دراسة جديدة لـ«تريندز» تؤكد أهمية أنظمة الإنذار المبكر في التصدي للإرهاب

  • 1/16/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت دراسة بحثية جديدة لمركز «تريندز للبحوث والاستشارات» أهمية أنظمة الإنذار المبكر في التصدي للتهديدات الإرهابية التي تواجه دول العالم، مؤكدة ضرورة إنشاء قاعدة بيانات ومعلومات وافية، تشمل كافة التنظيمات المتطرفة وقياداتها وعناصرها ومناهجها الفكرية وأسلوب عملها. وتناولت الدراسة التي حملت عنوان «أنظمة الإنذار المبكر ودورها في التصدي للإرهاب» مفهوم هذا الإنذار، وما المقصود بالإرهاب والمخاطر الإرهابية، وكيف يمكن بناء هذا النظام وتفعيله لمواجهة التهديدات المستقبلية، وما هي أهم الاقتراحات والتوصيات التي يمكن تقديمها للهيئات المختصة حتى تُفعِّل نظام الإنذار المبكر، وفق منظور استراتيجي استباقي يحد من المخاطر على كافة المستويات. وقالت الدراسة، إن نظام الإنذار المبكر هو عبارة عن منظومة للاستكشاف والتحذير المسبق من احتمالية حدوث الكوارث والأزمات، تمهيداً لاتخاذ القرارات والسياسات والإجراءات المناسبة لمواجهتها ومنع حدوثها بشكل كلي أو على الأقل الحد من حجم أضرارها ومخاطرها. وأضافت الدراسة التي جاءت ضمن البرامج البحثية لـ«تريندز» حول الأمن الدولي والإرهاب، وأعدها الدكتور إبراهيم الصافي الباحث بالمرصد المغربي حول التطرف والعنف، أن نظام الإنذار المبكر نظام متكامل لرصد الأخطار وتوقع حدوثها وتقييمها والتأهب للتصدي لها، عبر النظم والعمليات التي تُمكِّن الأفراد والمجتمعات والحكومات وغيرها من اتخاذ إجراءات للحد من آثار المخاطر بكل أشكالها، في الوقت المناسب قبل حدوثها. وطالبت الدراسة بإشراك المجتمعات المعرّضة للتهديدات الإرهابية بشكل فعَّال في استخدام أنظمة الإنذار المبكر وتنفيذها، من خلال توعيتها بهذه الأنظمة ونشر الرسائل والإنذارات بفاعلية، وضمان وجود حالة التأهب المستمر وتهيئة الأوضاع لاتخاذ إجراءات مبكرة، وذلك لضمان فاعلية نظم الإنذار المبكر. ودعت الدراسة إلى تشجيع الدول التي ليست لديها أنظمة إنذار مبكر على استخدام هذه الأنظمة، من خلال تقديم الدعم اللازم لها لإنشاء مثل تلك النظم، وهو ما يساعد على تعزيز قدرة الدول والمجتمعات عموماً على مواجهة الإرهاب. وشددت على ضرورة العمل قدر الإمكان على وجود نوع من التنسيق العالمي حول استخدام أنظمة الإنذار المبكر، أو على الأقل وجود نوع من التنسيق الإقليمي أو الشبكي لمجموعة من الدول تتقاسم الرؤية والأهداف نفسها، مبينة أهمية «نظام الإنذار المبكر» فيما يخص التهديدات الأمنية ذات الصلة بالإرهاب والتطرف العنيف. وقالت إن هذا النظام يحظى بأهمية كبيرة، بالنظر إلى الدور الكبير الذي يلعبه في الحد من التهديدات الإرهابية التي تشكلها جماعات التطرف والإرهاب، من خلال الفهم المشترك للأسباب الجذرية وما يقدمه من معلومات وبيانات لتحليل النقاط المحتمل أن تشكل بؤراً ساخنة. وبيَّنت الدراسة أن نظام الإنذار المبكر يلعب دوراً حيوياً في تعزيز نظم المعلومات التي يتم تجميعها عن أنشطة الجماعات الإرهابية، والرفع من حالة التأهب في الوقت المناسب، والاستجابة الفعَّالة باستخدام نظام تشغيلي يدمج مكونات المعرفة بالمخاطر الإرهابية، والرصد والتنبؤ، ونشر المعلومات والاستجابة للتحذيرات التعبوية لجميع الجهات ذات الصلة. وأشارت الدراسة إلى وجود مجموعة من العوامل التي تساعد نظام الإنذار المبكر على أداء مهامه وتحقيق أهدافه، وزيادة فاعليته؛ ومنها: «فاعلية نظام المعلومات، وفاعلية نظام الاتصال، وخبرة فريق إدارة الأزمة وكفاءته، وفاعلية القيادة في اتخاذ القرارات الحاسمة». وأكدت الدراسة أن انتشار الإرهاب مؤخراً في دول عدة ترتبت عليه آثار خطيرة، أبرزها تهديد سلطة الدولة وقدرة مؤسساتها الأمنية على حفظ الأمن والاستقرار، وتهديد السلم المجتمعي، وإشاعة مناخ من الخوف في المجتمع، وما يترتب عليه من شعور بالقلق والضيق والاكتئاب، والرغبة في العزلة وعدم الاندماج، والتأثير السلبي على عملية التنمية الاقتصادية. ورجحت الدراسة أن تكون التهديدات المستقبلية للأمن الدولي مزيجاً من التهديدات القائمة، أو طفراتها أو تداعياتها، والتهديدات الناشئة وغير المتوقعة. وأكدت الدراسة أهمية أنظمة الإنذار المبكر بالنسبة لرفع فاعلية أجهزة الاستخبارات في الحد من التهديدات الإرهابية، بعد تطوير التنظيمات الإرهابية آليات عملها، لا سيما فيما يتعلق بتوظيف التطور التكنولوجي، خاصة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي لخدمة أهدافها. وتطرقت الدراسة إلى بعض المعوقات التي قد تحد من فاعلية نظام الإنذار المبكر، من أبرزها عدم دقة المعلومات المستقاة من المصادر المفتوحة ومصداقيتها، إذ إن عدم دقة هذه المعلومات يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير سليمة، بالإضافة إلى صعوبة المتابعة الدورية للمؤشرات المستقاة من المعلومات والبيانات، وتحديثها بشكل دوري، بما يصعب معه إعطاء مُخرَجات سليمة في مجال توقع الأزمات والتهديدات. وأوضحت الدراسة أن من المعوقات الأخرى قدرة هذه الأنظمة على إقناع صانع القرار بقرب وقوع الأزمات أو التهديدات، وضرورة اتخاذ استجابة عاجلة، بالإضافة إلى ضعف الاهتمام الدولي والإقليمي والوطني بأنظمة الإنذار المبكر، أو التعامل بعدم حيادية مع هذه المؤشرات وعدم تكامل خطط مواجهة الأزمات من بين التحديات التي تواجه استخدام نظم الإنذار المبكر. وأشارت الدراسة إلى أنه من المعوقات المهمة أيضاً سيادة الدول، حيث تمتنع العديد من الدول عن تبادل المعلومات الحساسة والمتعلقة بالمخاطر مع جهات قد تعتبرها غير آمنة، بالإضافة إلى صعوبة توقع التهديدات الإرهابية غير التقليدية، المتمثلة فيما يُعرف بـ «الذئاب المنفردة».

مشاركة :