د. رضية بنت سليمان الحبسية يمثل الحادي عشر من يناير تاريخًا مفصليًا، ينقل عُمان من عهد النهضة الحديثة والتأسيس، إلى عهد النهضة المتجددة والتنافس، وقد عشنا السنين الأولى ونحن أبناؤها، واليوم ننعم بعهد الثانية، ونحن مواردها. وفي الذكرى الثالثة ليوم تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحكم، أكتب سطوري هذه، فخرًا بما تحقق، وولاءً لسلطاننا المعظم، الذي أبهر العالم بانطلاقته القوية الراسخة، كرسوخ الثوابت التي اعتمد عليها لقيادة زمام هذا البلد، للوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة، فلله درك هيثم، ولله درك ملهمًا. ففي ذلك اليوم الذي توافدت فيه جموع العمانيين من أقصى البلاد إلى أقصاها، ليبايعون سلطانهم الجديد، هيثم بن طارق- أعزه الله وأبقاه- وفاءً لقائد راحل، الذي نذر نفسه لخدمة عُمان وشعبها، مؤكدين ولاءهم للسلطان الحاضر، مستبشرين الخير بعهده، كما توسم الأب الخير به، وكما كان قابوسنا قائدًا رحيمًا، وجدنا هيثم أيضا سلطانًا حكيمًا، وكما كانت طلة قابوس مهيبة قوية، فطلة هيثم بشوشة شامخة، فلله درك هيثمًا، ولله درك سيدًا. مضى عامان، وهما كافيان، لمعايشة جهود حكومتنا الجديدة، بقيادة سلطان ذي رؤية طموحة، واستقراء مسيرتها التي تخطو بخطوات ثابتة، وفق خطط رصينة، لتحقيق رؤيتها الاستراتيجية، بطموح أبناء عُمان، جيل الألفية الثالثة، في زمن العالمية، وبما يحفظ لعمان هويتها، وقيمها الأصيلة، وفق مرتكزات أساسية، تضمن للانطلاقة عوامل التميز والنجاح، بتوفيق من الله بإذنه تعالى، فلله درك هيثمً، ولله درك فذًّا. مضى عامان على توليكم سيدي مقاليد الحكم في البلاد، فكنتم خير وصية لعمان من قائد وفى بوعده خلال خمسين عامًا، وكنتم بذلك خير هدية، من السلطان الراحل، وأعظم عطية، من الخالق الباقي. وها نحن نراك تسعى للوفاء بوعدك الذي قطعته في ذلك اليوم، وتخطو بخطى واثقة، تسابق الزمن، بقرارات استراتيجية، والتي قد تأخذ زمنًا أطول بمقاييس عالمية، لتطمئن شعبك بأن الوصول لرؤية عمان 2040 ممكنًا، وكأننا نراك تعمل ليلًا ونهارًا، للوصول إلى توجهاتها الاستراتيجية، وتؤسس للعديد من الخطط والمشاريع التنموية، فلا تستكين ولا يهدأ لك بال إلا بأن يتلمس المواطنون ثمار هذا السعي، بتحقيق رؤية قدتها تخطيطًا، وبتوفيق من الله تقودها الآن تنفيذًا. فلله درك هيثمًا، ولله درك سلطانًا. مضى عامان زاخران بالإنجازات، بحجم ضخامة الجهود والعطاءات، والتي تحظى برعاية سامية، من لدن جلالته، الذي وعد بأن يسير على خطى السلطان الراحل، وها هو يسير فكرًا، وعملًا، وبعزيمة عالية، وإرادة قوية. وفي ظل تشكيك البعض من فاعلية رؤيتنا الاستراتيجية، ذات الهوية العُمانية، هناك من المراقبين على مستوى العالم، يخططون لتدريس نهج سلطاننا هيثم بسياسته الرشيدة، وقيادته الحكيمة، للنهوض بكافة القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية. وفي خضم الأحداث العالمية، والتي عُمان ليست بمنأى عنها، فبفضل من الله وحنكة جلالته، بعون الله يسير على الطريق الصحيح، للتخفيف من أزمة عُمان المالية، إلى تحقيق الاستدامة المالية، والوصول باقتصاد عُمان إلى بر الأمان، فلله درك هيثمًا، ولله درك مستنيرًا. ختامًا.. إن تقدم الدول لا يمكن أن يكون دون الارتكاز إلى أسس متينة، ووجود قيادة مستنيرة، ومشاركة مجتمعية، وهذا ما قامت عليه رؤية عُمان 2040 للتقدم بثقة، التي أُقرت من قبل السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- في 15 من ديسمبر 2020م، والتي تتطلب تعاون وتكاتف الجميع، أفرادًا ومؤسسات؛ حيث أشار جلالته في خطاب إقرارها إلى أنها: «خلاصة جهد وطني وتوافق مجتمعي، وأن نجاحها مسؤولية الجميع دون استثناء كل في موقعه"، فلله درك هيثمًا، ولله درك قائدًا.
مشاركة :