واختلفنا مين يهايط أكثر!

  • 1/26/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

«الهياط» بمفهومه الشعبي ليس جديدا على مجتمعنا، كل ما في الأمر أن دائرته اتسعت ووسائل رصده زادت بفضل وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، وانتقل عند البعض من «هياط» الكلام إلى هياط «الفعل»! فبعد أن كنا في قصص وأشعار وأهازيج تصل بالانتماء الأسري أو القبلي أو المناطقي إلى مرتبة شعب الله المختار، أصبحنا أمام أفعال رعناء تجلب سخرية تتجاوز حدود الأسرة والقبيلة والمنطقة، وتتناقلها وسائل الإعلام والتواصل العالمية كنماذج للسفاهة! والأصل في تحليل مثل هذه السلوكيات أنها تعويض عن شعور بالنقص، ومؤشر على اهتزاز الثقة بالنفس، وضررها أعظم من نفعها لو أدرك «المهايطي»، فهي مدعاة للسخرية والازدراء لدى الآخرين! وهذه المظاهر والسلوكيات ليست جديدة، فمنذ إشراقة شمس النفط، كانوا من يصيفون في لبنان يتباهون على من يصيفون فوق أسطح منازلهم، ومن يركبون الألماني يتباهون على من يركبون الياباني، ومن يدرسون في الأهلية يتباهون على من يدرسون في الحكومية! أما من يغتسل بدهن العود أو يحرق الأوراق النقدية أو يسرف في الموائد فلا يختلف كثيرا عن من يشحن سيارته الفارهة بالطائرة إلى أوروبا في الصيف ليركنها أمام رصيف المقهى طوال الوقت، ولا يختلف عن المعدم الذي يعيش حياة باذخة أمام الناس وحياة مذلة أمام معقبي تحصيل الديون!.

مشاركة :