شيع آلاف الفلسطينيين اليوم (السبت) في أجواء من الحزن والغضب، جثامين ثلاثة فلسطينيين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية. وخيم الإضراب الشامل على المدينة حدادا على أرواح الشبان الثلاثة وهم عز الدين حمامرة (24 عاما)، وأمجد خليلية (23 عاما) ويزن الجعبري (19 عاما)، بحسب بيان للفصائل الفلسطينية في المدينة. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في بيان اليوم مقتل الشابين حمامرة وخليلية برصاص الجيش الإسرائيلي عند مدخل بلدة "جبع" جنوب جنين في شمال الضفة الغربية. ولم يورد البيان مزيدا من التفاصيل عن الحادثة، إلا أن مصادر أمنية فلسطينية قالت لـ ((شينخوا)) إن قوات الجيش الإسرائيلي استهدفت مركبة عند مدخل البلدة كان يستقلها حمامرة وخليلية ما أدى لمقتلهما. كما أفادت الوزارة بوفاة الشاب يزن الجعبري من بلدة "اليامون" غرب جنين، صباح اليوم متأثرا بجروحه الخطيرة التي أصيب بها قبل أيام. من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان إن عددا من المشتبه بهم أطلقوا النار من مركبة مارة على قوة تابعة للجيش الإسرائيلي خلال نشاط قرب "جبع"، مشيرا إلى أن القوة ردت بإطلاق نار على المركبة. وأضاف أدرعي أن القوة رصدت إصابات مباشرة في المركبة وبعد تفتيشها عثرت القوات على سلاح من "طراز M-16" وصادرته، لافتا إلى أنه لم تقع إصابات في صفوف القوة. ونعت حركة (الجهاد الإسلامي) في بيان لها تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه حمامرة وخليلية والجعبري، وقالت إنهم "ثلة من مجاهديها الأبطال" في جنين. وهددت الحركة بالرد على مقتلهم، قائلة إن مقتل الثلاثة "لن ينال من عزيمة مقاومينا الذين سيثأرون لدمائهم وسيعلم الاحتلال أن جريمته سترتد عليه نارا وجحيما حتى دحره عن الأرض والمقدسات". وانطلق موكب تشييع الجثامين الثلاثة الذين حملوا على الأكتاف من مستشفى "جنين" الحكومي ومن ثم توجه المشيعون بجثمان كل شاب إلى بيت عائلته لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه وسط دموع وحزن على فراقهم في مشهد أثر على المشيعين، بحسب شهود عيان. وقالت والدة الشاب حمامرة للصحفيين وسط حالة من البكاء إن "نجلها عز الدين اختار طريق المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقاله لمدة عام في السجون الإسرائيلية". ورفع بعض المشاركون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تدعو إلى "الثأر من إسرائيل"، فيما أطلق مسلحون ملثمون يتبعون لفصائل فلسطينية في جنين الرصاص في الهواء حزنا على فراق الشبان الثلاثة. وقوبل مقتل الشبان الثلاثة بتنديد وغضب فلسطيني رسمي وشعبي، وسط تحذيرات من تصاعد عمليات القتل بحق الفلسطينيين مع قدوم الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو. وحمل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان صدر عنه حكومة نتنياهو "المتطرفة والعنصرية مسؤولية هذه الجرائم"، مطالبا دول العالم بموقف واضح منها وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. بدوره، اعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أن "وتيرة الإرهاب الفاشي في إسرائيل آخذة في التصاعد عبر سياسات الإعدام والقتل التي تمارسها الحكومة المتطرفة الجديدة". وقال فتوح في بيان إن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول من خلال إرهابه الدموي والإعدامات اليومية والعدوان المستمر على الأراضي الفلسطينية تصدير أزماته الداخلية والتغطية عليها". كما اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن الممارسات الإسرائيلية "بالقتل خارج القانون لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارا على التمسك بحقوقه". وطالبت الوزارة في بيان المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل "لوقف تصعيدها" ضد الفلسطينيين، داعية المحكمة الجنائية الدولية لسرعة الانتهاء من تحقيقاتها، وصولا "لمحاسبة إسرائيل ومرتكبي الجرائم". وأشار البيان إلى أن تزايد "الجرائم يدلل على أن العام الجاري سيكون أسوأ من العام الذي سبقه، الذي اعتبر أكثر دموية عن الأعوام السابقة"، لافتا إلى أن العام الماضي قتل فيه أكثر من 200 فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية. وقتل 12 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري في الضفة الغربية والقدس برصاص إسرائيلي، بينهم 3 أطفال، وكانت النسبة الأكبر منهم في مدينة جنين بحسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية. وفي السياق، اعتبر الناطق باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في قطاع غزة منذر الحايك أن "تصاعد عمليات قتل الفلسطينيين في الضفة الغربية من قبل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بمثابة رسالة تحد للعالم والقانون الدولي". وقال الحايك في بيان إن الحكومة الإسرائيلية "ترتكب جرائمها دون أي رادع من المجتمع الدولي الذي لا يزال عاجزا عن توفير الحماية للشعب الفلسطيني". كما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان أن السياسة "العدوانية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية بحق الأرض والشعب الفلسطيني ومقدساته لن تمنحها أمنا ولن تفلح في كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى الفلسطينيين".
مشاركة :