مقابلة مع العضو المنتدب عن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي ميريك دوسيك: - وصل نقص الإمدادات في أسواق الطاقة إلى مستويات قياسية، لأكثر من عام على مستوى العالم - يجب أن تدعم السياسة الانتقال إلى مصادر طاقة أكثر استدامة بهدف فصل النمو الاقتصادي عن استهلاك الطاقة وصف ميريك دوسيك العضو المنتدب عن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، في المنتدى الاقتصادي العالمي، الفترة الحالية حيث الأزمات المتعددة والمتلاحقة على الاقتصاد العالمي بأنها عملية "تحول". جاء ذلك، في مقابلة مع الأناضول قبل الاجتماع السنوي للمنتدى لعام 2023، والذي سيعقد في الفترة من 16 إلى 20 يناير/كانون الثاني، في دافوس بسويسرا تحت شعار "التعاون في عالم مجزأ". "لقد وصل نقص الإمدادات في أسواق الطاقة إلى مستويات قياسية، لأكثر من عام على مستوى العالم، في حين أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى تعميق مشكلات توازن العرض والطلب". يرى "دوسيك" بأهمية عمل البنوك المركزية جنبا إلى جنب، لتحفيز مرونة أسواق العمل وإعادة موازنة سلاسل التوريد، للانتقال الاقتصادي السلس نحو مرحلة أكثر استقرارا. والاجتماع المرتقب سيعقد لمواجهة التوقعات الاقتصادية الصعبة، على أن ينعكس ذلك في التركيز على الضرورات المزدوجة لاتخاذ القرارات الصحيحة للاقتصادات والشركات والمجتمعات لتجاوز هذه الأوقات، مع الحفاظ في نفس الوقت على القدرة على القيام باستثمارات كبيرة في المستقبل. وتعرض الاقتصاد العالمي لضغوطات على خلفية أزمات متعددة، بينها الغذاء، وأمن إمدادات الطاقة، وتكلفة المعيشة والتضخم المرتفع، والمناخ. "لقد وصل نقص الإمدادات في أسواق الطاقة إلى مستويات قياسية، لأكثر من عام على مستوى العالم، في حين أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى تعميق مشكلات توازن العرض والطلب". هذه الأزمات، أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل هائل في أسواق الطاقة، لاسيما الغاز الطبيعي. وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في 2022 لمستويات قياسية، دفعت إلى خروج احتجاجات في عديد العواصم الأوروبية رفضا لارتفاع الأسعار التي أفقدتهم المدخرات المالية. وزاد دوسيك: "إن الأزمات المتقاربة المتعددة ذات الأسباب المترابطة تؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم، وخاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق الأكثر ضعفًا". "مثلما تترابط أسباب هذه الأزمات، كذلك تتشابه حلولها، ويجب علينا التعاون بشأن تحديد التدابير التي لن تخفف من مخاطر استمرار في هذه الأزمات فحسب، بل الأهم من ذلك أنها تمكننا من التعبير عن تنفيذ أجندة جديدة للنمو والوظائف والأمن في المستقبل". ** التحول المستدام أوضح دوسيك أن تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة، وتعميم الابتكارات التكنولوجية، إضافة إلى إدخال آليات دبلوماسية فعالة لعالم أكثر تنافسية "من بين مجالات العمل التي يمكن أن تساعد العالم على الخروج من فترة عدم اليقين التي يمر بها حاليا وتحقيق مزيد من المرونة". "سيكون تحرك البنوك المركزية جنبا إلى جنب مع مرونة أسواق العمل، من بين العوامل التي تحدد نوع النظام الاقتصادي الذي سينتج عن هذا التحول". ودعا أيضا إلى تنفيذ سياسات حكومية فعالة تعترف بالظروف الحالية لضمان تحقيق "الإصلاح السياسي المطلوب". وأردف: "أولاً وقبل كل شيء، يجب أن تدعم السياسة الانتقال إلى مصادر طاقة أكثر استدامة بهدف فصل النمو الاقتصادي عن استهلاك الطاقة، وكذلك تقليل انبعاثات الكربون لمواجهة تغير المناخ". وفي هذا الصدد، فإن القلق العميق الأخير بشأن انعدام أمن الطاقة الناجم عن الصدمات الاقتصادية والجيوسياسية يجب أن يوفر الزخم لتسريع التحرك نحو نموذج طاقة أكثر استدامة. ودعا أيضا العضو المنتدب عن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي، الحكومات إلى اتباع السياسات بأسلوب "تعاوني" بين بعضها البعض في جميع أنحاء العالم. وقال: ""لقد رأينا بالفعل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم تعمل معا لمكافحة التضخم، وينبغي لسياسات الحكومات أن تعمل بما يزيد من فرص العمل المنسق لمعالجة القضايا العالمية الشاملة". وتبنت البنوك المركزية سياسة رفع أسعار الفائدة في محاولة لترويض التضخم المتصاعد. وأشار دوسيك إلى أنه وسط هذه الأزمات، لم تكن مهمة المنتدى الاقتصادي العالمي المتمثلة في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص أكثر أهمية أو إلحاحًا من أي وقت مضى، سواء للتغلب على الأزمات الحالية أو لدفع تغيير ملموس وإيجابي للنظام الاقتصادي من أجل المضي قدما. وشددت في نهاية حديثه للأناضول على أن الجمع بين مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة هو "المفتاح لتحقيق التفاهم والمواءمة، وتوسيع نطاق الابتكار وإيجاد حلول استباقية لقضايانا المشتركة من خلال تنفيذ إجراءات ملموسة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :