حين يخرج المدير من مكتبه في جولة ميدانية ليتعرف بشكل مباشر على الاحتياجات والمشكلات فهو يستثمر وقته بشكل صحيح ويقوم بمسؤولياته بكل إخلاص، هذا لا يعني بالضرورة أنه لا يثق بفريق العمل ولكنه يعتبر نفسه جزءا من هذا الفريق، رأي قابل للنقاش من خلال الحالة التالية. هي حالة إدارية عن أسلوب إداري في التعرف على الاحتياجات أو المشكلات، أراد مدير جامعة تورنتو أن يتعرف على حياة الطلاب انطلاقا من مبدأ أن الطالب هو محور الجامعة وبسبب عدم احتلال الجامعة المركز الأول في هذا الموضوع، كان أمامه خيار تكليف لجان بالمهمة أو القيام بها بنفسه، مدير الجامعة رأى عدم الاكتفاء باللجان وقرر أخذ إجازة لمدة أسبوع، خلال هذه الإجازة قام المدير بجولة شملت قاعات المحاضرات والمطاعم والملاعب حتى أنه اكتشف أن نوعية الكراسي ببعض القاعات غير مريحة للجلوس لساعات طويلة، وكذلك عدم جودة القهوة بأحد مقاهي الجامعة، اعتقد الطلاب أن هذا المدير هو أحد الطلاب ممن لديهم الشغف بمواصلة الدراسة رغم كبر السن لكنه كان يدون ملاحظاته من أجل التطوير.. (نقلا من كتاب، حكايات على الخشم/ تأليف الدكتور محمد الخازم.. الدار العربية للعلوم، ناشرون). جاء دور الأسئلة: هل كانت الإجازة هي الأسلوب الأمثل أمام المدير لتقييم احتياجات الطلاب؟ إذا كان فعلا يثق بفريق العمل كما أشرنا في المقدمة فلماذا لم يثق بهم في هذه المهمة؟ هل قيام المدير بالمهمة الميدانية مؤشر على امتلاكه مهارة إدارة الوقت؟ هل يمكن اعتبار هذا المدير مركزيا؟ هل كانت المهمة مستعجلة ولا تستدعي تشكيل لجنة؟ هل تشكيل اللجان لا يتناسب مع كل المهام؟ هل أهمية المهمة هي التي جعلت المدير يقوم بها بنفسه، وهل يعني هذا أن تشكيل لجنة لمهمة معينة يعني أنها ليست مهمة أو ليس لها أولوية؟ هل قيام المدير بالمهمة الميدانية خلال إجازته دليل على إخلاصه؟ ما الخطوة التالية للمدير بعد جولته الميدانية؟ وللقراء بقية الأسئلة..