من الطبيعة يستلهم الفنان البيروفي لويس شومبيتاز أعماله في المعرض الأخير الذي افتتح أخيراً في فندق الفورسيسنز، بعنوان أوشيانيكا، وهي الكلمة المأخوذة من أوشين أي المحيطات، حيث يصحبنا الفنان عبر ألوانه الى حياة كاملة تحت الماء. يقدم الفنان في معرضه مجموعة من اللوحات التي يدمج فيها الواقع بالخيال، فيبتكر حياة بشرية طبيعية تحت الماء، كما ان شخوصها قادرون على ممارسة طقوسهم اليومية كاملة وسط هذه المحيطات الافتراضية وما يحيطهم في هذا العالم. سيرة فنية نشأ الفنان لويس شومبيتاز في أميركا اللاتينية، وتحديداً في بيرو. ويعد البلد الذي نشأ فيه والطبيعة المحيطة، الأكثر تأثيراً على خياراته الفنية، لذا تأتي اعماله مستلهمة من الطبيعة وغنية بالألوان، وفيها الكثير من الحياة. قدم مجموعة من المعارض المستقلة، في مجموعة من الدول، ومنها في براغ، وإسبانيا، وكذلك في بيرو والصين. ويعد هذا المعرض الفردي الأول له في دبي، علماً أنه سيقدم المجموعة كاملة في دبي في أبريل المقبل. يضع الفنان البيروفي الكثير من العناصر في العمل، فيجعل الفانتازيا في اللوحة عنصراً أساسياً للإبداع، حيث يقودنا الى عالمه الخاص المفعم بالغرابة كما لو أنه عالم من الأحلام، فيقنعنا بأننا نرى أشخاصاً تحت الماء، ويحول تفاصيل حياتهم البسيطة الى مشاهد مثيرة للدهشة. حكايات كثيرة قد ترتبط بحياتنا اليومية يحرص شومبيتاز على أن يقدمها من خلال المعرض، فنرى الشاب الذي يرتدي الزي العربي، مع الطربوش على رأسه، وهو جالس على كرسيه، وكذلك النساء اللواتي يصورهن في مشاهد من حياتهن اليومية، فتلك التي تقرأ أو التي تسرح شعرها، هي تفاصيل ليست غريبة، ولكنه يكسر ألفتها بتقديمها بشكل جديد ومختلف. المرأة في لوحات شومبيتاز لها سحرها الخاص، فهي مفعمة بالأنوثة، يصورها محاطة بهالة لونية تفيض منها الرقة، خصوصاً حين يترك خصلات شعرها تتلاعب مع المياه، وكذلك فستانها الذي يتمايل مع حركات الأمواج. فيض من الجمال يقدمه الفنان من خلال المرأة، ولكنه يمزج في هذه اللوحات بين التعبيري والتجريدي، فنجد في اللوحات الشخوص الذين يأخذون التجسيد المباشر، بينما تسيطر على الأقسام العلوية وكذلك أسفل اللوحات، الألوان التجريدية، في حين أنه يمنح اللوحات الاشعاع من خلال الضربات اللونية التي تتكرر وتتداخل مع بعضها في سياق تدريجي أحياناً، وفي سياق لوني شديد التباين في الأحيان الأخرى. وقال شومبيتاز عن معرضه، إنه المعرض الأول لي في الامارات، ولا أقدم فيه المجموعة الخاصة بالمحيطات كاملة، اذ أعرض هنا ثمانية أعمال، بينما المجموعة عبارة عن 28 عملاً، وهي أعمال تحمل الكثير من الفنتازيا والألوان. ولفت الى أنه اختار ثيمة المحيطات لهذا المعرض، لأنه يستلهم من الطبيعة بشكل أساسي، موضحاً أؤمن بعناصر الطبيعة، وأحب ان أرسم الأرض والهواء والبحر، ومعرضي القادم سيكون عن السماء. وشدد على انه يقوم بمنح هذه العناصر الكثير من الخيال، ففي هذا المعرض وضع الناس تحت المياه، الأمر الذي يطلق العنان للمخيلة، كما أنه من الأمور التي تجعله قادراً على الجمع بين الواقعية والخيال. وأكد شومبيتاز أنه يستخدم التقنيات التي تجعل أعماله مفعمة بالحياة والفرح، إذ يميل الى رسم الطبيعة التي تعبر عن جمال الحياة. أما الحركة في أعماله، فنوه بأنها تحضر وبقوة بسبب الموضوع، فهي تصبح طبيعية وتلقائية طالما انها تجسد الحياة تحت الماء. اما الطباعة الموجودة على اللوحات فهي تأتي رموزاً تعبر عن اشكال فنية ولا تنتمي الى ثقافة بعينها. يعمل شومبيتاز في التصميم الغرافيكي في صحيفة يومية، وقال عن القواسم المشتركة بين تصميم الغرافيك والرسم، إن دراستي للتصميم الغرافيكي مرتبطة الى حد كبير بالفن، ولكن هذا العمل محكوم بوجود متطلبات معينة، كما ان القواعد التي تحكم عملي في هذا المجال مختلفة تماماً عن القواعد التي تحكم عملي في مجال الفن. وأضاف، أملك الحرية كاملة في اللوحة، أنا اتحكم بالصورة، وهي فرصتي للتعبير بشكل مباشر وحر، أما في التصميم فألتزم مع الصحافي بالموضوع، ولكن عموماً يمكن التأكيد على ان الابداع هو القاسم المشترك بين المجالين. ويستمد الفنان أعماله من الطبيعة، وخصوصاً طبيعة بلده التي أثرت فيه، ولكنه أكد أن الحياة في دبي أثرت فيه بشكل واضح، فهي بيئة محفزة على الابداع، وهي مدينة فيها الكثير من الثقافات، ولهذا يشعر أن هناك الكثير من الأشياء الجميلة التي يمكن أن يستوحي منها.
مشاركة :