المفكر والفيلسوف د. محمد سبيلا

  • 1/12/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

محمد سبيلا، كاتب وفيلسوف ومفكر مغربي. كان ميلاده سنة 1942م بالعاصمة المغربية الدار البيضاء، تابع دراسته بكل من جامعة محمد الخامس كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وجامعة السوربون بباريس، فحصل سنة 1967م على الإجازة في الفلسفة وفي نفس السنة التحق محمد سبيلا باتحاد كتاب المغرب، وفي سنة 1974م حصل على دبلوم الدراسات العليا، ونال دكتوراه الدولة سنة 1992م بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. اشتغل أستاذاً جامعياً بكلية الآداب بالرباط، وشغل منصب رئيس شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بكلية الآداب بفاس ما بين 1972م و1980م، وترأس الجمعية الفلسفية المغربية ما بين 1994م و 2006م. نشر العديد من الدراسات الفلسفية والأبحاث في مجموعة من الصحف والمجلات العربية والغربية كـ«الاتحاد الاشتراكي»، أقلام، آفاق الوحدة، الفكر العربي المعاصر، المستقبل العربي، المناظرة كما أنه ساهم في تحرير مجلة «المشروع». وهو مدير لمجلة مدارات فلسفية من العدد1 إلى العدد 18. التحق محمد سبيلا باتحاد كتاب المغرب سنة 1967. يتوزع إنتاجه بين البحث الفكري والفلسفي والترجمة. إن الحداثة لدى المفكر محمد سبيلا تندرج في إطار منظور استراتيجي بوصفها مدخلاً أساسياً للتفكير في جوهر المعضلات السياسية والاجتماعية والفكرية، ومسار يفرض نفسه كطريق لا محيد عنه. وهي تشكل قضية مركزية بالنسبة للمدرسة الفلسفية المغربية. وفي رأيه أن المغرب دخل في سيرورة الحداثة سياسياً وفكرياً. وأن «الحداثة على المستوى التقني قابلة للتعلم، غير أنها أصعب على المستوى الفكري». إذ «ليس هناك وصفة أو أفكاراً جاهزة للحداثة، بل هناك اجتهادات». وفي نظر سبيلا ليست ردود الفعل العنفية في المجتمعات العربية سوى تعبير على أن هذه المجتمعات «دخلت في التحديث السياسي والاقتصادي بسرعة أكثر من التحديث الثقافي والفكري». من هنا اهتمام المفكّر سبيلا بنقد الحداثة وأوهامها، انطلاقاً «من زاوية الحياة ومشكلات التربية والسعادة ومُقاوَمة العجز». فالحداثة هي الثورة الصناعية، وهي سيادة العلم والمنطق العلمي في طريقة التفكير، وهي الأداء الديمقراطي في مجال السياسة وتدبير الشأن العام. وكما أوضح سبيلا في إحدى محاضراته، حيث إن «انتشار فكر الحداثة يسير بوتيرة أبطأ من انتشارها تقنياً». ويؤكد سبيلا أنه «إذا كان للمثقفين في الغرب العذر في انتقاد الحداثة والدعوة والتنظير لما بعد الحداثة لأنهم عاشوها واستفادوا منها لمدة ثلاثة قرون وفي إطارها حققت بلدانهم الكثير من التقدم فلا عذر للمثقف العربي أو المغربي في رفض الحداثة لأننا في بداية الانخراط فيها ولأننا نحن المستفيدون منها بالدرجة الأولى ولسنا ضحاياها، ولأننا عندما نلتفت حوالينا فإننا نجد أن ما يحيط بنا هو ما قبل الحداثة». عوَّض سبيلا الخيبة والمرارة التي عانى منها بالتحول إلى واحد من أكبر الفاعلين في المسار التحديثي في المغرب، بل تمكن من «خلق أكبر حزب فلسفي»، كما يصفه الباحث نور الدين أفاية. وأصبح فاعلاً مدنياً كبيراً، أسس جمعية فلسفية، وأدار مجلة «مدارات فلسفية» على مدى أعدادها الصادرة طيلة 18 سنة، إلى جانب انشغاله بالتدريس الجامعي والبحث والتأليف والترجمة في مجالات الفلسفة والعلوم الإنسانية، وأصبح من أبرز الذين انكبّوا على دراسة مفاهيم وقضايا كالحداثة والتحديث والنَّزعات الأصولية وحقوق الإنسان والديمقراطية والتقنية وما بعد الحداثة.

مشاركة :