محمد بن مبارك: تلقينا 139 ترشيحا للجائزة من جميع أنحاء العالم فريق عمل ميداني تحرى عن منجزات المترشحين قبل اختيار الفائز الفائز تمكن من علاج أكثر من 120 ألف مريض مصاب بالعمى مجانا ابتكر طريقة جديدة لعلاج «عتامة العيون» وطور عدسة رخيصة تزرع خلال 5 دقائق أعلن سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية منح جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة لطبيب العيون الدكتور سندوك رويت من النيبال تكريماً لعمله وجهوده الإنسانية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم صباح أمس بمركز عيسى الثقافي لإعلان اسم الفائز بالجائزة للدورة 2021-2022. وقال سموه إن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية مناسبة للاستذكار بالإجلال والتقدير الروح الكريمة الخيّرة لصاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيّب الله ثراه، مشيداً بمبرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم ومبادرة جلالته بإنشاء هذه الجائزة تخليداً لذكراه العطرة واحتفاء بمواقفه وأعماله الإنسانية ودوره الكبير في تأسيس الدولة الحديثة لتبقى هذه الجائزة شعلة خير وتكريم لمن يسهم في خدمة البشرية جمعاء. وأضاف سموه أن هذه الجائزة، منذ انطلاقتها في فبراير عام 2009 وعبر دوراتها الأربع، تؤكد إيمان مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم بروح التسامح والعيش المشترك والحرص على الاستكشاف والتعريف بأصحاب السبق في مجالات العمل الإنساني وتكريمهم من واقع المبادئ التي أنشئت من أجلها الجائزة، مشيرا إلى أنه من أجل ذلك عمل مجلس أمناء الجائزة، بجهد وحرص متواصل مع أمانة الجائزة ولجنة التحكيم المؤلفة من شخصيات عالمية من ذوي الخبرة والكفاءة العلمية والقانونية والأكاديمية، في البحث والتحري فيما تلقته أمانة الجائزة من أعمال إنسانية من مترشحين لنيل الجائزة الذين بلغ عددهم 139 مترشحاً من جميع أنحاء العالم لدورتها الخامسة 2021-2022، وتم استعراض القائمة واختصارها إلى خمسة مترشحين ممن تنطبق عليهم شروط نيل الجائزة. وأشار سموه إلى أنه بحسب النظام الأساسي للجائزة والإجراءات المتبعة قام مجلس أمناء الجائزة باستعراض أعمال المترشحين الخمسة حيث قرر أن يقوم فريق عمل ميداني بالسفر والتحري من منجزات المترشحين للفوز بالجائزة، وبناء على ما جاء به تقرير الفريق الميداني، وفي ضوء الاجتماع والمداولة التي عقدها مجلس أمناء الجائزة، فقد تقرر منح الجائزة لطبيب العيون الدكتور سندوك رويت من النيبال تكريماً لعمله وجهوده الإنسانية. بدوره استعرض علي عبدالله خليفة الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية وقائع الوصول إلى قرار منح الجائزة لطبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت، فقد تقدم لنيل الجائزة في دورتها الخامسة 2021-2022 مائة وخمسة وأربعون مترشحاً من مختلف بلدان العالم، تمت المفاضلة بينهم بحسب اشتراطات الجائزة إلى 139 مترشحاً، وتم عرض أعمالهم المكتملة الأهلية على هيئة تحكيم من ذوي الاختصاص يمثل أعضاؤها قارات العالم. وأضاف أن لجنة التحكيم حددت قائمة قصيرة من خمسة فائزين محتملين، وكلف مجلس الأمناء فريق بحث ميداني بالسفر إلى مواقع هؤلاء الفائزين المحتملين للتحقق من أعمالهم والتأكد من مطابقتها معايير الفوز المعتمدة. وفي ضوء نتائج الأبحاث الميدانية قرر مجلس الأمناء منح الجائزة في دورتها الخامسة لطبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت. وأشار إلى أن طبيب العيون النيبالي الدكتور سندوك رويت قد اشتهر عالمياً بابتكار تلك الطريقة الجديدة لعلاج مرض عتامة العيون، كما استطاع أن يطور عدسة جديدة تزرع داخل مقلة العين يمكن إنتاجها بسعر أرخص بكثير من مثيلاتها، وهذه العدسة رخيصة الثمن ساعدته على إجراء جراحة لعلاج إعتام عدسة العين في أقل من خمس دقائق يقوم خلالها بإزالة المياه البيضاء بدون غُـرَز من خلال شقوق صغيرة واستبدالها بعدسة اصطناعية منخفضة الكلفة. ولقد تمكن من علاج أكثر من 120.000 مريض مصاب بالعمى الذي يمكن تفاديه مجاناً دون أن يأخذ من مرضاه الفقراء أي مقابل مادي. ولفت علي عبدالله خليفة إلى أن مهمة فريق البحث الميداني بدأت بزيارة معهد طب العيون في العاصمة كتامندو، وزيارة مستشفى هيتودا المجتمعي للعيون خارج العاصمة، ومعاينة المستشفيات الميدانية المتنقلة واللقاء المباشر مع الدكتور رويت والفريق العامل معه، من أطباء وممرضين وفنيين، والحضور الميداني لمسارح عمليات زرع العدسات في المستشفيات الثابتة والمتنقلة بمختلف القرى والأنحاء الجبلية، والالتقاء الشخصي بالمرضى في ساحات الانتظار الخارجية، والتحدث إليهم مباشرة، لاستكشاف طبيعة الحالات والتعرف على ردود الأفعال المباشرة. ولقد كان من مهام فريق البحث الميداني التعرف على كيفية تصنيع العدسة التي توصل الدكتور رويت إلى اكتشاف مادتها الخام لتضاهي بفاعليتها العدسات غالية الثمن ومن ثم تصنيعها محليا، فكان للفريق زيارة للمعهد الطبي المحاذي للمستشفى والموصل ببنك القرنيات وبمركز لتدريب الكفاءات المحلية. وقد تأكد لفريق البحث الميداني: أولاً: المؤسسة التي يرأسها الدكتور سندوك رويت مؤسسة خيرية مستقلة، غير ربحية وليس للحكومة النيبالية أي مشاركة أو تأثير عليها. ثانياً: المعهد الطبي الذي أنشأه الدكتور رويت فريد من نوعه في بلدان العالم الثالث، من حيث مرافق التصنيع المتعددة واستخدام المعدات والقيام بمهام التدريب. ثالثاً: إن عنصر الابتكار في عمل الدكتور رويت الإنساني والطبي المتعدد الجوانب هو اكتشاف عدسة تصنّع من مواد اقتصادية تؤدي نفس الدور الذي تقوم به العدسة المستخدمة لذات الغرض عالمياً إلى جانب ابتداع أسلوب جراحي طبي متميز يقلل من المضاعفات الجانبية ويختصر الوقت إلى جانب خفض كلفة المواد المستخدمة، ويعطي نفس نتائج العدسة المتعارف عليها طبياً في العالم. رابعاً: أسس الدكتور رويت مصنعاً محلياً لإنتاج العدسات الرخيصة الثمن، ينجز هذا المصنع إنتاج أكثر من 350 ألف عدسة كل عام لمرضى عتامة العيون. وبينما يبلغ تصنيع العدسة الواحدة مائة دولار أمريكي فإنها في مصنع الدكتور رويت تبلغ كلفتها ثلاثة دولارات فقط. كما أن العدسة التي يتم تصنيعها بمعهد الدكتور رويت تمتاز بالجودة المضاهية لمثيلاتها غالية الثمن في دول العالم المتقدم، وذلك وفقاً لدراسات علمية محكمة تمت معاينتها والاطلاع عليها، إلى جانب كلفتها المنخفضة الثمن نتيجة لتطوير آليات وأساليب التصنيع على مدى أكثر من ثلاثين عاماً. خامساً: خلال ثلاثين عاماً من العمل الميداني الدؤوب أجرى أكثر من خمسين ألف عملية جراحية للعين، كعمل خيري غير ربحي، أفاد به قطاعاً غير قادر على تحمل أي كلفة مالية. سادساً: بجهود الدكتور رويت استطاع المعهد الذي أسسه أن يضم ثلاثين طبيباً مقيماً لإجراء عمليات ومعالجة مرضى العيون من خلال مستشفيين وستة عشر مركزاً طبياً ميدانياً منتشرة في المدن والقرى النائية بالنيبال. سابعاً: ينجز المعهد بكفاءة عالية تدريب العديد من أطباء العيون من مختلف دول العالم، وجد فريق البحث الميداني بينهم أطباء من الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا ومختلف دول آسيا. ثامنا: