لم يمنع إقرار حظر التجول ليلاً الذي بدأ العمل به منذ ليلة أول أمس الجمعة بعض المنحرفين من الخروج إلى شوارع بعض المدن والأحياء الشعبية، بنية خلع المحلات التجارية ونهب محتوياتها، حيث قالت وزارة الداخلية في بيان لها إن قواتها الأمنية المنتشرة في كامل تراب الجمهورية ألقت القبض على أكثر من 70 منحرفاً أغلبهم من المراهقين الذين تجاوزوا تحذيراتها بعدم خرق قرار الحظر، وكانت الشوارع التونسية ليلة أول أمس تغص بالتونسيين الذين باغتهم قرار بسط حظر التجول وهم في مقرات عملهم، فلم يتمكنوا من العودة مبكراً إلى منازلهم خاصة أمام تعطل وسائل النقل العمومية وتوقفها عن العمل قبل ساعتين من حلول ساعة الحظر، مما اضطرهم إلى التحول إلى بيوتهم مشياً على الأقدام، فيما تكفلت مئات سيارات الأمن بنقل الآلاف منهم حتى لا يظلون عرضة لاعتداءات المنحرفين ومجرمي الليل. وكان التونسيون تابعوا باستغراب شديد كلمة رئيس الدولة الباجي قائد السبسي التي انتظروها بلهفة عساها تهدئ خواطر الشباب المحتج، إلا أن الكلمة جاءت مخيبة لانتظارات الشارع التونسي، حيث طالب الرئيس حكومة الحبيب الصيد بـ«اتخاذ التدابير العاجلة والقرارات الصائبة من أجل الحد من البطالة الخانقة، وتوفير برامج لتشغيل العاطلين عن العمل، مشدداً على ضرورة أخذ ما يجري في البلاد من احتجاجات شبابية بعين الاعتبار». السبسي أقر بأن التحركات الموجودة في بلاده طبيعية؛ لأنها جاءت من جهات محرومة، وأن الشباب يعانون من البطالة منذ اندلاع الثورة 5 سنوات مضت، لافتاً إلى أن الحكومة الحالية جاءت ووجدت حالة البطالة خانقة وصعبة، كاشفاً أن ما يقرب من 700 ألف عاطل بينهم 500 ألف أصحاب شهادات، ومعلناً بأن هناك أيادي خبيثة تدخلت لتحويل المطالب الشعبية إلى أعمال شغب. واستطرد السبسي قائلاً: «أؤكد أن تونس عودها قوي، وأشكر رجال الأمن والجيش الذين بذلوا جهوداً كبيرة، وفي ظل كل تلك الأمور لم يطلقوا رصاصة واحدة»، مشيراً إلى أن قرار حظر التجوال ليلاً جاء بسبب عمليات السلب والاعتداءات على ممتلكات الدولة والمواطنين.
مشاركة :