا. وافاد بغارات استهدفت صباحا حي الصاخور في شرق حلب. وتحاول قوات النظام في اليومين الاخيرين التقدم الى الاحياء الشرقية من وسط المدينة، حيث تمكنت أول من أمس، من السيطرة على ابنية عدة في حي سليمان الحلبي الذي تتقاسم والفصائل المعارضة السيطرة عليه وتخوض اشتباكات على اطراف حي بستان الباشا. وشنّت أيضاً هجوما موازيا من شمال المدينة حيث سيطرت على «المشفى الكندي» غداة استعادتها السيطرة على مخيم حندرات الواقع شمال مدينة حلب. وتتركز الاشتباكات حاليا في منطقة الشقيف شمال حي بستان الباشا.وترد الفصائل المقاتلة على هجوم قوات النظام باستهداف الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف.وبدأت القوات الحكومية السورية صباح امس، هجوماً واسعاً على مدينة خان الشيخ في ريف دمشق الجنوبي. وأكدت مصادر مقربة من القوات السورية إن «القوات الحكومية تشن هجوما واسعا على مخيم خان الشيخ بعد تمهيد مدفعي وجوي عنيف، خلال الساعات الماضية». وقالت مصادر محلية في غوطة دمشق الغربية إن طائرات حربية ومروحية شنت أكثر من 10 غارات ليل الجمعة - السبت على بلدة الدرخبية شمال خان الشيخ، وأن معارك عنيفة شهدتها البلدة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى. وأشارت إلى أن أكثر من 15 شخصا قتلوا في القصف بينهم ستة من عائلة واحدة جراء سقوط برميل متفجر على منزلهم. الى ذلك، تعرض أكبر مستشفى في الاحياء الشرقية في حلب امس، للقصف ببرميلين متفجرين على الاقل، للمرة الثانية خلال اربعة ايام. وقال ادهم سحلول من «الجمعية الطبية السورية الاميركية» ومقرها الولايات المتحدة «تعرض مستشفى (إم 10) للقصف ببرميلين متفجرين، كما افادت تقارير عن سقوط قنبلة انشطارية». واكد المرصد السوري لحقوق الانسان وقف الخدمة في المشفى عن الخدمة اثر ضربات جوية شنتها طائرات حربية.وندّد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في بيان باستهداف المستشفى.واعتبر ان «الاستهداف المنهجي للبنى والطواقم الصحية تحديدا يفوق الوصف»، مضيفا «كما اعلن الامين العام للامم المتحدة، فإن هذه الهجمات تشكل جرائم حرب ويجب ان تتم محاسبة مرتكبيها».من ناحيتها، دعت منظمات إنسانية إلى وقف «حمام الدم» في حلب وريفها، حيث تحاصر قوات النظام السوري نحو 300 ألف من السكان في الأحياء الشرقية من المدينة تحت وابل من القصف والغارات الجوية أوقعت مئات القتلى والجرحى.
مشاركة :