أصبحت دولة الإمارات وجهة متميزة على خريطة السياحة العالمية بفضل المعروض السياحي المذهل الذي تقدمه، والمدعوم بالأمن والاستقرار والموقع الجغرافي الاستراتيجي والبنية التحتية المتقدمة. وقد لقيت السياحة اهتمامًا بالغًا في البرامج الوطنية للتنمية حتى أصبحت قطاعًا رئيسًا في جهود التنويع الاقتصادي، يؤدي دورًا محوريًّا في دفع العجلة الاقتصادية، ويسهم بأكثر من 6% في الناتج المحلي الإماراتي. ووفقاً لمنظمة السياحة العالمية، تعدّ الإمارات حاليًّا من بين الوجهات السياحية العشر الأكثر نموًا في العالم، وقد تمكنت من التعافي سريعًا من التحديات التي أوجدتها جائحة «كوفيد-19»، والتي عصفت بقطار السفر والسياحة في العالم، وسجلت في عام 2022 أرقامًا أعلى من أرقام ما قبل هذه الجائحة. وبحسب الإصدار الأحدث من تقرير تنمية تنافسية السياحة والسفر، الذي يصدُر كل سنتين عن المنتدى الاقتصادي العالمي، احتلت دولة الإمارات عام 2021 المرتبة الـ25 عالميًّا، وتفوقت في البنية التحتية للنقل الجوي (1 عالميًّا)، والسلامة والأمان (2 عالميًّا)، والموارد البشرية وسوق العمل (5 عالميًّا)، وبيئة العمل (6 عالميًّا). وقد استثمرت الإمارات عشرات المليارات من الدولارات في تطوير البنية التحتية الخاصة بقطاع السفر والسياحة، فأصبحت مطاراتها العالمية قادرةً على استيعاب أكثر من 150 مليون مسافر في السنة، وتستقبل أكثر من 170 شركة طيران. كما أن ناقلاتها الوطنية ذات السمعة العالمية تغطي شبكة واسعة من الدول والمناطق حول العالم، وتربط الإمارات بقاعدة هائلة من السياح الدوليين. وشهد قطاع الفندقة تطورًا هائلًا، جعل المعروض الفندقي في الدولة يتجاوز 200 ألف سرير، تزيّنه بعضٌ من أفخم المنشآت الفندقية الموجودة في العالم، وتدعمه معايير ضيافة وخدمات هي الأعلى والأفضل. وعلاوة على ذلك، فإن التعديلات التشريعية الأخيرة، التي تجيز إصدار تأشيرات سياحية جديدة تتيح مدة إقامة أطول وأذون دخول متعددة على امتداد خمس سنوات، تسهم بدورها في جذب المزيد من السياح، وجعل الإمارات وجهةً منتظمة في سفرياتهم الترفيهية. كما أن الخصائص الثقافية والديموغرافية التي تتميز بها الدولة، والقائمة على قيم الضيافة والتسامح والتعايش، فضلًا عن التنوع العرقي والديني واللغوي، يجعل من الإمارات بيئة جاذبة للسياح الأجانب، حيث يشعر الملايين من الزوار بأنهم مرحّب بهم، وأنهم آمنون في أنفسهم وأموالهم. إن كلّ المزايا الفريدة التي تتميز بها السياحة في الإمارات، فضلًا عن بدء موسم الطقس المعتدل، تجعل من النسخة الثالثة لحملة «أجمل شتاء في العالم»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مرحلة جديدة لدفع قطاع السياحة نحو مزيد من النمو والازدهار والريادة، والارتقاء بمكانة الإمارات وجهةً سياحية مستدامة عالمياً، وتوفير فرصة للسائح المحلي والدولي للاستمتاع بالخصوصية السياحية والإرث الثقافي والتاريخي، والتراثي والبيئي الغني الذي تزخر به الدولة، وخوض تجربة سياحية استثنائية في طقس ربيعي مبهج. *عن نشرة «أخبار الساعة»الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.