تطوع الدكتور رويت خلال السنوات الماضية بتنظيم زيارات لعدد من دول آسيا وإفريقيا لإجراء عمليات للعيون لأعداد كبيرة من المحتاجين إضافة إلى تقديم التدريب العملي لأطباء العيون للقيام بمثل هذا النوع المبتكر من العمليات. تاسعاً: يتم تحقيق الاستدامة المالية لعمل المعهد من خلال نظام دعم للمرضى بثلاث مستويات: - يتلقاه الفقراء وغير القادرين على العلاج دون أي كلفة مالية. - فيما يتم دعم جزء من كلفة العمليات للمحتاجين بحسب مستوى دخلهم. - يتم احتساب الكلفة المالية للعمليات كاملة على المقتدرين. ما سهل التغطية الكاملة لمصاريف المعهد وأجور الأعداد الكبيرة من المساعدين والعاملين. عاشراً: أسهم الدكتور رويت، خلال عمله في الثلاثين سنة الماضية، بأسلوبه الجراحي المبتكر، في خفض نسبة العمى القابل للعلاج لحوالي النصف في النيبال، كما قام بتدريب أكثر من 650 طبيباً من جميع أنحاء العالم ليشاركوه نفس الدرب، ولينقل إليهم خبرته في معركته ضد العمى الذي يمكن تجنبه في بلدان العالم، فكان مجموع ما أجراه هؤلاء الأطباء من عمليات ناجحة قد تجاوز 35 مليون عملية جراحية حول العالم. أحد عشر: يضم مركز الدكتور رويت حالياً ثلاثين طبيباً مقيماً لإجراء عمليات ومعالجة مرضى العيون من خلال مستشفيين وستة عشر مركزاً طبياً تنتشر في أرجاء النيبال، بمن فيهم أطباء من الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا ومختلف دول آسيا وغيرها. كما يجري المركز نحو ستة آلاف عملية ناجحة سنوياً. ولقد أدى نجاح المستشفيات المتنقلة إلى نقل التجربة إلى بوتان وتايلاند وماينمار ومنغوليا وباكستان وكوريا الشمالية وإثيوبيا وبنغلاديش والصين والهند. وقال الأمين العام لمجلس أمناء الجائرة إنه بناء على كل ما سبق فقد تداول مجلس الأمناء ما أفادت به جولات فريق البحث الميداني، وقد تأكدت له جدارة أعمال الدكتور سندوك رويت لنيل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الخامسة وذلك لتمايز هذه الأعمال وتحقيقها الأكثر قرباً من روح المعايير المحددة لمنح الجائزة قياساً بالأعمال الجليلة الأخرى لبقية المحتملين للفوز في الكشف المختصر. وتحدث رئيس لجنة تحكيم الجائزة يان بولسن مؤكدا أن اللجنة التي تضم محكمين من البرازيل والهند والبرتغال والمغرب والبحرين قامت بتقييم جميع المترشحين للجائزة، وتم التركيز على قائمة المرشحين الخمس، منوها إلى أهمية الجائزة في دعم العمل الإنساني على مختلف الأصعدة، من خلال إلقاء الضوء على النماذج المتميزة في هذا المجال، مشيرا إلى أن اللجنة تركز على الأعمال الإنسانية بعيدا عن اعتبارات أخرى. وقد شهد المؤتمر الصحفي تقديم عرض فيلم تسجيلي عن الجائزة والفائزين بها خلال الدورات الأربع الماضية. وردا على أسئلة الصحفيين أكد سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الممثل الخاص لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية إن الجائزة تقام كل عامين بهدف إنساني، ويحرص مجلس الأمناء على تلقي الاقتراحات الخاصة بتطوير الجائزة خلال السنوات القادمة. وحول إمكانية جعل الجائزة سنويا، قال سموه إن البحث والتحري عن المترشحين للجائزة أمر يستغرق وقتا، لأننا نريد التأكد من سلامة الاختيار من بين الأعمال الخيرية المنتشرة في العالم. وبخصوص إمكانية منح الجائزة مستقبلا للعاملين في مواجهة جائحة كورونا، أوضح علي عبدالله خليفة الأمين العام لمجلس أمناء الجائزة أن منظمة الصحة العالمية كانت من بين المرشحين في القائمة النهائية للفوز بالجائزة وكذلك العاملين في الحقل الميداني لمكافحة كوفيد كانوا ضمن