تعليق: الديمقراطية الأمريكية فشلت بالفعل مع فوز مكارثي

  • 1/9/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بكين 7 يناير 2023 (شينخوا) تعد الدراما حول رئاسة مجلس النواب الأمريكي، والتي انتهت في الساعات الأولى من يوم السبت بفوز كيفن مكارثي بعد 15 جولة من التصويت، شهادة واضحة على فشل الديمقراطية الأمريكية. واتسمت تلك الدراما بانقسام وشلل غير مسبوق في واشنطن وهو ما أوضح جليا مدى عدم ديمقراطية الديمقراطية الأمريكية في الواقع. فما بدأ كسابقة سياسية بعدم فوز المرشح بالمنصب في الجولة الأولى من التصويت لأول مرة منذ 100 عام تحول إلى معارك حزبية مريرة وتناحر داخلي لا نهاية له، حيث حضرت الصفقات السياسية الخلفية والحسابات السياسية الماكرة وغاب الاهتمام والخوف على مصالح البلاد والعباد. فقد جعل الجمود السياسي الذي لم يحدث منذ قرن الناس يرون المدى الحقيقي لفشل النظام السياسي الأمريكي، فضلا عن حقيقة أن حكومة الولايات المتحدة ليست، أو لم تكن أبدا، حكومة "من قبل الشعب". وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في بيان عقب فوز مكارثي إن "الوظيفة التي يحلم بها رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي يمكن أن تتحول إلى كابوس للشعب الأمريكي. فمن أجل الحصول على الأصوات، استسلم لمطالب عنصر هامشي في الحزب الجمهوري". وحذر شومر من أن التنازلات التي قدمها مكارثي ليصبح رئيسا لمجلس النواب "ستؤدي إلى إغلاق الحكومة أو التعثر مع عواقب وخيمة على بلدنا". ويشعر الأمريكيون، الذين أصيبوا بالفعل بالاختناق بسبب الاستقطاب السياسي والخلافات الحزبية، بالتشاؤم تماما إزاء الطريقة التي سيتعامل بها الساسة في واشنطن مع دورهم بعد هذه البداية الصعبة في الكونغرس المنقسم. وقد وصلت بالفعل ثقة الجمهور في الكونغرس الأمريكي إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، حيث أعرب 7 في المائة فقط من الأمريكيين عن "قدر كبير" أو "قدر كبير جدا" من الثقة به، وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة ((غالوب)) في صيف عام 2022. وأشار استطلاع منفصل أجرته نفس المؤسسة بعد انتخابات التجديد النصفي العام الماضي إلى أن موافقة الأمريكيين على الكونغرس لا تزال سلبية إلى حد كبير، حيث أعرب 73 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة عن عدم موافقتهم. وعالميا، يثير التأثير غير المباشر والمحتمل للانقسامات المروعة وانحدار النظام السياسي الأمريكي القلق. ويخشى الناس من أن مهزلة رئاسة مجلس النواب يمكن أن تؤثر على دول أخرى بعد لجوء الساسة الأمريكيين الأنانيين إلى المغامرة لصرف الانتباه المحلي بدلا من معالجة المشاكل الحقيقية للولايات المتحدة. الجدير بالذكر أن مأزق مجلس النواب التاريخي قد تزامن أيضا مع مرور عامين على أحداث الشغب في الكابيتول في 6 يناير عام 2021، عندما اقتحمت مجموعة كبيرة من أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول وعطلوا جلسة مشتركة للكونغرس لتأكيد نتائج انتخابات 2020 الرئاسية التي فاز بها جو بايدن. ووُصف أسوأ هجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي منذ أكثر من 200 عام بأنه "فضيحة وطنية" و"ضربة قاصمة لصورة أمريكا الديمقراطية المضطربة". ومع تجاهل دعوات الناس، وعدم تسوية القضايا المحلية البارزة مثل عنف البنادق والعنصرية وحقوق المرأة والتضخم، لا يتطلب الأمر الذكاء لمعرفة أن النظام السياسي الأمريكي الحالي يحتاج إلى شيء ما من الفحص الذاتي الصادق والإصلاح الشامل.

مشاركة :