اكتسبت التظاهرات في إيران زخماً جديداً مع مطلع العام الحالي، في حين بدا أن المرشد الإيراني علي خامنئي يبرر سياسة الإعدامات عبر تخوين المحتجين، مُقراً في الوقت نفسه بوجود أزمة اقتصادية. شهدت المدن الإيرانية، في اليومين الأخيرين، أكبر تظاهرات شعبية منذ شهر، وفقا لتقرير لمعهد دراسة الحرب ومقره واشنطن، في الذكرى السنوية لإسقاط «الحرس الثوري» طائرة ركاب أوكرانية قبل 3 أعوام، واحتجاجاً على مواصلة السلطات سياسة إعدام متظاهرين. وللمرة الأولى منذ اندلاع تظاهرات «الحراك الشعبي» المطالب بالتغيير، والتي تقترب من إتمام شهرها الرابع، اعترف المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقائه وفدا من مدينة قم أمس، بمعاناة الإيرانيين من أزمة معيشية، لكنه اعتبر الاحتجاجات خيانة يجب التعامل معها ب «شكل جاد». وقال خامنئي: «لدينا مشاكل اقتصادية ومعيشية، لكن هل يمكن حل المشكلة بحرق حاويات القمامة؟ وهل ستحل المشاكل بالنزول للشارع وأعمال الشغب؟». وتابع أن المحتجين لم يكن هدفهم القضاء على نقاط الضعف في البلاد، بل كان هدفهم تدمير نقاط القوة». وفي دفاع ضمني عن سياسة الإعدامات، قال خامنئي: «أيادي العدو الأجنبي ظهرت خلال أعمال الشغب الأخيرة. لقد تدخّل الأميركيون والأوروبيون، وكل دولة أوروبية كانت متورطة في هذا الأمر بطريقة أو بأخرى وبشكل غير سري». واضاف: «حسناً، هذه خيانة بالطبع، والمؤسسات المسؤولة يجب أن تتعامل بشكل جاد وعادل مع الخيانة». وأمس، أعلنت السلطة القضائية إصدار أحكام إعدام إضافية بحق 3 متظاهرين اتهمتهم بالضلوع في قتل عناصر من قوات الأمن في أصفهان وسط البلاد. وأصدر القضاء حكماً بالإعدام بحق كل من صالح مير هاشمي، ومجيد كاظمي، وسعيد يعقوبي بعد اتهامهم ب «الحرابة». ورفعت الأحكام الجديدة التي لاتزال ابتدائية وقابلة للاستئناف، إجمالي عدد أحكام العقوبة القصوى الصادرة في قضايا متصلة بالاحتجاجات إلى 17، نُفذت 4 منها، بينما صادقت المحكمة العليا على حكمَين آخرَين في كرج. وبعد سريان أنباء المصادقة على الحكمين، هرع أقارب لسجن كوهردشت في مدينة كرج للاحتجاج على الإعدام المقرر لمحمد جي ومحمد بي. ووفقا لمصادر، فإنه تم الحكم بإعدام الشابين، (19 و22 عاما)، لإدانتهما بإضرام النار في مبنى حكومي وإصابة رجل أمن ودهس رجل شرطة خلال الاحتجاجات في كردستان بغرب إيران. في السياق، كشف مقربون من الناقد والمخرج السينمائي الإيراني محسن جعفري راد، أن الأخير انتحر بعد الإفراج عنه عقب اعتقاله خلال الاحتجاجات الأخيرة في مدينة كرج. ستارلينك وميتا في هذه الأثناء، أقر وزير الاتصالات الإيراني، عيسى زارع بور، تفعيل الإنترنت الفضائي عبر أجهزة «ستارلينك» التي وعد مالك الشركة المصنعة لها إيلون ماسك بإرسالها إلى المحتجين الإيرانيين لمساعدتهم على كسر الحظر الذي تفرضه السلطات على وصولهم لخدمات الإنترنت ومواقع التواصل. من جهة اخرى، دعا مجلس الإشراف على الرقابة في شركة «ميتا» الأميركية العملاقة مالكة فيسبوك، شبكة التواصل إلى السماح في منشوراتها باستخدام وسم «الموت لخامنئي»، (المرشد الأعلى الإيراني)، الذي سبق للمجموعة أن ألغته. وأضافت الهيئة المستقلة والممولة من الشركة «في سياق هذا المنشور والوضع الاجتماعي والسياسي والخطاب العام في إيران، ينبغي التعامل مع وسم ‹ الموت لخامنئي›، على غرار ‹ فليسقط›. فالأمر يتعلق بشعار خطابي وسياسي، ولا ينمّ عن تهديد بالفعل». رسائل أميركية إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس، إن هناك «تبادلاً للرسائل» مع الولايات المتحدة بطرق مختلفة، مضيفاً أن «القضية النووية ليست القضية الوحيدة في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية التي فيها خلاف مع أميركا وإسرائيل». وكان المتحدث باسم «الخارجية» الأميركية، نيد براس، قال أمس الأول إن «لدى بلاده طرقا للتواصل مع إيران بشأن القضايا ذات الاهتمام، مثل الإفراج عن المواطنين الأميركيين المعتقلين في طهران، لكننا لا ننوي إعطاء تفاصيل». وبعد اتصال هاتفي بين وزيرَي خارجية إيران وسورية، كشفت «الخارجية» الايرانية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ينوي زيارة سورية وتركيا قريباً. إلى ذلك، حذّر رئيسي، أمس، فنزويلا لدى استقباله سفيرها الجديد في طهران، من التقارب مع واشنطن، معتبرا أنها ليست صديقة لكراكاس، لكنها بحاجة إلى موارد الطاقة الفنزويلية.
مشاركة :