المنافسين لكن لجنة التحكيم استقرت على اختيار الطبيب النيبالي. وأوضح عبدالله خليفة أن عملية اختيار الفائز بالجائزة هي عملية دقيقة للمفاضلة بين المترشحين وفق المعايير الدقيقة وعمليات التحري الميداني للتأكد من مطابقتها للمعايير. وأشار إلى أن الجائزة منفتحة على كل المجالات التي تخدم العمل الإنساني المتميزة، لافتا إلى أن الجائزة تتطلع إلى دعم إنعاش المشاريع الإنسانية. وكشف علي عبدالله خليفة عن أن مجلس الأمناء يسعى إلى تطوير أدوات استكشاف المترشحين للجائزة من بين الجهات المعنية بالعمل الخيري والإنساني. وفي تصريح خاص لـ«أخبار الخليج» كشف علي عبدالله خليفة الأمين العام لمجلس أمناء الجائزة عن أن حفل تسليم الجائزة للطبيب الفائز سيقام في 21 فبراير القادم برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم. علي عبدالله خليفة لـ«أخبار الخليج»: حفل تسليم الجائزة 21 فبراير القادم السيرة الذاتية للفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية - ولد الدكتور ساندوك روت في قرية «أولانج تشونج جولا» الجبلية النائية، شرق النيبال، التي تقع على سفح جبل «كانغشينجونغا»، ثالث أعلى جبل في العالم، وقد أسهمت جهود الدكتور ساندوك وخدماته الإنسانية على مدى ثلاثة عقود في علاج أكثر من مليون شخص في الدول النامية وشفائهم من العمى (القابل للشفاء). - حصل الدكتور روت على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من كلية الملك جورج الطبية في لكناو عام 1976، وعلى الدكتوراه في طب العيون من معهد عموم الهند للعلوم الطبية في نيودلهي عام 1984. وقد تدرب لدى مستشفى «أمير ويلز» في سيدني (من عام 1987 إلى عام 1988). - في تسعينيات القرن الماضي قام الدكتور روت بتطوير جراحة «إعتام العين» من خلال الشقوق الدقيقة (وتعرف الجراحة أيضا باستحلاب العين)، وتمكن من تخفيض كلفة العدسات التي تزرع داخل العين من 100 دولار أمريكي إلى أقل من 4 دولارات. - بعد نجاح أعماله في مركز العيون تم تعميم تجربته في عدد كبير من دول العالم النامي لتقديم جراحة لإعتام عدسة العين عالية الجودة، وبأسعار معقولة، وقام الدكتور روت بتدريب أطباء العيون والعاملين في مجال صحة العيون لضمان رعاية مستدامة في المجتمعات المستهدفة. - أسهم الدكتور روت بالتعاون مع «فرد هولوز» جراح العيون الأسترالي، الذي كان يحظى بشهرة عالمية في المشروع الرائد مشروع الهيمالايا لإعتام عدسة العين، بتطوير برامج لمعالجة وجراحة العيون في تايلاند، وبوتان، وميانمار، وكمبوديا، والصين، والهند، وبنغلاديش، ومنغوليا، وباكستان، وكوريا الشمالية، وإندونيسيا، وفيتنام، وفي عدة مناطق في إفريقيا. - في عام 2020، شارك في تأسيس مؤسسة «تيج كوهل – روت» لعلاج نصف مليون شخص من العمى (القابل للشفاء) في العالم النامي بحلول عام 2030. - حاز الدكتور روت العديد من الأوسمة والجوائز، وحصل على «الزمالة الفخرية للكلية الأسترالية لطب العيون» عام 1995، وعلى «جائزة رامون ماجسايساي للسلام والتفاهم الدولي» المرموقة عام 2006، وقد اختارت مجلة «ريدرز دايجست» الدكتور روت الشخصية الآسيوية لعام 2007. - حصل على «جائزة الأمير ماهيدول للإنجازات البارزة في الطب والصحة العامة» عام 2007. ومنحته حكومة أستراليا «وسام أستراليا» عام 2007، وحصل على جائزة ريادة الأعمال المجتمعية من «مؤسسة شواب» عام 2014، وحصل على «جائزة آسيا للتغيير» من قبل جمعية آسيا بنيويورك عام 2016، وقد تم اختياره من قبل مؤسسة «ألبرت آينشتاين» ضمن «القيادات العالمية المائة الأكثر تأثيرا على مدى القرن» عام 2017.
مشاركة :