لبنان: الحراك الرئاسي في حلقة مفرغة بانتظار موقف حزب الله من مبادرة «عون ـ جعجع»

  • 1/25/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

في وقت يبدو واضحا أن ملف رئاسة الجمهورية بات يدور في الحلقة المفرغة في ظل سياسة الصمت المطبق التي يتبعها حزب الله حيال موقفه من المعركة التي يخوضها حليفاه المرشحان للرئاسة، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والنائب ميشال عون، من المتوقع أن يشهد هذا الأسبوع «اتجاهات الأفرقاء الحاسمة» وفق ما وصفته مصادر متابعة للحراك السياسي الرئاسي في لبنان. وأشارت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن اليوم باتت الكرة بشكل أساسي لدى فريق 8 آذار، وتحديدا لدى حزب الله الذي طالما أعلن دعمه لعون في المعركة الرئاسية وها هو لغاية الآن لم يصدر أي تعليق على المبادرة التي نتج عنها ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية عون للرئاسة، في وقت فضل حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري انتظار مواقف الأفرقاء لإعلان موقفه. لكن في المقابل، شدّد أمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» الذي يرأسه عون، «على الثقة بموقف حزب الله الداعم للعماد ميشال عون، مؤكدا في الوقت عينه أن الاتصال والتواصل قائم مع حليفنا سليمان فرنجية وسيحصل لقاء فيما بيننا». وقال كنعان في حديث تلفزيوني «نحن نعلم أن مسار العلاقة مع حزب الله قائم على الوضوح المتبادل، ولم نتبلغ رسميا بأي موقف مغاير لدعم وصول العماد عون إلى الرئاسة». وهو ما أشار إليه النائب في الكتلة نفسها، حكمت ديب، معتبرا أن صمت حزب الله مفيد جدا، ولا لبس في دعم حزب الله للعماد عون، من دون أن يستبعد مشاركة فريقه السياسي في جلسة انتخاب الرئيس المقبلة في 8 فبراير (شباط) المقبل، وذلك بعدما كان عون يقاطع الجلسات السابقة، رافضا المشاركة ما لم يكن يضمن حصوله على أكثرية الأصوات النيابية التي توصله إلى قصر بعبدا. وفي حين كان تيار المستقبل قد أكد استمرار دعمه لفرنجية للرئاسة، غرّد وزير العدل أشرف ريفي، خارج سرب قرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، منتقدا تأييده فرنجية كما تأييد جعجع لعون، رافضا انتخاب رئيس مرتهن للنظام السوري والإيراني. وقال ريفي في الذكرى الثامنة لاغتيال الرائد وسام عيد «ما أحوجنا اليوم إلى رئيس ينحني أمام تضحيات الشهداء، رئيس لا يتباهى بأنه شقيق المجرم، ونريد رئيسا لا يساوم على أمن وطنه، ونريد رئيسا قادرا وقويا، يعمل على إرساء المصالحة بين اللبنانيين، ويصون علاقات لبنان العربية وليس حصان طروادة لإيران والمشروع الفارسي». وأضاف: «لا لرئيس مرتهن للنظام السوري وإيران أيا كان، ولا نجد فرقا في التحالف بين هذا وذاك لأنه يخالف الثوابت الوطنية في 14 آذار، وقد أعلنا مرارا رفضنا لانتخاب رئيس من فريق 8 آذار، والاستسلام ليس موجودا في قاموسنا. من جهته، أكد النائب في «الكتائب اللبنانية» ايلي ماروني على أحقية حزبه في طرح أسئلة على النائب ميشال عون حول أمور تشكل هواجس لدى عدد كبير من اللبنانيين، مشددا على «إننا نادينا دومًا بأهمية انتهاء الفراغ الرئاسي». وكان رئيس «الكتائب» سامي الجميل، قد حسم موقف الحزب برفض انتخاب رئيس ينتمي إلى مشروع فريق 8 آذار، طالبا من عون الإجابة عن أسئلة حول موقفه من سياسة لبنان الخارجية ومن الأزمة السورية بشكل خاص. وقال ماروني: «بقدر ما يقترب عون سنقترب وبقدر ما يقترب فرنجية سنقترب»، مشيرًا إلى أن «لبنان لا يخلو من الكفاءات ويمكننا الاتفاق على شخص خامس خارج الـ4 والأسماء كثيرة». بدوره، رأى النائب عن الجماعة الإسلامية، عماد الحوت أنه «لن يكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية في (8 آذار) ما دام هناك أي مرشح آخر غير عون»، موضحا في حديث إذاعي: «لن يسهل تأمين النصاب ما دام غير مطمئن للنتيجة، كما أن المرشح الحقيقي لحزب الله حاليا هو الفراغ الرئاسي، فأي رئيس جمهورية حتى لو كان من فريقه لن يرضى أن يتم تجاوزه بالكامل في المواقف الخارجية والقتال خارج لبنان وانتشار السلاح في الداخل». ورأى الحوت في مبادرتي الحريري وجعجع خطأ تكتيكيا حصر خيارات الرئاسة بمرشحين يحملان برنامج «8 آذار»، مشددا على «عدم وجود مشكلة للجماعة الإسلامية مع الأسماء أو الأشخاص، وبقدر ما يقترب المرشح من مشروع الدولة على حساب الدويلة بقدر ما تقتنع الجماعة به، لذلك نحن متريثون حتى نسمع ونرى».

مشاركة :