صرح الباحث الفلكي البحريني علي الحجري بأن عام 2023 بدأ بواحدة من أجمل الظواهر الفلكية المميزة في سماء البحرين وهي ظهور مذنب أطلق عليه اسم C/2022 E3 (ZTF) وهو غير دوري، أي بمعنى يكمل دورته بحسب الحسابات الفلكية قرابة كل 50 ألف عام، فلا يرى مرة أخرى وقد أتى إلى الأرض في رحلة ملحمية في هذا الكون استغرقت ملايين السنين من سحابة (أورت) وهي بحافة نظامنا الشمسي وتبعد عنا حوالي 3 سنوات ضوئية. وقال لـ(أخبار الخليج) يُعتقد أنه زار الأرض ما بين العصر الجليدي أو العصر الحجري القديم وتم اكتشاف المذنب عندما دخل بالقرب من مدار كوكب المشتري في شهر مارس من عام 2022 لتدل الصور الأولية للمذنب بأن قطره يلامس أعتاب الكيلومتر وبشدة إضاءة تساوي موجب (17.67 meg ) في أول يوم تم رصده فيه. وأضاف أن المذنب نجا من حرارة الشمس المدمرة عند مروره بالقرب منها (الحضيض) في مساء الخميس الماضي 12 يناير 2023 في الساعة (09:53) مساء بتوقيت البحرين وعلى مسافة (165 مليون و604 آلاف و842.9 كيلومترا) بينما سيكون المذنب في حضيض الأرض أي أقرب ما يمكن بتاريخ 1 فبراير 2023 في تمام الساعة (08:57) مساء بمسافة (42 ميلون و466 ألفا و795.28 كيلومترا) وبسرعة مدارية (39.136 كيلومترا في الثانية) وشدة إضاءة( +4.94 Mag ) وتضعف شدته بسبب الكتلة الهوائية إلى +)5.12 Mag ) وأكثر في حالة وجود الهباء الجوي في الأفق الشمالي ليكون الموقع بالضبط فوق نجمة الشمال (الجدي) وببعد زاوي عنها لـ18 درجة و19 دقيقة ويكون ارتفاع المذنب وقت الحضيض 44 درجة و46 دقيقة، مشيرا إلى أن هذا أفضل وقت لتصويره في حالة صفاء الجو أو حتى مراقبته من خلال منظار أو تلسكوب بشرط صفاء الجو ليرى على شكل لطخة خضراء خافتة. وخلص الحجري إلى أن ما يميز هذا المذنب في نواته لونه الأخضر بسبب وجود (غاز الكربون الثنائي الذرة) وهو غير مستقر عند درجة الحرارة والضغط المحيطة بالمذنب كما أنه ثاني أبسط أشكال الكربون المكون للمذنب والمحترق نتيجة اقترابه من الشمس، مبّينا أن المذنب يحتوي على ذيل غبار قصير وعريض وذيل طويل أيوني باهت وذيل غباري يمتد إلى قرابة الدرجتين والنصف في القبة السماوية وسوف يختلف شكل وطول وتوهج سطوع ذيل المذنب في يوم اقتراب المذنب من الأرض على حسب كثافة وقوة وسرعة الرياح الشمسية. وألمح إلى أنه يتعين على عشاق الرصد والمصورين للمذنب الذهاب إلى مكان مظلم ليلاً بسطوعه الكامل إن وجد بحيث يتأثر سطوع المذنب بسطوع إضاءة المدن من جهة ووجود القمر في السماء بإضاءة (86.1%) ليعاود المذنب بالابتعاد تدريجيا وهيمانه في الفضاء السحيق ولن يعود مرة أخرى إلا بعد 50 ألف عام من الآن ما لم يتغير مساره أو يصطدم بجرم سماوي آخر.
مشاركة :