أعرب العاملون في قطاع السياحة بالأردن عن أملهم في استئناف السياح الصينيين زياراتهم للبلاد بعد توقف الرحلات السياحية الصينية خلال تفشي جائحة كورونا. وقال عبد الرزاق ابو محيسن، صاحب ورشة لصناعة الخناجر التراثية التقليدية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إنه بعد أن قررت الصين رفع حظر السفر عن مواطنيها، نأمل في عودة السياح الصينيين الى الأردن، حيث يكون لذلك تأثيرا إيجابيا في انتعاش قطاع السياحة الذي تكبد خسائر كبيرة خلال تفشي الجائحة. وأضاف ابو محيسن الذي لديه ورشة بالقرب من المدرج الروماني، وهو معلم سياحي مشهور وسط العاصمة الأردنية عمان، أن زيارة السياح الصينيين تساهم بشكل كبير في تقوية العلاقات الشعبية بين الأردن والصين، مشيرا إلى أنه رغم البعد الجغرافي بين البلدين إلا أنه لم يمنع السياح الصينيين من زيارة الأردن لتفقد المعالم الأثرية والحضارية في هذا البلد. وقال أبو محيسن الذي تعلم حرفة صنع الخناجر العربية التقليدية من عائلته منذ الصغر، إن هذه الحرفة دامت لمدة مائتي عام في عائلته وتناقلتها 5 أجيال، لافتا إلى أنه منذ إضافة الخنجر العربي للزي البدوي التقليدي، أصبح رمزًا تقليديًا مهمًا وتذكارًا سياحيًا تمثيليًا في الأردن. وتابع "عند تفشي الجائحة، كانت ورشتي فارغة بسبب قلة الزوار والسياح، لم يمر علينا يوم مثل تلك الأيام. كان الحرفيون عاطلين عن العمل، ومرت عليهم أياما صعبة، ولكن لم يكن لديهم سوى الانتظار حتى تزول الجائحة ويتم التغلب على الوضع الصعب". وتعد السياحة ركيزة أساسية للاقتصاد الأردني، حيث أن الأردن يتميز بعوامل جذب معروفة، من بينها مدينة البتراء الأثرية القديمة، وهي إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، والبحر الميت المُصنف بأخفض بقعة على وجه الأرض، والصحراء الوردية والحمراء في وادي رم بجنوب الأردن، ذلك بالإضافة إلى المعالم الأثرية الإسلامية والرومانية في مدينتي جرش وعجلون شمال الأردن. ومن جانبه، قال سامي حسين، مرشد سياحي أردني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه قبل تفشي جائحة كورونا، كان الأردن وجهة سياحية للصينيين، حيث نما عدد السياح الصينيين في الأردن بشكل سريع، ليرتفع عدد أولئك الذين زاروا الأردن وأقاموا ليلة واحدة به بنسبة 16.7 بالمائة على أساس سنوي في النصف الأول من 2019، وفقًا للبيانات الصادرة عن هيئة السياحة الأردنية. وأضاف حسين الذي يتحدث اللغة الصينية بطلاقة "في ذلك الوقت، كان هناك الكثير من المجموعات السياحية الصينية، حيث كان المصدر الرئيسي لدخلي استقبال السياح الصينيين.". أشخاص يمضون وقتا بالقرب من البحر الميت في الأردن يوم 14 فبراير 2022.(شينخوا) وفي 2022، بدأت صناعة السياحة في الأردن تتعافى بشكل تدريجي مع تحسن الوضع الوبائي، حيث بلغت عائدات السياحة الأردنية في الفترة ما بين شهري يناير ونوفمبر 2022، 5.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 115 بالمائة، وذلك مقارنة بنفس الفترة من عام 2021، كما تضاعف عدد السياح الأجانب الزائرين تقريبًا على أساس سنوي، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية ((بترا)). وتستقبل مدينة البتراء الأثرية المعروفة باسم "المدينة الوردية" في الأردن، وهي منطقة ذات مناظر خلابة في الأردن، عودة السياح من جميع أنحاء العالم، حيث استقبلت في عام 2022 أكثر من 900 ألف سائح، بزيادة سنوية قدرها 284 بالمائة، ليصل عدد السياح إلى 80 بالمائة من عددهم المُسجل في 2019 قبل تفشي الوباء، وفق ما ذكرته إدارة الموقع. والجدير بالذكر أنه تم إدراج مدينة البتراء الأثرية القديمة في قائمة التراث العالمي من قبل اليونسكو في عام 1985. ووفقًا لخبراء في علم التاريخ والآثار، كانت البتراء عاصمة المملكة النبطية في القرن الأول قبل الميلاد. وهي إحدى "عجائب الدنيا السبع الجديدة". ومن أجل جذب المزيد من السياح وتعزيز فهمهم لتاريخ وثقافة مدينة البتراء القديمة، تعمل إدارة الموقع على إثراء الأنشطة الثقافية تدريجيًا، بما في ذلك تقديم جولة ليلية فريدة من نوعها تُعرف بـ "ليلة البتراء". وقد رأى مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) في الموقع أن الأضواء الملونة المتشابكة مع نقاط من ضوء الشموع، تزين مدينة البتراء القديمة تحت ضوء الليل الخافت، حيث يجلس السياح من جميع أنحاء العالم أمام بقعة ذات مناظر خلابة تسمى "بيت الكنز"، يستمعون إلى البدو المحليين، وهم يعزفون على الآلات الموسيقية العربية التقليدية ويتلون الأساطير القديمة للأنباط. وفي السياق ذاته، قال محمد الفرجات، مدير الفعالية، إن مدينة البتراء القديمة تتطلع إلى استقبال المزيد من السياح، ولاسيما السياح الصينيين، وتتوقع أن يمشوا عبر السيق المزين بضوء الشموع، ليشعروا بروح الأنباط الذين عاشوا ذات يوم في هذا المكان ويُجربوا الأجواء الفريدة لـ "ليالي البتراء". وأردف حسين أنه من أجل الترحيب بالسياح الصينيين بشكل أفضل، قام الأردن بتطبيق سلسلة من التسهيلات، بما يشمل تسهيل إجراءات التأشيرة وتدريب المزيد من المرشدين السياحيين الناطقين باللغة الصينية وموظفي الخدمة في المطاعم والفنادق. واختتم حسين حديثه بأن الأردن يُعرف باسم "واحة السلام في الشرق الأوسط" ويتميز بشعبه المضياف، ومناظره الطبيعية التاريخية الفريدة، قائلا "إننا نرحب بالسياح الصينيين لزيارتها في أقرب وقت ممكن". ■
مشاركة :