«أم سنمان».. موقع منيع ونقوش إنسان العصر الحجري

  • 12/20/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تكثر زيارات السياح والزوار لموقع جبل أم سنمان في مدينة جبة 90 كيلومترا شمالي حائل خلال إجازة نهاية الأسبوع من خلال توافد الزوار لمنطقة حائل خاصة من الجنسيات الأوروبية للاطلاع على نقوش إنسان العصر الحجري الذي قطن الموقع قبل آلاف السنين. ويقول محمد الرماليمن أهالي جبة إن مدينته تعد متحفا أثريا كبيرا مفتوحا لوجود عدد كبير من الجبال التي تحتوي على نقوش يعود تاريخها لما قبل الميلاد. وأشار خلال حديثه إلى أن جبل أم سنمان اكتسب الشعبية والشهرة من قبل المهتمين والراغبين في الاطلاع على الآثار لانتشار الاسم بشكل كبير في عدد كبير من المواقع التي تعنى بالآثار في القارة الأوروبية وأمريكا مما يجعل أكثر زوار المواقع من تلك الدول. ولفت إلى أنه على الرغم من تواصل الزيارات للاطلاع على آثار جبة إلا أن المدينة التي تعد بوابة حائل على صحراء النفود الكبير ولشمال المملكة تعاني النقص في كثير من الخدمات الصحية والسياحية، مطالبا في الوقت نفسه الجهات المختصة بالتفاعل مع الواقع الذي تعيشه المدينة وإقبال الزوار عليها. ويعتبر جبل أم سنمان في مدينة جبة في منطقة حائل من أقدم المواقع الإنسانية التي تعود للعصور الحجرية وأشهر الرسوم والنقوش الصخرية في المملكة. وتعود تسمية جبل أم سنمان بهذا الاسم نسبة لشكله كونه يشبه إلى حد كبير الناقة ذات السنامين وهي مستقرة في الأرض، ويعد هذا الجبل في زمن الجاهلية من أحصن وأمنع المواقع؛ إذ إن العرب كانت قديماً تلجأ إليه طلبا للسلامة، وملاذاً من الخوف، وفي هذا قال الشاعر الجاهلي الأخطل: زبنتك أركان العدو فأصبحت أجا وجبة من قرار ديارها أيضاً تغنى به الشعراء القدماء تمجيداً له وترسيخاً لذكره، كما قال الشاعر عبدالله الرشيد: جبة سقاه من أول الوسم رعاد ما طالعت خشم أم سنمان يسقيه حيث إنها للمنهزم دار ميعاد ومن لاذ به كن الحرم لايذ فيه وتبين النقوش في جبل ام سنمان الإنسان الذي عاش في العصور الحجرية، و بعض من طرق ونظم الحياة اليومية التي كان يطبقها ويحياها إنسان تلك العصور، وتوجد هذه الرسوم والنقوش التي رسمها ونقشها الإنسان في عصور مختلفة على واجهات صخور جبل أم سنمان غرب مدينة جبة، تلك الرسوم والنقوش المتميزة بتشكيلاتها الفنية والمتنوعة بموضوعاتها التعبيرية. كما أن الرسومات والنقوش تدل على تقنيات الأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان القديم في حفر رسومه ونقوشه الكتابية المتنوعة والغنية. ولعل من أهم الرسوم والنقوش الصخرية التي يمكن مشاهدتها في جبل أم سنمان تلك التي تمثل النمط المبكر للحفر والنقش والتي يعود تاريخها للألف السابع قبل الميلاد، وتتميز رسوم ونقوش الجبل بمشاهد غنية للحياة اليومية للإنسان والحيوان اللذين استوطنا هذه المنطقة، ويمكن تقسيم وجودهما إلى فترتين: الأولى تعود للألف السابع قبل الميلاد، وبها تظهر الأشكال الآدمية المكتملة مع الأذرع الرفيعة وبروز الجسد المكتنز عند طيه الفخذ وظهور أشكال النسوة ذوات الشعر المجدول المتدلي، وذوات التنورات المزخرفة وظهور الأشكال الحيوانية مثل الإبل والخيل غير المستأنسة والوعول ومجموعات مختلفة من أشكال الأغنام والقطط والكلاب التي استخدمت في الصيد. وتعود الفترة الثانية للعصر الثمودي، وأبرز رسومها ونقوشها الصخرية تتمثل في استئناس الجمال، حيث تظهر مشاهد المحاربين على ظهورها وبأيديهم الحراب، وتظهر الوعول والفهود والنعام، إضافة إلى أشكال رمزية وأشجار النخيل.

مشاركة :